أعربت الفنّانة نيللي عن استغرابها الأزمة التي أثارها رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي، بعد اعتراضه على وجود مشهد ساخن لها، ضمن فيلمها "عريس ماما"؛ وذلك وفق البيان الإعلاميّ الذي أصدرته "شركة مصر للطيران"، حيث أكّدت حصول الحادثة على متن إحدى رحلاتها. وأوضح البيان أنّه أثناء تواجد فهمي على إحدى طائرات الشركة، فوجئ بمشهد ساخن لنيللي، فطلب على الفور وقف عرض الفيلم على متن الطائرة، ما أدّى إلى حصول مشادّات كلاميّة أثارت حفيظة الركّاب، فتمّ حينها إيقاف عرض الفيلم عن مقعده فقط.
نيللي اعتبرت أنّ هذه الحادثة غريبة، ولم تحدث من قبل، موضحة لـ "سيدتي نت" أنّها طوال مسيرتها الفنيّة، لم تعترض الرقابة على المصنّفات الفنيّة نفسها على أيٍّ من المشاهد التي قدّمتها؛ والدليل أنّ أفلامها كانت تدخل المجال الأسريّ، بما فيه الأطفال، مشدّدة على أنّها تعتبر ضميرها هو رقابتها.
وقالت نيللي ضاحكة: "نِفسي أعرف إمتى أنا مثّلت فيلم اسمه "عريس ماما"؟ أنا معرفش فيلم بالاسم ده خالص".
ورفضّت نيللي التعليق على تسبّبها بإصدار الطيّار رشدي زكريا، رئيس "شركة مصر للطيران"، قراراً بإخضاع كلّ الأفلام التي تُعرض على متن رحلات الشّركة لرقابة داخليّة.
كرامة الفنّان المصريّ
اللافت في الخبر أنّ هذا القرار صدر بعد إصدار "شركة مصر للطيران" بياناً صحافيّاً، جاء فيه أنّ "لجنة اختيار الأفلام في الشّركة تُراعي اختيار الأفلام الأجنبيّة والعربيّة ذات المضمون البعيد عن السياسة والعنف والجنس، وأنّ الفيلم معروض ضمن مجموعة من الأفلام والأعمال الفنيّة المتعاقد عليها مع اتّحاد الإذاعة والتليفزيون، والمصرّح بإذاعتها دون حظر".
وهذا البيان يتناقض تماماً مع قرار رئيس الشّركة، ما يوحي بتعرّض الشركة لضغوطات، لا سيّما أنّ رئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي على صلة قرابة وثيقة بالرئيس المصريّ الدكتور محمّد مرسي.
وبعد هذه الضّجة التي أثارها فيلم نيللي، أصدرت جبهة الإبداع المصريّ، المعنيّة بالدفاع عن حرية الفنّ والتّعبير والإبداع، بياناً تضمّن استنكاراً شديداً لما حدث في واقعة الطائرة:
وقالت الجبهة إنها تلقّت بصدمة شديدة خبر قيام شركة مصر للطيران بإجراء رقابة ذاتيّة على محتوى الأفلام المعروضة على طائراتها، بعد أن عبّر السيّد رئيس مجلس الشورى عن تأذّي مشاعره، بسبب مشاهد للفنّانة نيللي في أحد الأفلام المعروضة على شاشات الطائرة التي كان مسافراً عليها. وبما أنّ ـ كما نعلم ـ كلّ الأفلام المصريّة تمرّ عبر جهاز للرقابة لا ينقصه الصّرامة أو التشدّد؛ وبما أنّ رأي السيّد رئيس مجلس الشورى هو رأي شخصيّ، لا رأي الجهاز المخوّل تقرير ما يصلح وما لا يصلح، وتنحصر حلوله، إمّا في إطفاء الشّاشة الملاصقة لمقعده ـ إن وجدت ـ أو استخدام "ماسكات العيون" الخاصّة بالنوم المعروفة، لا ممارسة رقابة جديدة غير قانونيّة؛ فإنّنا نرفض تماماً ممارسة "شركة مصر للطيران" لتلك الرقابة التطوّعيّة لمحاباة ذوق شخصٍ ما، أيّاً كان منصبه في الدولة، وندعو جميع شركات الإنتاج و التوزيع في مصر لرفض بيع أعمالها للعرض على طائرات الشّركة، كما نطالب الفنّانين والهيئات الفنيّة المختلفة في مصر مقاطعة "شركة مصر للطيران"، واستبدالها بشركات بديلة، بدءاً من الأفراد والشركات، وصولاً إلى نقابة السينمائيين التي تربطها اتفاقيّات خاصّة للتخفيض على طائرات الشّركة، حفاظاً على كرامة الفنّ المصريّ.