ما إن سمع خبر غنائه في حفل ضمن برنامج ليالي «أمير الشعراء»، حتى نفدت التذاكر قبيل الحفل بأيام، ومع ذلك توافد الناس من جميع أنحاء دولة الإمارات لشراء التذاكر غير مقتنعين بنفادها. كيف لا وهو ملك الإحساس والصوت العذب، وهو الذي ما إن وقف على المسرح حتى سمع دوي تصفيق وهتاف الجمهور لدقائق، واستطاع أن يشعل حماس القاعة منذ اللحظة الأولى التي وقف فيها على المسرح وحتى آخر أغنية شدا بها.
وصل فضل شاكر إلى مسرح أبو ظبي للثقافة والتراث عند تمام الساعة الثامنة والنصف، وبدا مرتاحاً جداً في تعامله مع الآخرين. إطمأنّ على فرقته الموسيقية وعلى كل فريقه الفني، ثم بدأ بالتقاط صوره مع المعجبين والمعجبات، وكان سعيداً بسماعه أن الصالة التي تتّسع لألف وثلاثمائة شخص قد امتلأت، هذه القاعة التي غصّت قبيل بدء الحفل بلحظات بأكثر من ثلاثمائة شخص آخرين حضروا الحفل وقوفاً ليستمعوا إلى أغنيات فضل شاكر. ورغم أنه معروف بتحفّظه إزاء اللقاءات الصحفية، إلا أنه رحّب مبدئياً بإجراء دردشة لطيفة تحدّثنا فيها عن الفن وحاله، وما لبثت هذه الدردشة أن تحوّلت إلى لقاء صحفي خصّنا به الفنان فضل شاكر:
بدايةً، أودّ أن أعرف سبب إحجامك عن إجراء لقاءات صحفية؟
أنا لا أرفض إجراء لقاءات صحفية أو تلفزيونية، لكنني أفضّل أن أجري لقاءاتي مع صحفيين أعرفهم وأثق بهم، وذلك ضماناً لي، وحتى لا يزجّ إسمي في القيل والقال أو أن تنسب لي أحاديث وأقاويل تضرّ بسمعتي المهنية.
حقيقة ما جرى في قرطاج
لكنك ومع ذلك تبقى محط أنظار الصحفيين. فآخر خبر قرأناه عنك أنك غنّيت في حفل قرطاج لوقت أقل من المفترض، الأمر الذي أزعج جمهورك؟
هذا غير صحيح، لقد غنّيت على المسرح لمدّة ساعة ونصف الساعة وهو الوقت المخصّص لي، كما أنني لا أحب أن آخذ من وقت غيري، وأيضاً أحب أن يبقى جمهوري بحالة اشتياق دائمة لي،
ولا أترك لهم فرصة للملل. الحفل كان أحد أجمل حفلاتي، فالجمهور التونسي ذوّاق للفن الأصيل ومستمع جيد، وكان متجاوباً معي كثيراً، ما أدخل الفرحة إلى قلبي.
غنّيت في حفل قرطاج مع الفنانة شيرين عبد الوهاب، وكان قد سبق أن تقابلتما في أكثر من حفل، هل كان الأمر مخطّطاً له أم أنه تمّ صدفة؟
شيرين فنانة بمعنى الكلمة، وأعتبرها أحد أهم الأصوات في العالم العربي، لكن اشتراكنا في الحفلات مخطّط له من قبل منظّمي الحفل ولا دخل لي أو لها بالترتيب له.
ماذا عن ديو «جوا الروح» الذي غنّيته مع الفنانة إليسا.. هل كنت راضياً عنه؟
أنا أحب إليسا، لأنها فنانة تمتلك إحساساً عالياً وجميلاً، وهي بذلك استطاعت أن ترسم لنفسها «ستايل» خاصاً بها، لكنني كنت أفضّل لو استطعنا أن نقدّم أغنية بإحساس أعلى وموضوع أفضل.
هل ذلك يعود لسبب معيّن؟
الأغنية أصلاً لم تكن معدّة لتكون «ديو»، وقبل أن تعدّ لذلك إتّصل ناصر الأسعد بـ إليسا التي رحّبت بالفكرة، ثم أسمعني إياها ورحّبت بدوري بهذا التعاون. لذلك، ربما لم يكن هناك تناغم قوي بين المقطعين اللذين غنّاهما كل منا.
لكن إليسا تعتبر أن ديو «بتغيب» الذي غنّته مع الفنان راغب علامة كان الأنجح. ألا يزعجك تصريحها؟
لا بكل تأكيد.. لأنني بالأصل كنت أفكّر بأغنية أجمل من «جوا الروح».
فبركات
مع أنك بعيد عن الإعلام والمشكلات،إلا أننا سمعنا بخبر اعتزالك؟
حالياً لا أفكّر بالإعتزال. واعتزالي ليس له علاقة بمشكلات إعلامية أو «فبركات» صحفية، وإنما لأسباب عدّة أصرّح عنها لاحقاً في لقاء صحفي مطوّل.
خلال دردشتنا قبل إجراء هذا اللقاء، ذكرت أنك تحب أن تغنّي للمرأة. فهل تغنّي لها لأنها أكثر حساسية تجاه الأغنيات العاطفية؟
أنا أحب أن أغنّي للمرأة وأن أتحدّث عنها، ومع أن هذا التصريح قد يؤدّي لاستياء بعض الرجال مني، إلا أنني أحب أن أغنّي لها فقط، فهي تستحقّ الإهتمام والعاطفة اللذين أقدّمهما لها. وقد تشعرين بذلك عبر أغنيات قدّمتها بصيغة المرأة وليس بصيغة الرجل.
هل هذا يعني أنك صوت المرأة فنياً؟
بالطبع، وأحبّ أن أكون صوتها.
لماذا إذاً لم تشارك قبلاً في دعم المرأة وقضاياها عبر صوتك؟
أنا أتمنى أن أشارك بأي شيء يدعمها، لكنني حتى الآن لم أُدع لهذا النوع من المشاركات الفنية.
إذاً هي دعوة منك لأن تخدم قضايا المرأة؟
بكل سرور.
أخيراً .. هل تعلم أنك بأغنياتك، وكما تزرع الفرح في قلوب النساء، أبكيت الكثير منهن؟
أنا لا أغنّي لهن حتى يبكين صدّقيني، فهذا الأمر يزعجني، إنما أغنّي حتى يكبر الفرح في نفوسهن. لكن، في النهاية نعود إلى السبب ذاته، فالمرأة عالم من العاطفة وكائن رقيق سهل عليه أن تنهمر دموعه، لذا، علينا أن نقدّم لها كل الحب.
شارك معنا برأيك، لماذا تلاحق الشائعات الفنان فضل شاكر؟ ولماذا لم يكن الدويتو مع إليسا على المستوى المطلوب؟ ومن ترشحون ليشارك فضل في دويتو؟