هل كانت إليسا وراء مصالحة نجوى كرم ونوال الزغبي وكيف أعادت وردة ميّادة الحناوي إلى محسن جابر؟

المصالحات التي شهدتها الساحة الفنية مؤخراً بين الفنانة نوال الزغبي ونجوى كرم من جهة، وبين الفنانة ميّادة الحناوي والمنتج وصاحب شركة «عالم الفن» محسن جابر من جهة أخرى، ليست مصالحات تلقائية عفوية، بل يتردد أنها مصالحات ناتجة عن مراجعة حسابات بين الأطراف جرّاء تغييرات وانعكاسات وتيارات فنية شهدتها الساحة في الأعوام الأخيرة. «سيدتي» تجري قراءة في أبرز هذه المصالحات في التقرير التالي:

 

 


مصالحة الفنانتيــن نجــوى كرم ونوال الزغبي ما كانت لتحصل كما قيل لولا تعرّضهما سوياً لمنافسة قوية، جرّاء بروز ثلاث نجمات هنّ نانسي عجرم، هيفاء وهبي وإليسا، علماً أن الساحة الفنية في التسعينات شهدت منافسة فنية شديدة، بين الفنانة نجوى كرم التي تميّزت حينها بصوتها وحضورها المسرحي كنجمة حفلات وإخفاقها بين الحين والآخر في تصوير «كليباتها» لعدم خبرتها في هذا المجال، على عكس خبرتها في اختيار الأغاني نصاً ولحناً، مقابل نجومية نوال الزغبي، كفنانة عرفت تماماً حسن إدارة تسويق فنها وصوتها عبر الصورة أي الـ «فيديو كليب» وحضورها المسرحي.

 

منافسة هدأت حدّتها

هذه المنافسة هدأت حدّتها بعد بروز ثلاث نجمات عام 2005 هنّ هيفاء وهبي، نانسي عجرم وإليسا اللواتي شكلن لنوال ونجوى منافسة قوية، بعدما أطللن بلون غنائي جديد خاص بكل واحدة منهن. فهيفاء تميّزت باللون الغنائي الإستعراضي ونانسي باللون الغنائي الشعبي وإليسا باللون الغنائي الكلاسيكي. هذه الباقة من الألوان الغنائية بثلاثة أصوات مختلفة شكّلت تحوّلاً جديداً ومنعطفاً فنياً، حوّلت الساحة الفنية إلى اتجاه مغاير عمّا قدّمته نجوى كرم ونوال الزغبي. فطغت نجومية الفنانــات الثـلاث بفترة وجيزة، واستحوذت كل منهن على سوق المبيعات والحفلات والإهتمام الإعلامي. لكن، كان لإليسا كما قيل النصيب الأكبر في منافسة نجوى ونوال، خاصة بعد وصولها إلى شركة «روتانا»، وتسجيل أعلى نسبة مبيع ألبومات بين الفنانين اللبنانيين في الشركة. وحازت بالتالي على اهتمام «روتانا» التي بدورها أهّلتها للحصول على جائزة الـ «ميوزك أوارد» لعامين متتاليين، لتسجيلها أعلى نسبة مبيع ألبومات. وأصبحت إليسا النجمة الأولى والمدلّلة لدى الشركة. هذا الإهتمام من «روتانا» لإليسا كان سبباً وجيهاً لنجوى ونوال لمنافسة إليسا. فكان لا بدّ لهما من الإتحاد معاً على هدف واحد، هو منافسة إليسا من مبدأ «عدو عدوي صديقي». وقد خرجت هذه المنافسة إلى العلن بشكل أكيد، بعد تصريح إليسا في برنامج «العرّاب» العام الفائت عن رغبة نجوى كرم ونوال الزغبي لو حازتا على عصا سحرية، بالعمل على إخفائها من الساحة الفنية. في حين بقيت نانسي عجرم وهيفاء وهبي المنافستين الأقل خطراًً عليهما أي قبل أن تنضم هيفاء إلى «روتانا» ولأن نانسي خارجها، وإن إستطاعت هيفاء أن تغيّر بجمالها وحضورها وتصوير «كليباتها» واستعراضها الغنائي الساحة باتجاه خاص بها لا يستطيع أحد تقليده أو الدنو منه.


