على هامش الإحتفالية التي أقامتها أسرة تلفزيون دبي بمناسبة الإعلان عن شبكة برامجها الخاصة بشهر رمضان المبارك، كان لـ «سيدتي» لقاء مع الممثلة صبا مبارك القادمة عبر الشاشة الرمضانية بشخصية بلقيس التاريخية لترتدي ثوب ملكة سبأ التي حكمت في زمن اليمن السعيد. تحدّثت صبا عن الحلم الذي تحقّق من خلال أدائها هذه الشخصية، وعن الرعب الذي تعاني منه عادة قبل العرض وأثناءه. كما أضاءت من خلال فانوس رمضان على يومياتها في الشهر الفضيل، وكشفت هوية أقرب الناس إلى قلبها. ممثلة مجتهدة، جدّية ودقيقة في خياراتها وعلى قدر كبير من الذكاء، هكذا بدت لي صبا مبارك الحاضرة دائماً على خارطة الأعمال الرمضانية. فما الذي ستقدّمه هذا الموسم من «الجديد والمختلف»؟
هل أتت «بلقيس» إليك أم أنك بحثت عنها وسعيت إلى هذا الدور؟
منذ وقت طويل وأنا أحلم بأداء هذه الشخصية. وقد عرض عليّ الدور منذ سنتين وتأجّل لأسباب معيّنة. قد أكون بالغت قليلاً من شدّة حماستي لبلقيس وتعبيري عن هذا الحماس في كل لقاء تقريباً، لدرجة أنني بنيت توقّعات كبيرة أخشى ألا تتحقّق. وهذا ما يشعرني بالقلق الشديد قبيل عرض بلقيس لأنني علّقت آمالاً كثيرة على هذا العمل.
كيف تعرّفت إلى شخصية بلقيس واقتربت من عالمها بهدف تقديمها بالصورة الأقرب إلى حقيقتها؟
أجريت الكثير من الأبحاث والمطالعات والدراسات الفلسفية، إضافة إلى قراءة متعمّقة في القرآن الكريم الذي أتى على ذكر قصتها. حاولت قدر المستطاع تلمّس كل جوانب الشخصية والإقتراب من عالمها. غالباً ما تخفي الوثيقة التاريخية الجوانب الشخصية وتبرز الوقائع العامة. ولذلك، من الصعب أن نرسم صورة مطابقة لبلقيس بحسب ما تعرضه الوثائق.
لو عشت في زمن بلقيس، ما هي الرسالة التي كنت ستوجّهينها إليها؟
كنت سأطرح عليها أسئلة تتعلّق بصفاتها الشخصية والخصائص الإنسانية التي لم تكشفها سيرتها، وذلك بهدف التعرّف أكثر إلى بلقيس الإنسانة.
هل هناك شبه بين صبا مبارك وبلقيس لأننا نلمس في شخصيتك الجرأة والشجاعة التي هي من صفات ملكة سبأ أيضاً؟
هناك وجه شبه حقيقي يجمع بين طريقة تفكيرها غير التقليدية والمنفتحة وبين طريقة تفكيري. تلفتني بلقيس بفكرها النيّر الذي تخطّى ممنوعات عصرها في ذلك الزمن.
تخوضين في بلقيس تجربتك الأولى مع المخرج باسل الخطيب، كيف وجدت العمل معه؟
باسل الخطيب من أكثر المخرجين وضوحاً وهو يعرف تماماً كيف يستخرج أقصى طاقات الممثل. ويهمّني الإشارة إلى أن بلقيس هو نتاج عمل فريق متكامل ولن أنسب نجاحه إلى نفسي فقط، فهناك نخبة من الممثلين والممثلات إضافة إلى الكاتب رشيد خصاونة.
متى تشعرين بنجاح العمل وتتلمّسين نتائجه. وهل يتمّ ذلك فور قراءته على الورق أم من خلال ردّة فعل المشاهدين؟
نحن لا نشبه الفنانين التشكيليين ولا الشعراء، بل عملنا يرتبط بالإشعاع الذي يحدثه المسلسل إثر عرضه، وذلك من خلال ردّة فعل الناس وتعليقاتهم وآرائهم والأصداء التي تدور حولها.
لماذا يطغى حضورك في الأعمال البدوية والتاريخية على الأعمال المعاصرة؟
لقد قدّمت أعمالاً معاصرة مثل «الشمس تشرق من جديد» وغيرها من الأعمال، ولكن شهرتي كانت من خلال المسلسلات البدوية والتاريخية التي أحبّها الناس. نحن نعاني من ضعف في الأعمال المعاصرة من ناحية كتابة الشخصيات وملامستها الحقيقية للواقع. وشخصياً، لم أجد نفسي في معظم النصوص المعاصرة التي تبدو محنّطة وبعيدة عن الواقع.
سنشاهدك بعد عيد الفطر في إطار مختلف في السينما المصرية، هلاّ حدّثتنا عنه؟
صوّرت فيلماً سينمائياً مصرياً بعنوان «بنتين من مصر» للكاتب والمخرج محمد أمين إلى جانب الممثلة زينة. ونؤدّي فيه شخصية فتاتين في العقد الثالث من العمر، تنتميان إلى الطبقة المتوسطة وتبـحـثــان عــن الإستقرار، حيث يستعرض الكاتب هذه الشريحة من خلال الفتاتين بكل ما تواجهانه من تحدّيات ومشاكل..
