سألنا شيرين عن ألبومها المقبل، فقالت:
أستعدّ له على نار هادئة، بالضبط مثل ألبومي السابق «حبّيت»؛ لأنني تعوّدت ألا أكرّر نفسي في أية تجربة، فكل ألبوم لي، ومنذ أول ألبوم «جرح تاني» أصدرته، لا بدّ أن يكون له لون وشكل مختلفان.
الخيانة وألوان غنائية
ولماذا قدّمت ألواناً غنائية بعيدة عنك؟
اتّجهت لألوان غنائية أخرى ليست لي، خاصة في ألبوم «حبّيت» الذي كان يشبه أناساً آخرين، لكنني فعلت ذلك؛ لأنه كان يوجد تحدٍّ في داخلي لكي أثبت لنفسي وللجميع أنني قادرة على غناء كل الألوان.
هل تستطيع المرأة أن تعيش بدون حب وخصوصاً أن لديك آراء جديدة وجريئة، لدرجة أنهم قالوا عنك: «إنك أصبحت سفيرة للمرأة»؟
بالفعل، قدّمت في أغنياتي نماذج كثيرة للمرأة التي لا تستطيع أن تعيش بدون حب مرّة واثنتين وثلاثاً وأربعاً. ولكن، كل مرّة تحبّ فيها، لا يكون مثل الذي سبقه؛ لأنه في كل مرّة يكون له طعم مختلف. وبرأيي، إن الذي لا يحبّ، يكون مثل الميت الذي لا يحسّ بأي شيء، وقد تحدّثت عن كل ذلك في أغنية «حبّيت»؛ لأن المرأة كلّها مشاعر.
وهل هناك من يعيش بدون ألم؟
لا يمكن ذلك، بل على العكس، سوف يشعر الإنسان الظالم بألم تأنيب الضمير عندما يصحو ضميره، وهذا ينطبق على حالة المرأة التي تقول لحبيبها «أتعذب بين إيديك أرحم لي من العذاب بعيد عنك». وهناك نوعية أخرى من السيدات اللواتي يكنّ متأكّدات من أن أزواجهن ظالمون، ورغم ذلك يحببنهم بشدّة.
وماذا عن الخيانة التي عبّرت عنها في أغنية «ما تحاسبنيش»؟
هذه الأغنية أعتزّ بها جداً حيث تحكي عن الإنسان الخائن، وهذا ما عبّرت عنه في الأغنية في فقرة: «لما تكون عايش له بكل أمانة وهو غدره في ضلك».
خلافها مع أصالة وشخصيتها المتقلبة والأبراج وضريبة العمل الفني تفاصيل تتابعونها في العدد الجديد من سيدتي في المكتبات
شادية مثلي الأعلى
قلت من قبل إن الفنانة شادية هي قدوتك ومثلك الأعلى وإنك تتمنّين القيام بدورها إذا تمّ تنفيذ مسلسل يحكي مشوارها الفني، هل هذا صحيح؟ بكل تأكيد؛ لأن شادية المطربة الأكثر نجاحاً في التمثيل. ولذلك، فأمنيتي أن أعمل في مسلسلات وأفلام تنجح مثل أعمالها، وتظلّ تعرض طوال 80 سنة قادمة وليس الآن فقط، كما أتمنّى القيام بتجسيد قصة حياتها الفنية، وليست الشخصية؛ لأنها ملكها هي فقط وليس من حق الآخرين اقتحامها؛ أريد تجسيد دورها في خفّة ظلها ومرحها.
هل لأنك تشتركين معها في خفّة الظل والحضور و«الكاريزما» والوطنية؟
هذا أمر «يخوّف» أيضاً، لكنني وجدت نفسي أقول: أريد تجسيد دور شادية في حياتها الفنية؛ لأنها فنانة صوتها جميل، وليست مؤدّية فقط. فقد غنّت للوطن «ياحبيبتي يامصر» وأحببناها، وغنّت للابن «سيد الحبايب ياضناي إنت»، وعشقناها، كذلك غنّت للحب وللرومانسية وللشقاوة ولـ«دبلة» الخطوبة ولابن العم «غاب القمر يابن عمي» فهل هناك أجمل من ذلك؟
ولذلك أقول، إن أي فنانة أو مطربة تريد تقديم شخصية شادية، لا بدّ أن تكون على دراية بكل شيء عنها، وهذا كان سرّ نجاح صابرين عندما جسّدت دور أم كلثوم.
