أخطأ من قال إن الصداقات في الوسط الفني معدومة. ففي يوم واحد تحولت بيوت الفنانين فايز السعيد، وليد الشامي ومحمد سعيد حارب إلى أماكن تصوير، والفنانون إلى ممثلين كرمى لعيون الوسمي. الفنان الذي استطاع في فترة وجيزة أن يكون محط أنظار كل من له علاقة بالفن من أساتذة الموسيقى وزملائه الفنانين، واكتساب شريحة كبيرة من جمهور الخليج والوطن العربي، فهو بالإضافة لامتلاكه كل الأدوات التي تؤهله للنجاح، يعرف كيف ينتقي أعماله وكيف يقدّمها للجمهور.
"سيدتي" تجوّلت مع الوسمي بين مواقع التصوير لتنقل لكم حصرياً تفاصيل أغنية “فدوى” التي ستبثّ على الفضائيات العربية في شهر أبريل (نيسان) المقبل، وهو الوقت الذي اختاره الوسمي لصدور ألبومه الجديد الذي لم يختر اسمه بعد.
في منزل فايز السعيد، حركة دائمة وأصوات لا تهدأ. والمكان أشبه بخلية نحل، احتشد فيها الفنانون والتقنيون بمختلف تخصصاتهم، تدفعهم رغبة واحدة، هي ترجمة فكرة المخرج الشاب ياسر الياسري لتقديم الوسمي بشكل جديد، كما لم نره من قبل. وريثما يعدّ الياسري المشهد الذي يجمع كلاً من فايز والوسمي كان لنا معهما هذا الحوار:
الوسمي والسعيد
الوسمي
*بدايةً، حدّثنا عن أغنية “فدوى” التي من أجلها تحوّلت بيوت الفنانين إلى مواقع تصوير؟
ـ الأغنية ستكون مميّزة من حيث الفكرة. وهذا ما اعتدته من المخرج ياسر الياسري الذي برع تماماً في ابتكار أفكار الأغنيات التي يشرف على تصويرها. وقد تمّ التصوير على مدى أربعة أيام في عدة أماكن بدبي، من ضمنها بيوت الفنانين، حيث يصوّر “الكليب” المراحل التي أقضيها مع الفنانين والملحنين والشعراء للتحضير للألبوم، وفي تلك الزحمة الفنية، يبقى مكان في الذاكرة لخطيبتي التي لا تغيب عن ذهني حتى وأنا منشغل في ألبومي .
الوسمي و “روتانا”
*ما زلت تقوم بإنتاج أغنياتك على حسابك الخاص؟
ـ الألبوم كله من إنتاجي الخاص، وليست الأغنية فحسب.
* ألم تقرّر بعد الإنضمام إلى شركة إنتاج؟
ـ تلقّيت فعلياً أكثر من عرض، لكنني لم أقرّر بعد أية شركة ستحظى بالألبوم .
*يقال إن هناك اتفاقات بينك وبين سهيل العبدول وشركة “بلاتينيوم ريكوردز”؟
ـ تقريباً. لكنني أحاول أن أمسك العصا من النصف، بحيث يكون التوزيع عن طريق “بلاتينيوم” والإنتاج للعبدول.
*ما هي الشروط والمتطلبات التي تدفعك للتوقيع مع شركة إنتاج؟
ـ هي ذاتها التي تناسب أي فنان آخر لضمان وصوله لأكبر شريحة من الناس أي الدعم الإعلامي، الإنتاج الجيد والإعلانات التي تليق به.
*الغريب أنك لم تفكّر بـ “روتانا” مع أنها لا تزال تشكّل حلماً بالنسبة لبعض الفنانين؟
ـ مع كل احترامي للمؤسسة لكنني لا أفكّر بالإنضمام لها، فأنا أيضاً لي اسمي وإذا ما تعاملت معي “روتانا” على هذا الأساس، فسأتعاون معها بكل تأكيد. نحن في زمن لم تعد تعني فيه الأسماء الكبيرة والأمور المادية بقدر ما يعني المضمون.
فايز يتحدث عن الوسمي
هنا، أسأل الفنان فايز السعيد الذي كان جالساً معنا:
* فايز، هل ما زالت “روتانا” حلماً بالنسبة للفنانين؟
ـ “روتانا” كانت سابقاً بمثابة حلم للفنانين، ولا أعتقد أنها الآن كذلك.
*لماذا؟
ـ المشكلة في “روتانا” أنها تختار في بعض الأحيان فنانيها بجودة عالية، وفي أحيان أكثر نجدها
تضم فنانين لا داعي لوجودهم.
* ألا يكفي أنها تضم كبار الفنانين كمحمد عبده، أبو بكر سالم، الجسمي وأحلام، أصالة وعمرو دياب؟
ـ كل الأسماء التي ذكرتها هي بمثابة أعلام في الفن، وأي شركة تتمنى أن تحظى بوجودها وإنتاج ألبوماتها. لكنني أتحدث هنا عن أسماء لا تضيف شيئاً للفن ولا للأغنية العربية،
ولا أرى أن هناك داعياً لوجودهم في مؤسسة كبيرة كـ “روتانا”.
*برأيك، ما الذي يحتاجه الوسمي من شركة الإنتاج لتكملة مشواره الذي تكلّل منذ بدايته بالنجاح؟
ـ الوسمي فنان أحبه الناس وهو يستحق هذه المحبة، ويستحق شركة تعتني به لأنه شكّل قاعدة جماهيرية جيدة، ويعمل بشكل صحيح.
