مستعدّة لتحضير وليمة لهيفاء وهبي

احترفت الممثلة الأردنية ريم بشناق التمثيل عن شغف وموهبة، واشتهرت عربياً بمشاركتها في العديد من المسلسلات الأردنية والعربية. واعترفت لنا بأنها تعشق تناول أطايب الطعام لكنها لا تهوى دخول المطبخ لإعداده، وتقصيرها في هذا الأمر جعلها حين سألتها "سيدتي" لو لم تكوني ممثلة فأي مهنة تختارين؟ تختار ممارسة مهنة الطهي ضمن زاوية "نجوم غير" لأنها تعشق تدليل نفسها بتناول أشهى الأطعمة والحلويات، ولأنها تريد تشجيع النساء العربيات على احترافها بدلاً من استسلامهن للبطالة، فهي خلال تجوالها في دول العالم العربي ومطاعمه لم ترَ شيف امرأة. 

 

حتى تبدأ حياتها المهنية باحترافية عالية، اختارت الشيف ريم بشناق أن تتدرّب وتعمل وتحترف في مطابخ فندق "أنتركونتننتال" الأردن وتتلمذت لساعات على يديّ رئيس الطهاة فيه الفرنسي إيمانويل توماس الذي طلب منها مساعدته في إعداد رجل الثلج من الكعك المحلّى الملوّن والشوكولاته، وأيضاً حلويات البتي فور، وتركها تعدّ بنفسها قالب كيك شهياً محشواً بالجبنة والكريما ومزيّناً بالفراولة والتوت والكريما والشوكولاته. فما الأسرار والأخبار التي كشفتها لنا كـ "شيف" درجة أولى؟

 

*بادرت ريم بشناق بسؤال أستاذها الشيف إيمانويل توماس: أنا أستمتع بتناول الأكلات الشهية لكني مثل نساء كثيرات لا أحب دخول المطبخ لذا اخترت أن أكون طاهية، كخطوة نحو العلاج. بماذا تنصحني؟

 

اختيارك مهنة الشيف وممارستك لها أول طريق الشفاء من عقدتك هذه، وحتى تعتادي على ارتياد المطبخ يومياً عليك تعلّم طهي ما تحبّين من أطباق مفضّلة لديك، وحين تجيدينها تماماً، تعلّمي طريقة إعداد غيرها من الأطباق اللذيذة التي يفضّلها أفراد عائلتك وأصدقاؤك المقرّبون منك. 

 

•  لا بدّ أنك عملت في فنادق عالمية كثيرة حول العالم قبل استقرارك في الأردن، ففسّر لي سر عزوف النساء عن احتراف مهنة الطهي في الفنادق والمطاعم العربية؟

 

سؤالك الهام هذا سبق ووجّهته لنفسي، فبالفعل لا تعمل النساء العربيات في هذه المهنة إطلاقاً في الأردن أو دول الخليج أو فلسطين أو السعودية، وإن حصل ووصلت نسبتهن إلى 1% مقارنةً بعدد الرجال الطهاة، فيعدّ هذا تقدّماً كبيراً يحسب لهنّ لأن نساء كثيرات يكتفين بإنشاء مشاريع صغيرة عبارة عن إعداد أطباق في بيوتهن لا يصل مستواها إلى مستوى ما يعدّه الطهاة المحترفون في المطاعم والفنادق الراقية. وربما يعزفن عن المهنة خضوعاً للعادات والتقاليد المحافظة في بلادهن، لكني لا أعتقد أن في ممارستهنّ لها ما يعيبهنّ.  

 

•   أخشى أن يكون راتب الطاهية في الأردن متدنّياً ولا يلبّي احتياجاتي، فكم يصل في حدّه الأدنى والأعلى؟

 

يبدأ راتب الشيف المصنّف درجة أولى والذي لديه خبرة من أربع سنوات إلى أربع عشرة سنة من ألفي إلى أربعة آلاف دينار أردني. 

 

وعلّق شيف أردني لنا على رقم رئيسه المذكور قائلاً إن راتبه مهما ارتفع لا يصل لنصف راتب الطاهي الأجنبي في المطاعم والفنادق الأردنية وأيضاً العربية، وطالب بمساواة أجورهم بالأجانب.

 

حوار مع الشيف ريم

 

•  وتسألها "سيدتي": بعد ساعات من خضوعك لدورة تدريب سريعة من قبل شيف دولي فرنسي شهير، ماذا اكتشفت يا شيف ريم؟

 

بصراحة، لم يعد ضميري يؤنّبني كالسابق عن تقصيري في الطهي بعد أن عرفت أن النساء العربيات اللواتي ملأن مجتمعاتهنّ بالشكوى من تزايد نسبة البطالة عندهنّ يعزفن عن تعلّم مهنة الطهي واحترافها في بلادهنّ، ويعطين أماكنهنّ للأجانب الذين ينتقدون ويستغربون تصرفهنّ غير المنطقي هذا. النساء العربيات بحاجة لكسر ثقافة العيب كالرجال تماماً إن أردنا القضاء على البطالة وعيش حياة كريمة. 

