كانت النجمة هيفاء وهبي مفاجأة مهرجان الرباط لسينما المؤلف بامتياز، علماً أن اسمها لم يكن مدرجاً ضمن ضيوف البرنامج وذلك بهدف إبقائها مفاجأة للمهرجان. وصلت هيفاء قبل موعد الإفتتاح بساعات قليلة، وكانت «سيدتي» في استقبالها حصرياً بمطار سلا في الرباط.
كان طاقم «سيدتي» وأعضاء من هيئة المهرجان بانتظار هيفاء، وقد استقبلوها بباقة ورد، وكان يرافقها مدير أعمالها. إنتظرناها برهة ليظهر عريسها أحمد أبو هشيمة، حاملاً حقيبة. وجّهنا له التحية وباركنا زفافهما. إستقللنا سيارة المطار لنصل إلى الجناح الشرفي حيث كان بانتظارها مدير المطار وطاقمه الذين رحّبوا بها بطريقة تليق بنجمة بحجمها. قدّمت «سيدتي» لهيفاء باقة ورد قبل ولوجها عتبة الجناح. ووفقاً لتقاليد الترحاب المغربية، قُدّم لها الشاي المغربي، فقالت على أثر ذلك: «أعشق الشاي». تبادلت هيفاء الأحاديث مع «سيدتي» والهيئة المنظّمة، والتُقطت لها صور مع المعجبين من طاقم المطار. طلبنا من زوجها التقاط صور خاصة بالمجلة تجمعهما معاً، ولكنه رفض بلباقة شديدة قائلاً: «الله يخليك بلاش»، وذلك لأنه لا يحب الأضواء. إحترمنا رغبته وتوجّهنا نحو هيفاء التي أحيطت بالمعجبين، لنجري معها دردشة قبل أن تغادر في ليموزين بيضاء، لاسيما وأنه لم يكن يفصلنا عن موعد افتتاح المهرجان إلا ساعات قليلة، وسألناها:
لقاء مع هيفاء
كيف جاء حضورك لمهرجان الرباط لسينما المؤلف؟
وجّهت لي دعوة من هيئة المهرجان كوني مشاركة بالعمل السينمائي «دكان شحاتة». سعدت بالدعوة لأنه ثاني مهرجان أحضره بعد مهرجان «كان» الذي عرض به الفيلم. وبذلك يكون أول مهرجان عربي أحضره بعد صدور الفيلم.
هل يمكن أن نتحدّث عن هيفاء كنجمة سينمائية بعدما حقّقت نجومية بمجال الغناء؟
الحمدلله، حاز الفيلم على أصداء طيّبة في كل أنحاء العالم العربي. وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجمهور المغربي المعروف عنه أنه جمهور ذوّاق.
هل لك مشاريع سينمائية أخرى؟
الآن لا. وقد كان لدور «بيسة» أهمية في حياتي لأنني ولأول مرّة أخوض تجربة التمثيل.
تزورين المغرب هذه المرّة وأنت متزوّجة، هل يختلف الأمر معك؟
طبعاً، لأنني أزور هذا البلد الذي أحبه برفقة زوجي أحمد الذي لم يزر المغرب من قبل، وقد حكيت له عنه.
ماذا قلت له عن المغرب؟
قلت له إنه بلد يمتلك مقوّمات ثقافة متنوّعة، وشعبه طيّب وكريم ولي فيه أصدقاء أحبهم.
هل هم من الوسط الفني؟
لا، تربطني صداقات مع عائلات مغربية.
هيفا تتحدث الى "سيدتي" في المغرب
ألا تفكّرين بأداء أغنية مغربية؟
يا ليت، أودّ أن أقوم بـ «ديو» مع فنان مغربي، فأنا أعشق الموسيقى المغربية.
هل لك اطّلاع على السينما المغربية؟
بصراحة، ليس لي اطّلاع عليها بعد.
كيف تجدين اللهجة المغربية؟
أضحت مألوفة لديّ الآن، خلافاً للسابق إذ كان يصعب عليّ استيعابها، ولأن لي أصدقاء مغاربة فهذا يسهّل عليّ الأمر.
كيف تلخّصين وثاق الزواج في كلمتين؟
بالدفء والصدق والثقة (تضحك وتقول): أصبحوا أكثر من كلمتين.
ماذا عن الأمومة؟
مؤجّلة نوعاً ما. (لكنها عادت فاستطردت): قريباً إن شاء الله.
