لأنه لم يقف أمام جمهور الإمارات منذ ثلاث سنوات تقريباً، لم يترك ماجد المهندس فرصة إلا وتدخّل فيها ليكون حفله على أكمل وجه، ابتداءً من «البروفات»، مروراً بهندسة الصوت وانتهاء بالكواليس، وذلك قبيل بدء الحفل الأول من سلسلة حفلات «روتانا» في دبي ـ فندق «غراند حبتور»، حيث تميّز هذا الحفل بأنه جمع إحساسين متشابهين: ماجد المهندس وإليسا الفنانين الأكثر جماهيرية لدى العشّاق. فيما جاء حفل الفنان محمد عبده في اليوم التالي ناجحاً أيضاً بكل المقاييس.
أخذت إليسا الحضور إلى أجواء من الرومانسية مع أغنياتها: «عبالي حبيبي»، «أجمل إحساس»، عايشالك» و«بتمون»، ثم أتبعتها بمجموعة من الأغنيات الكلاسيكية لوردة الجزائرية وداليدا. ورغم أنها ملأت الحضور بالعاطفة، إلا أن السؤال ظلّ حاضراً لماذا لا تقدّم إليسا وماجد «ديو» كما فعلت في حفلها الأخير الذي جمعها بالفنان وائل كفوري في دبي؟ أو كما سبق وقدّمت أغنيات مشتركة ناجحة مع راغب علامة وفضل شاكر؟
المهندس وسهرة المواويل
بعد أن انتهى المهندس من «البروفة» مع الفرقة الموسيقية، توجّه مع مدير أعماله فائق حسن إلى جناحه في فندق «غراند حبتور»، لتجهيز نفسه للحفل الذي بدأه بأغنية «أتوسل بيك»، أعقبها بمجموعة من الأغنيات ضمّنها طلبات الجمهور التي قام المهندس بتلبيتها جميعها. وفي لقاء مع المهندس عقب فقرته الغنائية التي ملأها بالمواويل العراقية والأغنيات العاطفية المميزة، بدأ ماجد دردشتنا معبّراً عن فرحته إزاء المشهد الذي رسمه الحضور إزاء الأغنيات التي قدّمها، ووصفه بالحفل الموفّق.
بعد ثلاث سنوات، تعود لتغني لجمهور الإمارات. لماذا كنت مبتعداً عن جمهورك هنا، علماً أنك تتمتع بشعبية تفرض عليك أن تقوم بحفل واحد على الأقل في السنة؟
لا يوجد سبب معين للانقطاع، وتشرّفني المشاركة في الحفلات في الإمارات، لأن لها طعماً خاصاً، لاسيما وأن الجمهور يكون خليطاً من كافة الجنسيات العربية، وأنا من عشّاق هذا البلد الرائع.
لاحظنا اهتماماً خاصاً من قبلك بغناء المواويل العراقية خلال الحفل، فعلامَ ارتكزت في اختيار أغنياتك، وماذا أردت أن تقول للجمهور من خلالها؟
عادةً، عند بدء كل حفل، أقوم بغناء طلبات خاصة من الحضور، وغالباً ما أقوم بتغيير البرنامج المعدّ سابقاً عندما أجد أنني قادر على تلبية رغباتهم. وفي هذه الحفلة، طُلب مني العديد من المواويل. لهذا، كانت حصتها أكبر من العادة ربما. لكنني، في حفلاتي الجماهيرية، أحاول أن تشمل «البروفات» أغلب الأغاني والمواويل.
ما زالت أغنية «خطرنا على بالك» التي سبق وقدّمتها مع الفنانة إليسا في أحد البرامج التلفزيونية حاضرة لدى المشاهد، فلماذا لا تكرّران التجربة من جديد وتقدّمان أغنية مشتركة؟
الفنانة إليسا تمتلك إحساساً عالياً، وإذا توفّر «ديو» مناسب لنا، فلن أتردّد في مشاركتها إيّاه على الإطلاق.
أين وصل الألبوم الجديد لماجد المهندس، وهل من مفاجآت ننتظرها منك؟
ما زلت بصدد تحضيره. وبما أن الأوضاع السياسية في الوطن العربي متقلقلة، وجدت أنه من الواجب الانتظار وعدم الاستعجال، فالوضع لا يحتمل إصدارات جديدة في هذه المرحلة الراهنة، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع وأن يعود السلام لكل البلاد العربية التي تضرّرت.
الثورات لا تهدأ بسرعة
في اليوم التالي، بدأ جمهور الفنان محمد عبده يفد قبيل الحفل بساعات، لمَ لا وهو محبوب الجماهير؟ حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، وصل محمد عبده في الوقت الذي كانت قد اكتملت فيه الصورة وامتلأت القاعة بالحضور، لنلتقي بأبو نورة في الكواليس قادماً بصحبة طاقم «روتانا»: رئيس «روتانا للصوتيات» سالم الهندي ومهاب شرفلي وشربل ضومط وغيرهم، وقد أجرينا معه هذه الدردشة السريعة:
أبو نورة، أنت اليوم محاط بالمعجبين وجمهـور غفيـر ينتظـرك خـارج الكواليس، وحتى في الكواليس أنت محاط بمحبّيك كالأستاذ سالم الهندي وطاقم «روتانا» والإعلاميين .. هل تشعر بأنه تكريم خاص بك؟
أنا أعتبر أنني مع أصدقائي وأصحابي وإخواني، بتّ أنتظر فرصة لآتي إلى دبي حتى ألتقي بهؤلاء الأحباب، فدبي بدأت في الفترة الأخيرة تأخذ مكاناً هاماً جداً على خارطة الحفلات الصيفية والسنوية، وهذا الشيء جيد لكلينا.
هل ستبدأ بـ «مساء الخير»؟
«ضاحكاً» مساء النور. لا، سأبدأ بـ«على البال».
ماذا عن «الجنادرية»، وما هو الجديد لهذا العام؟
للـ«جنادرية» خطّ معيّن نسير عليه منذ البدء، فهي تتحدّث عن رموز الدولة وتاريخها وإنجازاتها عبر السنين. وبشكل عام، الخط ما يزال واحداً والمطربون لم يتغيّروا، لكن سيكون هناك تغيير في الملحنين عن العام السابق.
دائماً ننتظر منك أغنيات خاصة مع فنانين مميّزين. فماذا حضّرت في الفترة الأخيرة؟
منذ أيام، قدّمت أغنية «نجمي ونجمك اتفق» للشاعر ابراهيم الخفاجي وهي من ألحان محمد شفيق، وسأصوّرها على شكل جلسة، وهي عودة للون الحجازي الشهير في السعودية، ويقول مطلعها: نجمي ونجمك اتفق، والحب حرّكني ونطق، وعقلي وقلبي انسرق، وابصم بإيدي عالورق، هذا هو الحب المتين.. هذي شهادة عاشقين.
أبو نورة، قبل أن تصعد إلى المسرح لا نريد أن نسقط الأوضاع السياسية الأخيرة التي يمرّ بها الوطن العربي، فكيف ترى المشهد حالياً؟
لا شك أن الثورات لا تهدأ بسرعة. وكل تلك الاحتقانات الموجودة لدى العرب لا بدّ أن تتلاشى مع إجراء الإصلاحات في أيّ مكان، لكن على الصعيد الشخصي، فأنا أتابع ما يحصل على الشاشات الإخبارية كغيري، وأتمنى أن يعمّ الخير الدول العربية التي تضرّرت.
يصعد محمد عبده إلى المسرح ونسمع في الكواليس هتافاً كبيراً لحضوره. وتبدأ الفقرة مع «على البال» تمام الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً.