أفكارك‭ ‬سر‭ ‬نجاحك

الدكتورة مايا الهواري
مايا الهواري  
مايا الهواري  

علماء‭ ‬النّفس‭ ‬يقولون‭: ‬راقب‭ ‬أفكارك‭ ‬لأنها‭ ‬ستصبح‭ ‬كلمات،‭ ‬وراقب‭ ‬كلماتك‭ ‬لأنها‭ ‬ستصبح‭ ‬عادات،‭ ‬وراقب‭ ‬عاداتك‭ ‬لأنها‭ ‬ستصبح‭ ‬شخصيتك،‭ ‬وبالتّالي‭ ‬طريقة‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة،‭ ‬فالأفكار‭ ‬هي‭ ‬البذرة‭ ‬الأساسيّة‭ ‬لكلّ‭ ‬شيء،‭ ‬ومتى‭ ‬صَلُحت‭ ‬صَلُح‭ ‬الإنتاجُ‭ ‬وأصبح‭ ‬مثمراً‭ ‬ناضجاً،‭ ‬وللوصول‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬النّضوج‭ ‬ينبغي‭ ‬اتّباع‭ ‬بعض‭ ‬الأمور،‭ ‬ومنها‭:‬
1‭.‬    كن‭ ‬إيجابيّاً‭: ‬الإيجابية‭ ‬نبراسٌ‭ ‬يضيء‭ ‬ظلمة‭ ‬التّائه‭ ‬المتخبّط‭ ‬بأفكاره،‭ ‬حدّث‭ ‬نفسك‭ ‬بشكلٍ‭ ‬إيجابيّ،‭ ‬وكرّر‭ ‬ذلك‭ ‬دائماً،‭ ‬لأن‭ ‬العقل‭ ‬الباطن‭ ‬يحب‭ ‬التّكرار،‭ ‬وبالتّالي‭ ‬سيتقن‭ ‬ويحفظ‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬ويتبنّاها،‭ ‬وهي‭ ‬بدورها‭ ‬ستصبح‭ ‬منهجاً‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة‭.‬
لا‭ ‬ننكر‭ ‬أنّ‭ ‬الإنسان‭ ‬يتعرّض‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬حياته‭ ‬لابتلاءات‭ ‬وهموم‭ ‬وأحزان،‭ ‬فالحياة‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬وتيرةٍ‭ ‬واحدة،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬تأخذ‭ ‬منحى‭ ‬سلبيّاً‭ ‬يقوده‭ ‬نحو‭ ‬اللامبالاة،‭ ‬ولا‭ ‬أن‭ ‬يخيّم‭ ‬البؤس‭ ‬والشّؤم‭ ‬على‭ ‬أيامه‭. ‬
إنّ‭ ‬التعرّض‭ ‬للحزن‭ ‬أمرٌ‭ ‬طبيعيّ،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬سنن‭ ‬الكون،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬نتابع‭ ‬الحياة‭ ‬وفق‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬وألّا‭ ‬نحاول‭ ‬تغييره‭ ‬بشتى‭ ‬الطّرق،‭ ‬لذا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬للنّقطة‭ ‬الثّانية‭.‬
2‭.‬    إحاطة‭ ‬النّفس‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الإيجابيين‭: ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الشّعبيّ‭: "‬الصّاحب‭ ‬ساحب‭.. ‬قل‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬تصاحب‭ ‬أقُل‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬أنت‭"‬،‭ ‬فإن‭ ‬كانت‭ ‬الدّائرة‭ ‬المحيطة‭ ‬بك‭ ‬مليئة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬الإيجابيين،‭ ‬أصبحت‭ ‬مثلهم،‭ ‬وتأثرت‭ ‬بهم‭ ‬وبأفكارهم‭ ‬النّيّرة،‭ ‬ونهَجت‭ ‬منهجهم‭ ‬المتفائل،‭ ‬أما‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬سلبيّين‭ ‬أصبحت‭ ‬كذلك‭ ‬مثلهم،‭ ‬وهنا‭ ‬وَجُب‭ ‬التّذكير‭ ‬بمرافقة‭ ‬أشخاصٍ‭ ‬يبثّون‭ ‬الطّاقة‭ ‬الإيجابيّة‭ ‬وينشرونها‭ ‬حولهم،‭ ‬يدفعون‭ ‬الآخرين‭ ‬نحو‭ ‬الأمام،‭ ‬وبالتّالي‭ ‬يهيّئون‭ ‬سبيلاً‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬بكلّ‭ ‬يسرٍ‭ ‬وسهولة،‭ ‬يستصغرون‭ ‬الصّعاب‭ ‬كأنّها‭ ‬جبلُ‭ ‬جليدٍ‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يذوب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يراها‭ ‬السّلبيّون‭ ‬جبلاً‭ ‬من‭ ‬الأحجار‭ ‬المتراكمة‭ ‬التي‭ ‬تعيق‭ ‬كلّ‭ ‬تقدّم‭.‬
3‭.‬    راقب‭ ‬أفكارك‭: ‬إنّ‭ ‬مراقبة‭ ‬الأفكار‭ ‬أمرٌ‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمّيّة،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬تتضارب‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬الرّأس‭ ‬وكأنّها‭ ‬حروبٌ‭ ‬طاحنة،‭ ‬والأقوى‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يفوز‭ ‬في‭ ‬النّهاية،‭ ‬وكما‭ ‬نعلم‭ ‬أنّ‭ ‬الإنسان‭ ‬بطبعه‭ ‬سلسلة‭ ‬متشابكة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬السّلبيّة‭ ‬والإيجابيّة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إيجابياً‭ ‬أو‭ ‬سلبياً‭ ‬بالمطلق،‭ ‬ولكن‭ ‬بمقدوره‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬كفّة‭ ‬تفكيره‭ ‬الإيجابيّ‭ ‬هي‭ ‬الغالبة‭ ‬والمسيطرة،‭ ‬فتطغى‭ ‬على‭ ‬كفّة‭ ‬السّلبية‭ ‬المحبطة،‭ ‬ومتى‭ ‬شعر‭ ‬أنّ‭ ‬تفكيره‭ ‬أصبح‭ ‬يأخذ‭ ‬اتجاهاً‭ ‬سلبيّاً،‭ ‬نبّه‭ ‬نفسه‭ ‬وغيّر‭ ‬فكرته‭ ‬فوراً،‭ ‬واستبدلها‭ ‬بالإيجابيّة‭ ‬المحفّزة‭.‬

على‭ ‬الإنسان‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كالنّحلة،‭ ‬تتخيّر‭ ‬من‭ ‬الأزهار‭ ‬أجملها‭ ‬وأعذبها‭ ‬رحيقاً،‭ ‬لتنتج‭ ‬عسلاً‭ ‬صافياً‭ ‬لذيذاً،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ينتقي‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬أفضلها‭ ‬وأكثرها‭ ‬إيجابية‭ ‬وجمالاً،‭ ‬لأنّ‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬ستنمو‭ ‬وتتطوّر‭ ‬وتتحوّل‭ ‬بدورها‭ ‬لأفعالٍ‭ ‬تتبرمج‭ ‬وتصبح‭ ‬عادات‭ ‬تسير‭ ‬عليها‭ ‬حياته‭ ‬وتحدّد‭ ‬مستقبله،‭ ‬كما‭ ‬البذرة‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬صالحة‭ ‬صلُحت‭ ‬الشّجرة‭ ‬والثمرة،‭ ‬فكن‭ ‬إيجابيّاً‭ ‬وحقّق‭ ‬حلمك‭. ‬