ألا تخشين من أن يسرقك وفاؤك لرجل واحد من قلوب الجماهير؟
أنا وفية دائماً لجمهوري العربي وأحبه، ووفية لرجل واحد هو زوجي.
كلمة أخيرة لمجلة «سيدتي»؟
علاقتي مع مجلة «سيدتي» طيّبة، وأحترم رقيّها في نقل الأخبار بكل مصداقية وأشكر اهتمامها بأخباري.
وبرفقة زوجها في المطار
حفل الإفتتاح
غادرت هيفاء المطار في اتجاه فندق «فرح سوفتيل» في العاصمة الرباط، بينما موعد الإفتتاح الرسمي للمهرجان انطلق عند الساعة الخامسة والنصف في المكتبة الوطنية، باستقبال ضيوف المهرجان من فنانين وشعراء وأدباء، حيث تخلّله معرض فوتوغرافي يحتفي بمدينة القدس عاصمة للثقافة العربية والذي ينظّم بشراكة، بين جمعية مهرجان الرباط مع بيت مال القدس. وحضره الكثير من نجوم الفن السابع، على رأسهم هيفاء وهبي بطلة فيلم «دكان شحاتة» الذي عرض بعد حفل التكريم لكل من الفنان العربي محمود عبد العزيز والسيناريست والكاتب الدرامي والسينمائي المغربي يوسف فاضل، والمخرجة الفلسطينية مي المصري التي تغيّبت عن المهرجان لظروف خاصة، وتسلّم درع التكريم زوجها جون شمعون الذي حضر عوضاً عنها.
وخلال ندوتها مع أسرة فيلم دكان شحاتة
وقفة مع محمود عبد العزيز
فاضت مشاعر الفنانين المكرّمين واستحالت مفرداتهم لبوح جميل. فالكاتب التلفزيوني والمسرحي والسينمائي المغربي يوسف فاضل قال إنه لا وجود للكاتب في الأوراق الرسمية، لكن هويته في قلوب الأصدقاء والأحبة، فيما اعترف الفنان محمود عبد العزيز: «أعرف التعبير عن كلام المؤلفين، لكن لا أجيد التعبير عمّا في داخلي. وبقدر ما سعدت لهذا التكريم بقدر ما يراودني القلق على إمكانية إسعادكم دائماً».
«سيدتي» استلمت خيط هذا البوح، وتريّثت إلى حين المؤتمر الصحفي الذي عقده الفنان محمود عبد العزيز، لتستفسر عن آلياته في التعبير عن ذاته عندما لا تسعفه لغة الكلام فقال: «ما قلته لحظة التكريم عن أنني لا أعرف الحديث عن ذاتي، لا يعني أنني «ما بعرفش اتكلم»، لكن قوة الموقف تعجز أمامه المفردات».
وعن القضايا التي يودّ الدفاع عنها من خلال أدواره الجديدة أجاب: «كل ما يهم الناس وما يشغلهم».
وعمّا إذا كانت ذروة المشاهدة للشاشة الفضية في شهر رمضان تخدم العمل الدرامي يقول: «تخدمه إذا كان العمل مفيداً ويعبّر عن انشغالات المشاهد».
إلى ذلك أجاب عن أسئلة الصحفيين التي تمحورت حول طموحه الفني، حيث نفى أن يكون يطمح لشيء معين بل لأن يقدّم الأفضل، لكنه ذكر أنه يحلم بتأدية شخصية من التاريخ الإسلامي.
كما كشف عن عدم إيمانه بالفوارق بين الأجيال. واستحضر تجربته في بداية مشواره، حيث قال إنه كان هناك أخذ وعطاء بين جيلهم آنذاك وجيل الروّاد. وعزا سر قدرته على تجسيد أدواره سواء «محمود المصري» و«الكيت كات» و«ليلة البيبي دول» و«سوق المتعة» و«القبطان» و«رأفت الهجان» إلى استعانته بالشخصيات الموجودة في المجتمع، ولكنه يرى أن دوره في «ابراهيم الأبيض» مختلف لأنها شخصية غير موجودة في الواقع. لذا، قال: «كان عليّ أن أخلقها من داخلي».
ماذا قالت هيفا في ندوتها الصحافية وما هي أبرز اللقطات التي سجلت خلال زيارتها الى المغرب؟ والمزيد طبعاً من الصور في العدد 1478 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.