بعد أشهر من التحضيرات، افتتحت مساء أمس الأربعاء على مسرح كازينو لبنان مسرحية "شمس" و"قمر" لبطليها الفنّان عاصي الحلاني والفنّانة نادين الراسي، وسط حضور كبير لأهل الإعلام والفن والسياسة، برعاية خاصّة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ممثلاً بوزير الثقافة غابي ليّون.
الحلاني الذي يؤدّي شخصية "قمر" قدّم أغاني جميلة، إلا أنه لم يقدّم أيّ جديد في التمثيل، وهو الذي كان قد قتل مسرحيّته بإعلانه في مؤتمر صحافي سابق ـ قبل أسابيع ـ مقتل البطل، ضمن أحداث المسرحيّة التي لم يشكّل تواترها أيّ مفاجأة للجمهور.
نادين الراسي التي أدّت شخصية "شمس" باتقانٍ وحرفيّة عالية، وبما قدّمته من أغانٍ، لم تستطع إبعاد الملل عن المشاهد، خصوصاً في الجزء الأوّل من المسرحيّة، حيث التطويل والتكرار، في وقت لم يشفع لها فوزها ببرنامج "ديو المشاهير" في موسمه الأوّل في إنجاح تجربتها الجديدة.
وعلى الرغم من أن نادين كانت قد طلبت الرّحمة من الصّحافة في مؤتمرٍ عقدته، إلا أنّ ما قدّمته في المسرحية غنائياً لم يوفّر لها "الشفاعة"، لأنها كانت بحاجة إلى الكثير، لتكون على سويّة واحدة ـ أو تكاد ـ مع الفنان عاصي الحلاني، بصوته وأدائه.
ولعلّ الثغرة الأكبر كانت في ديكور المسرحيّة العادي والخالي من أيّ إبهار، فكان الاعتماد على الإضاءة، فيما لم يتغيّر الديكور بتاتاً، وبقي ثابتاً منذ أوّل المسرحية إلى آخرها، ناهيك عن الأخطاء التقنيّة التي "قضت" على صوت الفنّان جهاد الأندري، ما دعا القيّمين على العمل إلى تزويده بميكروفون يدويّ، ليتمكّن من مواصلة دوره.
ولعلّ اعتماد المسرحيّة على الغناء وافتقادها إلى العنصر الحواريّ سبب آخر من أسباب ضعفها، وإن سجّل الحضور لعاصي تألقه الغنائيّ الذي لم يستطع تغييب واقع ضعف المسرحيّة، فيما كان يستحقّ عاصي عملاً مسرحيّاً أكثر ضخامة، بإنتاج أكثر سخاء.
يبقى أن نشير إلى حالة التململ التي سادت أوساط الصحافيين الذين أجلسوا في المقاعد الخلفيّة، فلم يتمكّنوا من مشاهدة المسرحيّة، وهو ما يحسب على المنظّمين لا لهم، وإن همس البعض بالقول: "إنّ إجلاس الصحافيين في الصفوف الخلفيّة مقصود، كي لا ينتبهوا إلى الهفوات المسرحيّة، وكي يكون النقد قليلاً".