 

•  بما أنك الآن على كرسي الاعتراف في مطبخ خمس نجوم، اذكري لنا كم مرّة طهيت في مطبخك الخاص؟

 

لن أكذب عليك بعد أن صرت شيف محترفة، وبعد أن قرّرت أن أتعلم طهي كل الأطباق التي أحبها وإطعامها لمن أحب من يديّ شخصياً. دخلت مطبخي 15 مرة فقط حباً بنفسي، ورغبةً مني بإسعادها عبر طهي الأطباق الشهية التي أحبها خاصةً الأطباق السورية التي تعلمتها من والدتي وخالاتي وعمّاتي مثل: الشاكرية وورق العنب والملوخية السورية الورق بالدجاج. وطبعاً، أنا بارعة بطهي بعض الأطباق الأردنية المشهورة والصعبة على فتيات اليوم وخاصةً: المنسف باللحم الذي طهوته ثلاث مرات فقط في حياتي وباللبن الجاهز مع أنه ألذّ باللبن الجميد الأردني، والبامية باللحمة وصينية البطاطا والمعكرونة. 

 

•ماذا عن براعتك في الحلويات؟

 

لا أجيد تحضير أي نوع من الحلويات،  لكني اليوم بفضل مجلتي المفضّلة "سيدتي" التي فاجأتني بدفعي إلى اختيار مهنة أخرى أحبها غير التمثيل وقادتني بيديّ إلى طريق العلاج من إهمالي السابق للطبخ، فتعلمت على يد أستاذي الفرنسي طريقة سهلة وبسيطة لتحضير قالب كيك محشو بالجبنة، ومزيّنة جوانبه بألواح شوكولاته سويسرية سادة، ومزيّن وجهه بفواكه الفراولة والتوت الطازج. وأنا فخورة بنفسي، وسأتدرّب عليه يومياً لأطوّر فيه وأفاجئ به ولديّ وأصدقائي. 

 

•  ما دمت تعشقين تناول كل أطايب الطعام، لمَ الودّ مقطوع بينك وبين المطبخ منذ سنوات طويلة مع أنك أم لطفلين بحاجة لرعاية غذائية جيدة؟

 

هذا صحيح. ليس باليد حيلة، عملي الفني لا يدع لي وقتاً أقضيه في المطبخ الذي يحتاج مني ساعات طويلة، ففي مسلسلي البدوي الأخير "بيارق العربا" تفرّغت لقراءته وبروفاته شهرين ثم استغرق تصويره مني ستة أشهر في فصلي الشتاء والخريف. ولولا شقيقتي فاتن التي تأتي لزيارتي من سوريا بين فترة وأخرى وتنقذني حين أقصّر في الطهي لولديّ فتطبخ لهما ما يحبان من أطباق شهية كاللازانيا وشيخ المحشي، لم أكن أعرف ماذا كنت سأفعل بنفسي. فأنا لا أذهب للمطبخ سوى لشرب الماء وتناول الفاكهة وتسخين الطعام الذي حضّرته شقيقاتي لي، والكنافة النابلسية التي أضعف أمامها فأتناولها بشراهة دون المبالاة بزيادة وزني.  

 

•  ألا يشعرك هذا بالنقص كامرأة؟

 

كثيراً. وأكثر وقت أشعر فيه بالنقص والغيرة حينما أشاهد براعة شقيقاتي بالطهي فأتحمّس لمساعدتهنّ، وبعد رحيلهنّ يعود إليّ تقاعسي لعدم رغبتي بهدر وقتي وطاقتي وعمري على جانب الطهو دون الجوانب الأخرى الهامة في حياتي. 

 

•           ما دمت لست طاهية بارعة في حياتك الخاصة، لماذا اخترت مهنة شيف في زاوية "نجوم غير"؟

 

أولاً: أرغب من كل قلبي بأن أصبح امرأة كاملة وذلك بتعلّم أسرار الطبخ حتى أسعد نفسي، لأني فتاة أكولة بطبعي، وذوّاقة، أستمتع بتناول مختلف أنواع الأطعمة الشهية كاستمتاعي بالتمثيل تماماً، ثانياً: لأسعد شريك حياتي المستقبلي الذي لم أعثر عليه لليوم، فبراعة المرأة بالطبخ تسعد الرجل كما يسعد أيضاً بأنوثتها وجمالها وحبها له. 

 

 

 

لا أحب نفسي نحيفة

 

•ألاحظ أن وزنك زاد قليلاً بعد انتهائك من تصوير مسلسلك "بيارق العربا" في رمضان الفائت، ما السبب؟

 

"حرام عليك"، وزني معقول ومقبول فهو يبلغ حالياً 66 كلغم ومناسب لطولي البالغ 170 سم لكن الكاميرا تخدع أحياناً، بالإضافة إلى أن التصوير في الصحراء مرهق جداً وربما نقص وزني بعض الشيء. وأنا عموماً لا أحب نفسي نحيفة، وقوامي ووزني كانا هما مقياس الجمال المثالي عند الرجل العربي في الثمانينات والتسعينات لكن الجمال النحيف خدعة أجادت تسويقها بيوت الأزياء العالمية وبدأ الغرب يصحو منها الآن. 