*وكيف ترى ألبومه الجديد من منظور فني؟
ـ هذا الألبوم هو بمثابة نقلة نوعية للوسمي، لأنه اعتنى كثيراً بجودة التسجيل والتصوير وكذلك
بـ “اللوك”، فالفنان في هذا الوقت مطالب بأن يتجدّد سواء بنوعية أعماله والأغاني التي يختارها، أو حتى بـ “اللوك” الخاص به. والوسمي من الفنانين الذين يليق بهم اللون الشعبي والشبابي، وهو يستحق عن جدارة أن يمثّل الجيل الجديد من الشباب الإماراتي.
الزميلة الجندي تتوسط الوسمي والسعيد
سأقلب الموازين
هنا أعود للوسمي متساءلة:
*كنت متخوّفاً من أن تظهر بالجينز والـ “تي شيرت”. هل حقاً يستحقّ الأمر كل هذا التفكير والخوف؟
ـ الشعب الإماراتي بطبعه غيور على تراثه ومحليته، وبالتالي علي احترام طريقة تفكيره، مع أن الفكرة تراودني منذ عام تقريباً، ولكنني انتظرت إلى أن توظّف بشكل صحيح. وكان هذا “الكليب” مناسباً لأن أقلب الموازين وأظهر بشكل جديد.
*هلا حدّثتني عن الألبوم الجديد وما سيتضمّنه؟
ـ الألبوم يتضمّن ثلاث عشرة أغنية، تعاونت فيها مع كبار الشعراء أمثال الأمير بدر بن عبد المحسن، الدكتور مانع بن سعيد العتيبة، أنور المشيري، وكاظم السعدي. ومن الملحنين تعاونت مع فايز السعيد، أحمد الهرمي ووليد الشامي الذي أشرف أيضاً على الألبوم كاملاً. وللمرة الأولى تعاملت مع موزعين لهم اسمهم في عالم الفن ومنهم وليد الفايد وعصام الشرايطي وخالد عزّ.
مع أصالة
*نلاحظ أن معظم الفنانين الخليجيين باتوا يختارون أغنياتهم من أمراء وشيوخ. هل تؤثر هذه الأسماء في جماهيرية الفنان؟
ـ بالطبع. فهذا يعتبر إضافة كبيرة للفنان، ولكنني لم أخترهم لمجرد أنهم شيوخ وأمراء بل لأن لهم مكانة في الفن.
*غنيت مع أصالة في فعاليات “شاعر المليون”، هل صحيح أن الجمهور غادر الحفل عقب انتهاء فقرتك ولم ينتظر أصالة؟
ـ ليس لدي فكرة، فقد خرجت بعد انتهاء وصلتي.
*لماذا يزجّ اسمك دائماً إلى جانب أسماء فنانين كبار في كل حفل تشارك فيه؟
ـ لكل فنان جمهوره الذي يحبه، وفي النهاية هو الذي يحكم على أهمية الفنان، من قال إن من يتابع الوسمي ليس عليه أن يتابع غيره، والعكس صحيح، لكنني أرفض الدخول بهذه التفاصيل لأنني على علاقة جيدة بأصالة وغيرها من الفنانين.
*لكن هناك من يقول إنك والفنان حسين الجسمي تتنافسان الآن على القمة؟
ـ الفنان حسين الجسمي صديق عزيز وزميل يشرّفني اسمه في أي بلد أزوره أو أي حفل أقدّمه، ومن غير المعقول أن أنافسه وهو قد سبقني بسنوات، لكن هناك صحفيون يسعون إلى ابتكار واصطناع أحداث غير موجودة ليخطّوا بعدها تلك العناوين الرنّانة.
أرفض أن تكون وسامتي هي محور فني
*الوسمي.. يشاع أنك قُبلت في الوسط الفني لوسامتك؟
ـ بالمناسبة هذا الأمر لا يسعدني إطلاقاً لسببين، أولهما أنك لا تتحدثين عن فتاة دخلت الوسط الفني بجمالها، وثانياً لأن ذلك ينتقص من موهبتي، ومن يقول هذا الكلام لا يفهم معنى الفن. أنا أدرك أننا الآن نعيش عصر الصوت والصورة، ومن واجب الفنان في هذا الوقت أن يحافظ على شكله عصرياً و أنيقاً، لكن هذا لا يعني أن يكون شكله هو محور فنه.
*لكنك بدأت حقاً تترك أثراً عند الفتيات؟
ـ هذا يحصل مع كل الفنانين دون استثناء وليس معي أنا فقط.
لن أغني بلهجة أخرى وأختار يارا لتشاركني الغناء
* تصرّ على اللهجة الخليجية مع أن الفنان يمتحن عندما يغني لهجة أخرى غير لهجته الأم؟
ـ هذا صحيح، لكن يبقى السؤال: هل تصل الأغنية بلهجة أخرى؟
*هناك من نجحوا في ذلك مثل يارا وحسين الجسمي؟
ـ هؤلاء فنانون لديهم إحساس عالٍ.
*ألا تملك أنت ذلك الإحساس؟
ـ أملكه.. لكن لكل شيء أوان.
* وإذا ما أردت تقديم “ديو” مع فنانة، فمن تختار؟
ـ يارا ..لأنها غنت اللهجة الخليجية بشكل صحيح.