أنثى واحدة تساوي 1000 امرأة!!

أحمد العرفج

هُنَاك فَرقٌ كَبير بَين المَرأَة والأُنثَى، وبالتَّأكيد فإنَّ كُلّ أُنثَى امرَأَة، ولَكن لَيست كُلّ امرَأَة أُنثَى، ومِثل هَذا الكَلَام؛ قَد يَبدو سَاذِجاً أَو غَامِضاً، لَدَى شَريحَة عَريضَة مِن القُرَّاء، ورُبَّما تُسقِط الأَمثِلَة الغمُوض، وتُزيل السَّخَافَة..!
إنَّ المَرأَة نَوعٌ مِن الكَائِنَات، ولَكن الأنُوثَة هي طَاقة فَوق "البيعَة"، بمَعنَى أَنَّها ذَلك السِّحر؛ الذي يَشعُّ مِن الوَجه، وتِلك الرُّوح التي عِندَما تَنظر إليهَا؛ تَكاد أَنْ تَطير مَعهَا إلَى السَّمَاء، وتَكتَب مِن هُنَاك استَقَالتك مِن الأَرض وشعُوبهَا..!
الأُستَاذ الصَّديق "عبدالله باجبير"، مِن الرَّاسِخين فِي الكِتَابة عَن الحُبِّ والغَرَام، والمَرأَة والأُنثَى، لِذَلك لَمِسَ طَرفاً مِن الفَرق، بَين المَرأَة والأُنثَى، حَيثُ يَقول فِي كِتَابه: "مِن أَجل عَينيك" ص 25: (إنَّ الأُنثَى لَهَا ذَلك الحضُور القَوي، الذي للمُمثِّل الكَبير، وللنّجمَة اللَّامِعَة.. إنَّه يُشبه أَيضاً الفَارِق بَين المَاس الحَقيقي، والمَاس الزَّائِف، بَين الذَّهب 24 قِيرَاطاً، والذَّهَب 14 أَو 12 قِيرَاطاً، كِلَاهُمَا ذَهب، ولَكن فِي أَعمَاق التَّكوين النَّوعي، هُنَاك فَارِق يُمكن أَنْ نُشبّهه؛ بالفَارق بَين الوَرد الطَّبيعي، والوَرد البَلاستيكي، كِلَاهُمَا وَرد، ولَكن للأوَّل عَبيراً يَفوح، وللآخَر "صمت الرَّائِحَة" -إذَا صَحّ التَّعبير-. الأنُوثَة كَلِمَة رَائِعَة، مُركّبة، مُثيرَة، مُدهِشَة، لَا تُصنَع، ولَكن تُولد، تَمَاماً مِثل المَوهبَة الفَنيَّة، شَيء لَا يُمكن حِسَابه، لَا يُمكن وَزنه، لَا يُمكن قِيَاسه، شَيء فِي امرَأَةٍ مَا، يَجعلهَا مُميَّزة، ويَجعلهَا مَلِكَة عَالَمِهَا، وأَحيَاناً مَأسَاة وكَارِثَة ومُصيبَة، ضَحيَّتهَا رَجُل كَان يَبحَث عَن أُنثَى)..!
إنَّ القِيمَة الدَّلالية لكَلِمَة أُنثَى، تَختَلف اختلَافاً كَبيراً عَن كَلِمَة امرَأَة، مِن هُنَا يُمكن القَول: إنَّ المَرأَة والأُنثَى تَشتَرِكَان فِي الشَّكل، ولَكن تَختَلِفَان فِي الرّوح، فإذَا كَانت المَرأَة ذَهباً، فإنَّ الأُنثَى ذَهباً مُرصّعاً بالألمَاس، بمَعنَى مِن المَعَاني: أَنَّ الأنُوثَة هي قِيمَة مُضافَة إلَى جِنس المَرأَة، وهَذه المِيزَة لَيسَت مُتَاحَة لكُلِّ امرَأَة..!

في النهاية أقول:
علينا أَنْ نَطلُب مِن كُلِّ امرَأَة؛ أَنْ تَتعمَّق دَاخِل نَفسهَا وتَسأَلهَا: هَل هِي امرَأَة أَم أُنثَى..؟!!