 

• رغم انشغالك بالفن وسفراتك الكثيرة، هل تحرصين على أن تطهي لولديك في يوم عطلتك الأسبوعية أم تفضّلين اصطحابهما لأحد المطاعم؟

 

أستمتع جداً بالطهي لعائلتي يوم عطلتي الأسبوعية فأدع حرية اختيار الطبق لولديّ علي (15 سنة) وكرم (13 سنة) لمعاملتي إيّاهما كصديقين لي، لا كأم بحكم تقارب العمر بيني وبينهما حيث تزوّجت مبكراً في الرابعة عشرة من عمري، وغالباً ما يحبان أن يأكلا من يديّ طبق السمك المقلي مع السلطات والمنسف الذي تعلمت طريقة إعداده من حماتي السابقة. 

 

• كيف يمكن لأي فتاة أن تصبح شيف ناجحة مثلك ومثل إيمانويل أو رمزي أو منال العالم؟

 

بعد معايشتي عمل الطبّاخين في الفنادق عن قرب، ورؤيتي أجواءهم الرائعة، عرفت أن حب مهنة الطهي وحب تناول طعام صحي وشهي محضّر باحتراف وبـ "نفس حلو" يجعل كل امرأة شيف ناجحة. والشيف الناجح هو الذي يبدأ من الصفر، وذلك بتعلم كيفية العمل بمطبخ نظيف ولامع أرضيات وجدراناً وطاولات، ويحشد لعمله أدوات مختارة بعناية، فالسكاكين التي تقطّع اللحمة والدجاج غير التي تقطع بها الفاكهة والخضروات، وبدايةً عليه أن يبدأ عمله بتنظيف الخضروات والفاكهة جيداً عبر تعقيمها بالماء الممزوجة بأقراص التعقيم التي تباع في متاجر السوبرماركت لمدّة 10 دقائق، خشية تسمّم أصحاب المعدات الحسّاسة ممّن ليست لديهم مناعة كافية. وبعدها طهي الطبق المفضّل لديه أو المطلوب منه بتركيز عالٍ، وبـ"نفس حلو" حتى يتناولها الناس ويدعون له لا عليه (ضاحكة).

 

•  من هنّ الفنانات العربيات اللواتي يكشف لك شكلهنّ وجمالهنّ عن التزامهنّ بنظام غذائي صحي وسليم؟

 

كلّنا نعرف أن المغنيات أكثر اعتناءً برشاقتهن وغذائهن من الممثلات اللواتي إذا زاد وزنهن كثيراً أو قليلاً لن يؤثّر على نشاطهن الفني أو على صورتهن العامة مثل تأثر المغنيات السلبي بذلك. وللتأكّد من كلامي، يكفي تدقيق النظر بالممثلات شبه البدينات الناجحات، وتدقيق النظر بالمغنيات الرشيقات اللواتي لا توجد بينهن في الصفين الأول والثاني أي مغنية بدينة أو شبه بدينة. وطبعاً تحتلّ هيفاء وهبي قائمة أكثر الفنانات قدرة على الحفاظ على جمالهنّ ونضارتهنّ لأنها تبدو دوماً أصغر سناً من عمرها الحقيقي، وأكثر جمالاً وأنوثة من بنات جيلها اللبنانيات والعربيات، ويسرا وسوزان نجم الدين وسلافة معمار ونسرين طافش ونبيلة عبيد ومنى زكي وهند صبري وناريمان عبد الكريم وديانا كرازون وصفاء سلطان وديانا رحمة ونانسي عجرم التي لا يبدو عليها أي تغيّر جسدي رغم إنجابها طفلتين بفترة متقاربة ووجيزة.

 

نظامي الغذائي

 

• ما هو نظامك الغذائي الخاص؟

 

المرأة الطاهية (الشيف) أكثر وعياً بالغذاء وأهميته للجسد والصحة من المرأة العادية، ونظامي كفنانة وكطاهية واحد، وأعتمد فيه على تناول الخضروات الخضراء الغامقة الطازجة مثل: السلطات والسبانخ والملوخية والبازيلاء والبروكلي والفليفلة الخضراء والملوّنة لأنها تقوّي الذاكرة وتؤخّر الإصابة بالألزهايمر عند التقدّم بالسن، والفاكهة مقطّعة أو عصائر للحفاظ على صحة جسدي ونضارة بشرتي، وأتجنّب تماماً تناول الوجبات السريعة، وولداي مثلي مع أنهما إذا رغبا لن أمنعهما قسراً حتى لا أحرمهما من شيء يريدانه. والحقيقة أني أشعر بالأسف لأن شهيّتي للطعام أكبر من شهيتهما، وهذه صفة وراثية أخذتها عن والدتي.

 

هل أنتم مع إحتراف ريم بشناق فن الطبخ إلى جانب التمثيل؟ صوتوا عبر مساحة التعليقات