لماذا تأخّرت في خوض التجربة المصرية؟
لا شك أن تجربة التمثيل في مصر هي مغرية كونها أم الصناعة السينمائية والإنتاج في العالم العربي، ولكنها سلاح ذو حدين لأنني لم أتطلّع إلى تجربة مثل عود الكبريت سرعان ما تنطفئ، ولا أتنازل بالتالي عن قناعاتي المهنية. هناك بالطبع فتيات أكثر جمالاً مني وأكثر طولاً ورشاقة، ولكنني ممثلة بالدرجة الأولى ولا أريد حضوراً واهياً فحسب.
سناء بعد بلقيس؟
إذا خيّرتك بين عليا في «عيون عليا» ووضحا في «نمر بن عدوان» و«بلقيس»، أي دور أحببته أكثر؟
غالباً ما أفضّل الشخصية الجديدة التي أؤدّيها. ومن هنا أقول إنني حالياً غارقة في حب «بلقيس».
أي دور أبدعت فيه وأحسست بمدى إبداعك؟
إنه دوري في «الإجتياح».
على سيرة «الإجتياح»، هذا المسلسل هو خير شاهد على أن أعمالنا العربية قادرة على تحقيق الجوائز العالمية، حيث نال جائزة «إيمي أوارد» في العام الفائت. ترى ما الذي ينقصنا لكي نعزّز هذا النجاح؟
ينقصنا العمل الجاد وعدم التهافت على شراء المسلسلات المكسيكية والتركية، في حين يمكننا بهذه الميزانيات تعزيز الإنتاج العربي بدلاً من شراء وعرض 600 حلقة تركية في معظم القنوات التلفزيونية والفضائيات.
ولكن، ألا ترين أن هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الممثل العربي الذي يدبلج هذه المسلسلات، علماً أن نور ومهند اشتهرا بأصوات نجومنا العرب؟
هذا صحيح، ولكن هناك ظروف مادية تفرض هذا الواقع. لست ضد الدبلجة شرط ألا تصبح هي القاعدة مثلما يحدث اليوم.
بعد بلقيس، أين سنرى صبا مبارك في رمضان المقبل؟
أتطلّع إلى تقديم شخصية المناضلة اللبنانية سناء محيدلي لأنها نموذج مشرّف للفتاة العربية، فهي شابة وجميلة وضحّت بنفسها من أجل القضية الفلسطينية، وأراها شخصياً من أهم المناضلات في التاريخ المعاصر.
شهر رمضان
ماذا تخبريننا عن عاداتك الرمضانية؟
أنا إنسانة «بيتوتية»، لا أحبّ الخروج من المنزل والسهر في رمضان بل أفضّل «اللمّة» العائلية. غالباً ما أقضي هذا الشهر المبارك في منزلي سواء في مصر، سوريا أو عمّان حيث أنا موجودة حالياً.
من تفضّلين رفقته على مائدة الإفطار؟
أهلي وأقربائي الذين لا يتسنّى لي عادة رؤيتهم في الأيام العادية، فأنتهز فرصة اجتماع العائلة على مائدة الإفطار في رمضان.
من تهدينه فانوس رمضان؟
أختي آية وابني عمّار.
من هم النجوم والنجمات المفضّلون الذين تتابعينهم عادة في شهر رمضان؟
يحيى الفخراني، صلاح السعدني، نور الشريف ويسرا من مصر، وبسام كوسا ومنى واصف من سورية.
هل تشاهدين نفسك في رمضان؟
كلا، بل أتجنّب متابعة أعمالي فور عرضها وأشاهدها لاحقاً في عرض ثان أو على أشرطة مسجّلة. وحالياً، أنا «مرتعبة» من «بلقيس» ولن أشاهد نفسي على الإطلاق.
أسرة مسلسل «بلقيس»
النص للكاتب رشيد خصاونة، إخراج باسل الخطيب، ومن بطولة صبا مبارك، أسعد فضة، غسان مسعود، منذر الرياحنة، ونخبة من الممثلين، والإخراج لباسل الخطيب.
من هي بلقيس؟
«بلقيس» هي ملكة «سبأ»، شخصية تاريخية وردت قصتها في القرآن الكريم، تنتمي إلى الحضارة اليمنية القديمة. يتّخذ المسلسل من أرض اليمن مسرحاً للأحداث، حيث يروي سيرة بلقيس التي استطاعت أن تنتصر على حروب القبيلة والصراعات الدائرة في اليمن، وتوحّد البلاد تحت رايتها بعد وفاة والدها الملك «الهدهاد».
لماذا يجري التركيز على المسلسلات التاريخية في هذه الفترة؟ هل إستحضار شخصيات ذاع صيتها مفيد أم التركيز على قضايا مجتمعنا الراهنة مفيد أكثر؟ شاركونا برأيكم من خلال مساحة التعليقات..