شخصية الموسيقار ملحم بركات ليست إلا شخصية عفوية، متواضعة وصريحة. فصراحته دائماً موضوع جدل، يقول ما له وما عليه دون أي تردّد. الأغنية اللبنانية هاجسه وسبب خلافاته الفنية وسبب تميّزه. ما لم يقله مؤخراً في لقاءاته التلفزيونية، إعترف به على صفحات «سيدتي» موجّهاً عتبه على الفنانة إليسا وعلى الذين غنّوا باللهجة المصرية، شاكراً الفنانة هيفاء وهبي، متخيّلاً نفسه بالعودة إلى الحياة مرّة أخرى.
أثناء مؤتمر مهرجان «موازين» في المغرب، قلت: «لحظة وصولي إلى بيروت، سأتوجّه مباشرة إلى الاستوديو وأضع صوتي على أغنيات سبق ولحّنتها». هل نفّذت ما وعدت نفسك به؟
بصراحة، لم أضع صوتي بسبب إصابة وتر في الحنجرة، وهو بحاجة لراحة تامة ليعود إلى طبيعته.
لم أوقّع مع «روتانا»
مؤخراً، أحييت عدّة حفلات، هل صحيح أنك وقّعت عقد إدارة أعمال مع شركة «روتانا»؟
لا، لست مع «روتانا» ولم أوقّع معها عقد إدارة أعمال.
لكن، هل أنت ونجوى كرم ستشكّلان معاً «ديو» على صعيد الحفلات؟ وبذلك، تفرض نجوى على «روتانا» إدخالك في برامج حفلاتها؟
نجوى لا تستطيع فرض قرارها على «روتانا»، وعليها الوقوف أولاً على رأيي لتعرف ما إذا كنت موافقاً أم لا. وإذا حصل ووافقت «روتانا» مع نجوى على مشاركتي لها في الحفلات، فسيأخذون عمولتهم من نجوى لا مني. لذلك، فهي لا تفرضني عليهم.
كيف هي علاقتك بمتعهّد الحفلات ميشال حايك؟
حاولت مصادقته، وعملت على أن نكون صديقين، ولكنني فشلت.
لماذا؟
ميشال وسّع عمله كثيراً وليس لديه الوقت ليكون صديقي. هو فقط لديه الوسوف «أهم شيء»، والباقون مثل الأوراق التي تتطاير في الجو. فميشال دائماً على جهوزية تامة للوسوف، ولا وقت لديه لغيره.
الفرق بيني وبين الوسوف
هل أنت على صداقة مع الفنان جورج وسوف؟
طبعاً.
هل تلتقي به دائماً؟
يحصل ذلك بالصدفة. أنا لا أزوره، لكنني أحبّه وأحترمه.
ما القاسم المشترك بينكما؟
نحن لا نتشابه إلا بالفن، وكلانا يقدّر الآخر فنياً. فطباعه تختلف عن طباعي، أنا عصبي وهو هادئ.
من يعجبك من الفنانين؟
صراحة، لا أعلم ماذا أقول لك. هناك فنانون لا يقدّرون الإشادة بهم، مثل إليسا التي تكلّمت عنها كثيراً وأشدت بها وبفنها، وقلت إن صوتها جميل وإنني أحبها كثيراً، لكنها لم تتّصل بي لتشكرني أو تسأل عني. على عكس الفنانة هيفاء وهبي التي عندما تكلّمت عنها، إتصلت بي من مصر واحتارت ماذا تفعل تعبيراً عن شكرها لي.
جيجي لامارا محقّ
من هي الفنانة التي سجّلت الرقم القياسي في عدد المهرجانات والحفلات هذا العام؟
كانت نانسي عجرم في فترة معيّنة، وفي فترة أخرى هيفاء وهبي. هاتان الفنانتان لم تهدآ لحظة واحدة، وكانتا تسافران في الأسبوع خمس مرّات. ولقد قلت مرّة لجيجي إن الإعلانات تؤذي نانسي فنياً. فقال لي: «أنت كم تبلغ ثروتك اليوم؟ فالإعلان الواحد يساوي قيمة سنتين من الحفلات». بعد مدّة، فكّرت في كلامه وقلت إنه محقّ.