 

شكراً إليسا

التميّز والإهتمام اللذان حازت عليهما إليسا من شركة «روتانا»، عزّزا المنافسة بينها وبين نوال الزغبي ونجوى كرم اللتين شعرتا أن وجودهما الفني أصبح مهدّداً. فكان لا بدّ لهما من الإتحاد، حيث تمّ مؤخراً اللقاء والمصالحة بين نجوى كرم ونوال الزغبي على عشاء أقامته شركة «روتانا» في شهر مايو (أيار) الفائت، بحضور الوزيرة السابقة ليلى الصلح ورئيس «روتانا للصوتيات والمرئيات» سالم الهندي وطوني سمعان مدير الشؤون الفنية. إتّصلت نجوى كرم بنوال الزغبي تدعوها لمشاركتها العشاء، وقد أفادت المعلومات أن لقاءهما هذا سبقته إتصالات هاتفية متبادلة بينهما. هذه المصالحة اللافتة بينهما، ما كانت تمّت لولا وجود الفنانة إليسا في الساحة الفنية التي عملت من حيث لا تدري على تأمين المصالحة بين نجوى ونوال، لذلك، الشكر لإليسا التي بنجوميتها قصّرت المسافات بينهما.

 

مصالحة أخرى

التقارب الحاصل بين نجوى كرم ونوال الزغبي قابلته مصالحة في اتجاه آخر بين الفنانة ميّادة الحناوي وصاحب شركة «عالم الفن» محسن جابر، بعد قطيعة دامت سنوات. وكان تخلّل هذه القطيعة العديد من التصريحات السلبية في حقّ كل منهما. وقد تمّت المصالحة بعد زيارة ميّادة لمكتب الشركة في بداية هذا العام، حيث كان في استقبالها محسن جابر والملحّنون محمد سلطان وصلاح الشرنوبي وعمرو مصطفى والإعلامي ممدوح موسى. كما وعد محسن جابر وصلاح الشرنوبي الفنانة ميّادة الحناوي بتحضير ألبوم غنائي لها يمزج ما بين الطرب والأصالة وبين فن العصر الحديث. بهذا الوعد، سوف يعيد جابر الفنانة ميّادة إلى الساحة الغنائية بإطلالة و«لوك» جديدين إعتمدتهما ميّادة مسبقاً قبل الإطلالة الفنية الجديدة لها، وذلك على أثر عودة الفنانة وردة الجزائرية للساحة الفنية، بعد توقيع عقدها مع شركة «روتانا» الذي تزامن أيضاً مع بداية عام 2009.



 

بين وردة وميّادة

تعود الفنانة وردة إلى الغناء مع ألبومين جديدين، تعمل «روتانا» على تحضيرهما لها. وقد أعلنت وردة عن رغبتها في التعامل مع أسماء جديدة في مجال التلحين والتوزيع.

هذه العودة لوردة عبر شركة «روتانا»، أعادت إلى ميّادة الحناوي الأمل من جديد بعودتها هي الأخرى إلى عالم الغناء من بابه الواسع، بعد فشل محاولاتها في انضمامها إلى شركة «روتانا»، مما دفعها للجوء إلى شركة «عالم الفن» حيث انطلقت كفنانة في الماضي.



 

أسباب المصالحات

هاتان المصالحتان بين الفنانتين نجوى كرم ونوال الزغبي من جهة وبين الفنانة ميّادة الحناوي ومحسن جابر من جهة أخرى، تعودان إلى  السبب نفسه وهي المنافسة الفنية. فنجوى كرم ونوال الزغبي تأثّرتا سلباً على صعيد مسيرتهما الفنية، بعد ظهور وبشكل محدّد الفنانة إليسا التي استطاعت وبفترة وجيزة أن تحقّق نسبة مبيعات عالية جداً على صعيد الألبومات، مما عزّز مكانتها في شركة «روتانا». من جهة أخرى، سيكون محسن جابر والفنانة ميّادة الحناوي أمام تحدٍ كبير مع شركة «روتانا». فميّادة الحناوي أرادت أن تثبت لشركة «روتانا» أنها أخطأت في رفضها توقيع عقد معها، وقبولها بالتالي توقيع عقد مع وردة. فعملت على تجديد شكلها ويقال إنها أجرت عملية تحويل مجرى المعدة، وخسرت من وزنها بما يتناسب مع إطلالتها الجديدة، وعادت بالتالي إلى شركة «عالم الفن» لصاحبها محسن جابر الذي سيكون بدوره أمام منافسة مع «روتانا» كشركة إنتاج، ليثبت لها أنه الأقدر والأهم على صعيد الإختيارات الفنية واختيار الأغاني المناسبة لإعادة ميّادة الحناوي بقوة إلى الساحة الفنية. فهذا التحدّي السرّي بين «عالم الفن» و»روتانا» بدا واضحاً أكثر بضمّ الفنان تامر حسني إلى «عالم الفن»، بعدما كانت «روتانا» تسعى إلى توقيع عقد إنتاج معه. فشكراً «روتانا» لأنها أعادت من حيث لا تدري الفنانة ميّادة الحناوي إلى العمل مجدداً مع محسن جابر!