بعد أن كانت الدراما المصرية لسنوات متفرّدة على الساحة الرمضانية، بدأت منذ سنوات قليلة الدراما السورية تخطو خطوات متقدّمة نحوها، حتى باتت تزاحمها على المرتبة الأولى ،مستخدمة كل الأسلحة والوسائل، ممّا أنذر في العام الفائت بتفوّقها عليها من خلال عدد من الأعمال التي لاقت استحساناً واسعاً في العالم العربي في ظلّ أحاديث عن عدم إبداع في الأعمال المصرية كما كان سابقاً. وإذا كانت هذه هي صورة الدراما السورية في العام الفائت، فماذا عنها في هذا العام؟ هل لا تزال مقتحمة وبقوة ميدان الدراما المصرية أم تراجعت؟هذا ما سنعرفه بقراءة واسعة أجراها عدد كبير من النقّاد على صفحات «سيدتي» التي اختارتهم من كافّة الدول العربية لينقلوا وجهة نظرهم ونظر الناس في كل بلد حول ما هي الدراما المتقدّمة هذا العام: المصرية أم السورية؟
جدة: وحيد جميل ـ الرياض: رنا زهير ـ القاهرة: أحمد عاشور ـ دمشق: علي محمد طه ـ عمان: سميرة حسنين ـ بيروت: ندى مفرج سعيد ـ الكويت وتونس: «سيدتي» ـ المغرب : محمد بلال
في السعودية: تعادل في القوى
عبد الله القبيع نائب رئيس تحرير جريدة "الوطن" يقول: "الحقيقة، لا يوجد فائز بالمطلق، والسبب يرجع للإندماج الذي حصل في الأعمال المصرية والإستعانة بالممثلين السوريين كأبطال".
خالد المحاميد كاتب ومحرر ثقافي في جريدة "الوطن" يقول: أعتقد بأن تفوّق الدراما السورية ظلّ واضحاً هذا العام، على الرغم من توفّر أعمال درامية مصرية على مستوى عالٍ من الجودة، مثل "زهرة وأزواجها الخمسة" و"عايزة أتجوز" و "شيخ العرب همام".
أحمد الواصل ناقد فني بجريدة الرياض يقول إن مقولة "الدراما الفائزة" لم تعد ذات قيمة إلا من باب "اللغو الإعلامي"، فإن كل دراما تلفزيونية تتمايز عن الأخرى بكثير من المزايا التي تحكمها صناعة الدراما في كل بلد.
الناقد الفني طلال عبد الله يرى أن هذا العام تفوّقت فيه الدراما المصرية مع كثافة الإنتاج الكبيرة. والـسبب بـسـيط جداً، فالدراما السورية التي تعرض على كل القنوات الفضائية في معظمها تحاكي الفكرة ذاتها، وهي طبيعة "الحارة" السورية فقط مع تكرار الأبطال أنفسهم.
في مصر: الدراما المصرية تعلن تفوّقها بتنوّع كمي وكيفي
أكّد الناقد طارق الشناوي أن فكرة الصراع بين الدراما المصرية والسورية لم تعد موجودة كما كانت قبل سنوات.فهناك العديد من الأعمال المصرية التي يشارك في إنتاجها القطاعان العام والخاص ونجد فيها ممثلين سوريين.
الناقدة ماجدة موريس أكّدت تفوّق الدراما المصرية في ما يتعلّق بكمّ المسلسلات التي يتم إنتاجها، إضافة إلى الكيف الذي يتجلّى في تنوّع الموضوعات واختلافها حيث بدا ذلك في أعمال هامة.
في بيروت: الدراما السورية والمصرية والتفوّق السلبي
من جهتها، اعتبرت الإعلامية هلا أبو سعيد من صحيفة "المستقبل" اللبنانية أن التفوّق السلبي تتنافس عليه الإثنتان.
يعتبر الإعلامي باسم الحكيم من جريدة "الأخبار" اللبنانية أن الدراما المصرية استعادت ألقها في شهر رمضان الحالي على الفضائيات العربية بامتلاكها روحاً فنية رفيعة المستوى، مسجّلة تقدّماً على نفسها في نوع الموضوعات والطرح والمعالجة والحرفية الفنية للممثلين والرؤية الإبداعية للمخرجين.
في سوريا: على الدراما السورية إعادة حساباتها
ترى الناقدة الفنية والإعلامية السورية غادة نحلاوي أن على الدراما السورية أن تعيد حساباتها بداية، والواقع يشير إلى أن حال الدراما السورية في موسم 2010 لن يكون مختلفاً كثيراًعن حال موسم 2009 من حيث الكمّ، فبلغت الأعمال السورية المنتجة هذا العام أكثر من ثلاثين عملاً موزّعاً على الفضائيات، فدخلت بعض المسلسلات بالتكرار، وتراجعت المعطيات الأولى.
الناقد في مؤسسة السينما نضال قوشحة يرى أن حالة التنافس الشديد التي تعيشها الدراما السورية، فتحت حتماً مزيداً من الآفاق المستجدّة أمامها، فحرب نجوم الدراما السورية من جهة والسورية المصرية من جهة أخرى، وضع الجميع على شفير لعبة فنية بالغة السخونة
في الكويت: دراما رمضان.. نصوص مكرّرة
من جانبه، يقول الناقد والـصـحـفـي شــريــف صـالـح "مـا ألاحـظـه هذا العام كثرة الأعمال الدعائية والتسويقية، كما هو الحال في مسلسل "الجماعة" الذي يسوّق أفكاراً بعينها مفترضاً "غباء" المتفرّج أو أن عقله وعاء فارغ وجاهز للتعبئة بأي "مانشيتات"، وهذا أبعد ما يكون عن طبيعة الدراما.
الإعلامية والناقدة أمل عبد الله قالت "أعتقد أن الكفّة راجحة تجاه المصرية لقلّة الإنتاج السوري هذا العام. وإذا وجد، فمعظمه مشترك بينه وبين مصر مثل "كليوباترا".
في الأردن: الدراما السورية متفوّقة على المصرية
طلعت شناعة ناقد فني في صحيفة الدستور اليومية الأردنية، قال "الدراما المصرية هذا العام مثل الأعوام السابقة، تعتمد على النجوم المكرّرين مثل يسرا ويحيى الفخراني وليلى علوي وإلهام شاهين وحسين فهمي".
رسمي محاسنة ناقد سينمائي وتلفزيوني أبدى رأيه بالدراما السورية والمصرية قائلاً "أعتقد أن هذه الدورة تشهد تفوّقاً للدراما السورية لأسباب متعدّدة، لكن أهمها هو تنوّع هذه الدراما وعدم حصرها في قالب واحد، فالخيارات متعدّدة أمام المشاهد، ما بين الكوميدي والإجتماعي والتاريخي، مع التركيز على كثير من القضايا المعاصر".
في تونس والمغرب: الغلبة للدراما المصرية
يقول الإعلامي والناقد التونسي محمد عبد المؤمن "إن الدراما المصرية تفوّقت هذا العام على الدراما السورية. فالمسلسلات السورية التي تعرض في رمضان الحالي دخلت في النمطية والتكرار والجمود واصطناع الأحداث. وهناك معضلة أخرى أصابت صناعة الدراما السورية وهي ظهور الخلافات، فلم نعد نرى عملاً واحداً في جزئه الثاني أو الخامس مثل "باب الحارة" إلا والكثير من الممثلين قد تغيّروا.
قال الناقد المغربي محمد بلغازي إن الدراما المصرية ما تزال تحافظ على تواجدها على شاشة التلفزيون العربي، والمغربي بالخصوص.