هل ملحم بركات لديه ثروة تقيه شرّ العوز؟
لا، فما ادّخرته من مال أنفقته.
هل تؤمن أن مال الفن فانٍ؟
إذا أردنا الحفاظ على مال الفن، علينا استثماره في التجارة، وإلا ننفقه بسرعة.
ذكرت أن بيتك في منطقة ريفون حيث نجري الحوار الآن قد سجّلته باسم ابنك ملحم جينيور (من الفنانة مي حريري)، هل يعني ذلك أنك تجلس في منزل إبنك الآن؟
ضحك قائلاً: معك حق، لقد أردت لحظة ولادة ملحم جينيور أن أكتب هذا المنزل باسمه لأكون عادلاً مع أولادي، وهدية مني له.
هل تقوم بزيارة ابنتك المتزوّجة؟
أزورها من وقت لآخر.
ماذا تشعر عندما تقوم بزيارة ابنتك في بيتها الزوجي؟
لا أشعر بشيء، (قال رأيه بكل عفوية مضيفاً) لكنني أشعر الآن بفرح كونها حاملاً وستنجب لي صبيين.
هل تفكّر مستقبلاً بزواج أولادك الصبيان أو بمستقبلهم العائلي؟
بصراحة، مستقبل أولادي همّ كبير عليّ. وأقول دائماً إن الفنان يجب ألا يتزوّج لأن فنه يبعده عن عائلته وأولاده. فأنا أخاف عليهم كثيراً، لدرجة أنه كلّما رنّ هاتفي أفكّر دائماً بأولادي خوفاً من أن يصيبهم مكروه.
هل يفكّر ملحم بركات بكتابة قصة حياته؟
طلبها مني الصحافي الراحل ورئيس تحرير مجلة «الشبكة» جورج ابراهيم الخوري قبل وفاته. قصة حياتي من أخطر قصص حياة الفنانين في العالم.
لماذا؟
لما فيها من مطاردات وأسرار عن الحرب الأهلية. يلفتني الكاتب محمد حسنين هيكل كيف يتكلّم بجرأة عن حياة الرئيس جمال عبد الناصر، فهذه قوة لدى حسنين هيكل. وإذا وجدت من يحكي قصتي مثله فلا مانع لديّ، لكنني لست مستعدّاً الآن لأن أروي قصة حياتي. لقد دفعوا لي مبلغاً كبيراً من المال مقابل قصة حياتي، ورفضت.
لماذا رفضت؟
أخاف أن أروي قصة حياتي وأموت من بعدها.
هل تخاف الموت؟
ومن لا يخاف الموت؟
قبل نهاية الحديث، تكلّم أبو مجد عن وجه الشبه بينه وبين ابنه مجد، كما تكلّم عن شوقه لابنه ملحم جينيور (الموجود في الخارج لمتابعة دراسته). وفي سياق حديثه، شكر «سيدتي» على لقائها به قائلاً: «سيدتي» هي المجلة الأولى عربياً. (مضيفاً من باب المزاح) «يا ويلي إذا متّ وعدت إلى الحياة مرّة ثانية، فسوف آكل الحياة أكلاً»، قاصداً أنه لن يترك لحظة في حياته تذهب هدراً.
لماذا يمتنع ملحم بركات عن إعطاء ألحان لإليسا وفضل شاكر وعاصي الحلاني؟ وما هي نصائحه لكل من ماجدة الرومي وشذا حسون؟ ولماذا إتصلت به هيفا من مصر؟ وكيف ينظر إلى نانسي وما هي ملاحظاته حولها؟ هذا والمزيد تابعوه في العدد 1496 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.