ألم تحاولي الاتصال بشادية لتنقلي لها رغبتك في ذلك؟
لم أسعَ لذلك. فهذا حلم أتمنى أن يتحقّق.
كل شيء في حياتي
ماذا تمثّل لك ابنتاك مريم وهنا؟
ابنتاي هما كل شيء في حياتي، فأجمل شيء في الدنيا هي الأمومة، وربنا ينعم بها على كل الناس ولا يحرم منها أحداً.
لكنك دفعت الضريبة بزيادة وزنك بسبب الحمل؟
بالعكس، فأنا كنت أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولا أخفي عليك أنني عانيت من الحمل مثل أي امرأة، لكن الحمدلله لقد أصبحت أفضل بكثير الآن.
هل تعملين حساباً للغد؟
طبعًا، وأتمنى أن يعطيني الله العمر لتأمين مستقبلي ومستقبل ابنتيّ.
وأثناء الحوار تدخل ابنتها مريم، وتستقبلها شيرين قائلة لها: ««ياروح قلبي»، وتقول عنها: «مريم تحب الحضانة جداً، فهي في مدرسة إنجليزية BRITISH».
وماذا عن هنا الصغرى؟
هنا تتحدّث بعينيها طوال الوقت، وأنا أغرق فيهما. بالإضافة إلى أن لديها «نغزة» في كتفها جميلة للغاية، ولا أخفي عليك سراً أنني ووالدتي وابنتيّ في أكتافنا هذه «النغزة».
هل تستعينين بمربّية؟
طبعاً؛ لأنني غير قادرة على الجلوس مع طفل لمدّة 24 ساعة، والمربّية لديها قدرة تحمّل أكثر مني. ورغم ذلك، أظلّ فترة طويلة معهما يومياً؛ لأنهما أغلى ما لديّ في الدنيا.
يقال إن الفتاة تحب الأم أكثر... هل هذا صحيح؟
أنا أطلقت على محمد زوجي لقب هارون الرشيد؛ لأن مريم وهنا تدلّلانه بشكل كبير وهو مولع بالفتاتين بشكل غريب للغاية.
ماذا تتذكّرين من أيام الحمل؟
في حمل ابنتي مريم توحّمت على عصير قصب، وفي حمل هنا توحّمت على بنجر (الشمندر)، والبرقوق (الخوخ) الأحمر والأصفر، لكن الحمدلله لم يظهر على ابنتيّ أي بقع من الوحم.
كيف حال أختك الصغرى إيمان خالة الفتيات؟
إيمان منشغلة الآن بدراستها الجامعية، ولذلك لا تتواجد عندنا باستمرار ومريم وهنا تحبّانها جداً، كما أن محمد شقيقي يحب اللعب معهما ويغنّي ويطبّل لهنا؛ لأنها مولودة حديثاً. ورغم ذلك تتمايل على نغماته بعينيها، وبعض أجزاء من جسمها، وأكثر أغنية يغنّيها محمد لها «يا طبطب يا دلع» لنانسي عجرم وهي تهزّ جسدها فرحاً، وأنا «بموت» من الضحك.
هل تغنّين لابنتيك؟
كثيراً، وألبومي الأخير يضمّ أغاني سوف يحبّها الأطفال جداً، وقد غنّيت بعضاً منها لمريم، وأخذت تردّدها معي. أما هنا فعمرها ستة أشهر ونصف، ولم تقل ماما حتى الآن. ومريم تغنّي لي أغاني دورا «مارش مارش»، ونمشي أنا وهي، «مارش فلور (وردة)». هذا الكارتون كل الأولاد يحبّونه ويشاهدونه، وأنا أيضاً أشاهده خاصة أن دورا شعرها «تقيل» (كثيف) و«كاريه»، وتشبهني وأنا صغيرة «أول ما اتولدت»، ودائماً أقول لمريم: «هذه شبه مامي وهي صغيرة». كما أن شقيقتي إيمان دائماً تضع لها صورة دورا في غرفتها، وتعلّق لها على الحائط «بارني» الكرتون الشهير.