شهد النصف الأخير من شهر أبريل (نيسان) حضوراً فنياً لافتاً للفنان محمد عبده في بيروت عبر ثلاث محطات نستعرضها معه في هذا العدد.
محمد عبده وفهد الكبيسي خلال البرنامج
كان محمد عبده وصل بيروت في الثالث عشر من شهر إبريل ليشارك في إحدى حلقات برنامج «تاراتاتا» على قناة دبي المقرّرة حينها في الخامس عشر منه. نزولاً عند رغبة فنان العرب، وبناءً على طلبه الخاص، تمّ اختيار كل من الفنانين ماجد المهندس وفهد الكبيسي وأسماء المنوّر لمشاركته في تصوير الحلقة. لكن فجأة وبدون سابق إنذار، تلقّى فريق إعداد برنامج «تاراتاتا» يوم تصوير الحلقة إتصالاً من قسم إدارة الأعمال في «روتانا» يطلب منهم تأجيل تصوير الحلقة، بناءً على طلب الفنان محمد عبده الذي اختار بنفسه الخامس عشر من أبريل (نيسان) ليكون موعداً للتصوير. فما الذي حصل لمحمد عبده فجأة ليعود عن قراره، علماً أنه فنان ملتزم بمواعيده وقراراته؟
إتصال سرّي
لتغطية القرار المفاجئ الصادر حينها عن الفنان محمد عبده، حاولت إدارة الأعمال في «روتانا» وعبر أحد مسؤوليها إعلان أو إشاعة أن أمراً طارئاً تعرّضت له عائلة محمد عبده، دفعته فجأة لمغادرة بيروت باتجاه جدة، لكن تبيّن في اليوم التالي أن الفنان محمد عبده لازم البقاء في فندق «فينيسيا» ولم يغادره، ولم يكن يردّ على أي اتصال بعدما قيل عن إتصال سري من إحدى الشخصيات الخليجية المعروفة بدعمها للفنانة أمل ماهر، تطلب إليه استبدال الفنانة أسماء المنوّر، التي اختارها محمد عبده بنفسه لتشاركه الحلقة، بالفنانة أمل ماهر. هذا الإتصال كان السبب الحقيقي لإلغاء الحلقة وتأجيلها، ليصبح موعدها يوم السبت الواقع في الثامن عشر من أبريل (نيسان) بدلاً من يوم الأربعاء الواقع في الخامس عشر منه.
ويتحدث إلى أمل ماهر
أسباب التأجيل
هذا التأجيل أتى بعد اتصال الشخصية الخليجية، ليتبيّن في ما بعد أن الفن والسياسة سيّان. فكلاهما يتعرّضان لضغوط وتدخلات، علماً أن الفنان محمد عبده فنان كبير وليس من السهل الضغط عليه لتغيير قراراته. هذا الأمر دفع بمحمد عبده ملازمة الفندق وعدم مغادرته، وكذلك عدم الردّ على أي اتصال حتى لو كان من فريق الإعداد الذي بدوره وقع في حيرة حول الطريقة التي سيلجأ إليها لإعلام الفنانة أسماء المنوّر، التي ما إن بُلّغت بالأمر حتى علمت ضمناً من يقف وراء استبدالها بأمل ماهر، مبرّرة قرار محمد عبده، دون إلقاء اللوم عليه باتّخاذه هذا القرار مرغماً. فهو الذي رفض طلب أمل ماهر في مهرجان قطر لأداء أغنيته «شبيه الريح» قائلاً لها: «صوتك لا يملك الحدود المطلوبة لأداء أغنية «شبيه الريح» لصعوبة مقاماتها». رأي الفنان محمد عبده سبّب خلافاً بينه وبين أمل ماهر، وربما هذا الخلاف كان سبباً وجيهاً لتدخّل الشخصية الخليجية لفضّ الخلاف بين محمد عبده وأمل ماهر. في حين أن أسماء المنوّر التي غنّت سابقاً «ديو» مع محمد عبده حزمت أمتعتها في اليوم التالي، وغادرت إلى الكويت لارتباطها بحفل زفاف دون أي تعليق منها على ما حدث.
إتصال بأسماء المنوّر
لكن «سيدتي» إتصلت بها هاتفياً للوقوف على رأيها في ما حصل، وكانت أسماء تقوم بزيارة أهلها في المغرب. وقد أشادت أسماء بلياقة فريق إعداد برنامج «تاراتاتا» عندما أخبروها بتأجيل الحلقة، ولكنها اعتذرت عن المشاركة بها لارتباطها المسبق بإحياء حفل زفاف في الكويت وإلا لكانت شاركت أمل ماهر في حلقة الفنان محمد عبده الذي تعتبره أسماء قيمة فنية كبرى، وتعتبر أن حلقته تتحمّل عدة أصوات كبيرة، فأغنياته بحاجة لعدّة أصوات تعمل على أدائها بشكل جيد. ومهما كان عدد الأصوات المشاركة في حلقة محمد عبده، فلن تكون كثيرة نظراً لصعوبة أغنياته وللهالة الفنية التي يتميّز بها. أما استبعادها عن حلقة محمد عبده، فلم يترك أثراً سلبياً عليها كما قالت لـ «سيدتي»، بل على العكس أكّدت تعاونها مع قراره.
في الحفل
غادر محمد عبده بيروت ليعود بعد أسبوع لإحياء حفل غنائي في فندق «الحبتور». وقد بدأ الحفل عند الثانية ليلاً بحضور حشد كبير امتلأت به الصالة، وكان واضحاً عليه الإرتياح لحظة وصوله إلى كواليس الحفل حيث توجّه مباشرة إلى المسرح. وكالعادة، فنان العرب يتوقّف عن الغناء قبل صلاة الفجر ليأخذ قسطاً من الراحة، ليعود بعد ساعة ويكمل حفله إلى ما بعد بزوغ الفجر.
وبرفقة الزميلة زلفا رمضان في مطار بيروت
في المطار
في اليوم التالي بعد الحفل وعند الخامسة من مساء ليلة الجمعة الواقع في الأول من شهر مايو (أيار)، إلتقت «سيدتي» بالفنان محمد عبده في صالون الشرف داخل مطار بيروت. وقبل مغادرته الأراضي اللبنانية بعشر دقائق، جرى بينهما حديث سريع بعدما رحّب بحضور «سيدتي». وقد تزامن هذا اليوم مع حفل زفاف الفنان خالد عبد الرحمن، وسألنا محمد عبده إن كان على علم بزواج الفنان خالد عبد الرحمن، فردّ قائلاً والإبتسامة على وجهه متسائلاً: «فرح خالد عبد الرحمن؟! لقد سمعت أن هناك فرحاً في الرياض، لكنني لم أعرف أنه فرح خالد عبد الرحمن. ربنا يوفّقه». ثم سألته «سيدتي»: هل ستبارك له زفافه فردّ قائلاً: «أكيد سأوجّه له مباركة وستكون عبر صفحات «سيدتي».
كان محمد عبده يتحدّث إلى «سيدتي» أثناء توجّهه إلى الطائرة، واعداً إياها بلقاء مطوّل معها فور عودته إلى بيروت. وكان برفقته إبنه عبد الرحمن الذي التفت إلى «سيدتي» مودّعاً إياها ومشدّداً على اسمه قائلاً: «إسمي عبد الرحمن». وملامح عبد الرحمن تعيدنا بالذاكرة إلى ملامح محمد عبده بشبابه.
المزيد من الصور والتفاصيل تجدونها في العدد 1472 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.