تتنوّع أهداف الحياة من شخصٍ لآخر، كلٌّ حسب ما يراه مناسباً لمتطلّباته، فالبعض هدفه في الحياة تكوين أسرة سعيدة، والبعض الآخر هدفه الحصول على عملٍ ذي دخلٍ مرتفع، أو إسعاد من حوله، ولكنّ ذلك يحتاج لعملٍ دؤوبٍ ومثابرة مع أملٍ متواصل للنّجاح.
وتتنوّع الأهداف بين أساسيّة، أو قصيرة - متوسطة - طويلة المدى، ولكلّ منها أمثلة مختلفة، فالأكل والشّرب من الأهداف الأساسيّة ولا يمكن الاستغناء عنها من أجل استمراريّة الحياة، إنّ وضع الأهداف لا يحتاج وقتاً محدّداً بعينه، أي لا يُشترط بأول العام أو منتصفه أو آخره، بل يكون وقت اتّخاذ الإنسان قراره بتحقيق أهدافه، والبعض قد يضع أهدافاً كثيرة ويريد تحقيقها، إلّا أنّه لا يحققها جميعها، وقد يعود السّبب في ذلك إلى أنّه لم يحدّد المدى الحقيقيّ لها، كأن تكون متوسّطة المدى، ولكنّه صنّفها قصيرة المدى، وتحتاج وقتاً لتحقيقها، وهذا أمر طبيعيّ لا ينبغي إدراجه تحت باب الفشل، إنّما تحت باب سوء تصنيف الأهداف، وما على الفرد إلّا أن يعيد ترتيب أهدافه بالشّكل الأنسب وسيصل لمبتغاه.
في العام الماضي قارنت بين ما حقّقتهُ من أهداف وما لم أُحقّقه، لا حظتُ سبحان الله أنّ الله تعالى قد ساعدني ووفّقني على تحقيق إنجازاتٍ لم أخطّط لها مسبقاً ، ولكن بفضل العمل الصّالح، العطاء النّقي، النيّة الصّافية، برّ الوالدين كانوا بفضل الله جواز سفري لعالم تحقيق هذه الإنجازات، وعلى الرّغم من كثرة الأعباء على كاهلي فقد لعبت دور الأب والأمّ معاً، و هذا لم يثنيني عن التّركيز في عملي، واستهلكت طاقتي في السّعي لتحقيق ما أصبو إليه، مع الالتزام بالصّلاة والأذكار والأدعية والمواظبة على قراءة سورة البقرة، فكان جزاء ربّي لي أن منحني فوق تصوّراتي.
إنّ العمل المجدّ بنيّةٍ خالصة لوجه الله والرّؤية الواضحة للأهداف بأنواعها المختلفة والعمل على تحقيقها سيزرع داخل الإنسان فرحاً، ولكنّ إن لم تتحقّق لا ينبغي أن يعتري الإنسان الحزن الشّديد وألّا يسيطر الأسى على قلبه وكلّ ما يتعرّض له الإنسان خلال مسيرة حياته يكون بمثابة دروس ذات جدوى يأخذ منها العبرة، وبالصّبر يصل لمبتغاه فهو مفتاح الفرج، فلا يتذمّر أو يضيق صدره.
نصيحتي لكلّ من يخطّط لتحقيق أهدافه سواء في بداية هذا العام أو أيّ عام أن يصنّفها وفق مدّتها الصّحيحة، مع عقد النّيّة الصّالحة والتّسامح والعفو عند المقدرة مع برّ الوالدين والعطاء الخالص لوجه الله، واستخدام هذا الجسد في خدمة الوطن وسيرى عجائب الله وقدرته في تحقيق أهدافه الموضوعة وغير الموضوعة وتكون سرّ نجاحه في الحياة.