عالم الرواية واسع وملهم، فالرواية تؤثر في الناس أكثر من النصح المباشر، لأنها تتسرب إلى الحس من غير استئذان أو تنبيه، فالقراءة تحليق مع الذات وهي تثقيف للعقل وإثراء للحواس، وإعادة صياغة لرؤى وأفكار، والروايات الأدبية الجميلة، تعطي للقارئ الفرصة لاستكشاف عوالم جديدة والتفاعل مع التجارب الإنسانية المتنوعة.
الرواية لم تُكتب إلا من أجل مخاطبة العقل والقلب معاً
يقول الكاتب سعيد منصور لسيدتي: الرواية هي انعكاسٌ لتجربة وقضية عاشها الكاتب في مجتمعه أو انعكاسٌ لخيالاته، والرواية هي وسيلة ممتازة لإراحة الذهن، ولم تُكتب إلا من أجل مخاطبة العقل والقلب معاً، وقبل أن تختار رواية للقراءة لا بد أن تُدرك أنك ستخوض رحلة تتسع إلى آفاق الأمكنة المختلفة، فهو انتقال حرفي إلى عوالم مختلفة، والسحر في قراءة الرواية يكمن في القدرة على الانغماس في عالمٍ جديد والعيش مع الشخصيات والأحداث التي تبدو واقعية تماماً.
كيفية اختيار رواية مناسبة للقراءة
يقول سعيد منصور: لا بد من أن نعرف كيف نختار الرواية المناسبة لنا، ونحقق منها أقصى استفادة، فهي خطوة أساسية، لذا يمكنك تحديد ما تحب قراءته وبعد ذلك سيسهل عليك العثور على رواية تناسبك لو اتبعت تلك الخطوات:
تحديد الغرض من القراءة
هذه أول خطوة في البداية، وهي أن تحدد هدفك من القراءة، حيث يعد تحديد هدفك من القراءة مهماً وضرورياً، فهو الذي يحدد رغبتك في نوعية الرواية التي ستقرأها، فمثلاً من يرغب في قضايا اجتماعية فحتماً سيرغب في الرواية الواقعية التي تعكس الحياة اليومية وتتناول قضايا المجتمع، ومن يرغب التشويق والمغامرات فسيختار القصص والروايات البوليسية، وإن كان يرغب في الروايات التي تتناول قصص الحب والغرام، فسيقرأ الروايات العاطفية، وهكذا.
قوائم الروايات الأفضل مبيعاً
عند تتبعك لقوائم الروايات الأكثر مبيعاً لاختيار رواية لقراءتها، يجب الحذر فقد تكون هذه القوائم غير دقيقة، فلا توجد مرجعية حقيقية وموثوق بها يمكن الاعتماد عليها، وغالباً ما تعتمد على حسابات خفية ما بين دور النشر ومعدي هذه القوائم، لكنها على الأقل تعطي بعض الإشارات على طريق الاختيار.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيف تختارين رواية جديدة للقراءة؟
الجوائز التي حازت عليها
في الفترات الأخيرة كثرت جوائز الرواية العربية وقوائمها القصيرة والطويلة، ونجحت تلك الجوائز في دفع كثير من الروايات وأصحابها إلى نيل الشهرة والانتشار، وبالرغم من ذلك قد نجد أن البعض لا يستحق تلك الشهرة والنجومية والبعض كان يستحق النجاح والتألق.
البحث في الإنترنت
هذا الخيار يلجأ إليه الكثير من القراء، فلقد أحدثت التكنولوجيا ثورة في قراءة الروايات والقصص، وأصبحت متاحةً في كل وقت ويمكن للجميع قراءة ما يحلو لهم، ولكن يُفضل تحديد ما تريد، فقد تجد ملخصاً أو نبذة عن الرواية التي يرغب القارئ بها.
سؤال الأصدقاء
يمكن سؤال بعض الأصدقاء ممن لديك الثقة في اختياراتهم، فيما يقرؤون أو عن أفضل رواية استطاعت أن تستحوذ على إعجابهم، لكن عند اقتراح أحدهم قراءة رواية ما، فلا تأخذ اقتراحه على محمل الجد إن لم تعرفه قارئاً جيداً، فتوصيات الأصدقاء ليست دائماً موفقة.
البحث عن قصة ملائمة لك
يمكن للقارئ اختيار القصة التي تعتبر قريبة منه، وتستطيع تحفيز الإلهام والتفاؤل لديه، والتي قد تحتوي على قصص وتجارب حياة تُلهم وتُشعل القارئ بالشغف والتفاؤل.
البحث في دور النشر
دور النشر عبارة عن مؤسسة ثقافية تكون مسؤولة بشكل كامل عن تقييم العمل الأدبي ومراجعته وتنسيقه بل وإخراجه فنياً، ونجد الكثير من دور النشر المحترمة لا تنشر الأعمال الروائية الرديئة خوفاً على سمعتها العامة، وحرصاً على ثقة قرائها بها، لذلك يمكن البحث عن تجارب عدد من دور النشر ومعرفة أعمالها الأدبية الشهيرة.
اختيار المؤلف
المؤلف هو الشخص الذي أنشأ أو ابتكر فكرة أو حبكة الرواية التي تم كتابتها، أي هو من يقوم بالتأليف، أي رصّ الأفكار وابتداعها، واختراع التعبيرات وابتكار الصوّر لذلك فاختيار كاتب الرواية وشهرته أو كاتب مقدمة الرواية ومستواه ومدى ثقتك بآرائه، وهي أمور لا بد أنها تهمك قبل قراءة الرواية.
ويمكنك من السياق التالي التعرف إلى: مهارات القراءة الإبداعية
قراءة الفهرس
قراءة الفهرس هي التي تحدد بدقة أهمية الرواية، وللفهرس أهمية كبيرة وذلك لأن اسم المؤلف من الأمور التي يتأكد منها القارئ بأن هذه هي الرواية التي يبحث عنها، كما يتميز الفهرس بإمكانية جمع كل إنتاج المؤلف ضمن مكان واحد.
عدد طبعات الرواية
ومن الممكن أن تكون بعض الروايات مكونة من جزأين أو ثلاثة أجزاء، كما أن زيادة الطلب على رواية ما قد تكون سبباً في إعادة طبعها، فعدد طبعات الرواية من الإشارات الدالة على رواج وانتشار الرواية، لكنها لا تعني جودتها أبداً، فإعادة طباعة الرواية إما لنفاد كمية الطبعة من الأسواق أو حتى لرؤية المؤلف بتعديل جزء ما في الرواية، أو شيء ما يحتاج إلى عناية أكثر في الرواية.
العنوان ليس بالضرورة
يمثل العنوان أهميةً كبيرةً في الرواية لأنه مفتاحها، وأول عتبة يقف عليها القارئ قبل الغوص إلى عالمها، وهو ليس بالضرورة يعكس طبيعة الرواية، بل هو جزء من الغلاف والغلاف مهمته الأولى الترويج للعمل، فالمؤلف يتوخى من خلاله التأثير في القارئ وجذبه إلى إبداعه، والروائيون الحقيقيون يعرفون كيف يختارون عناوين جميلة لرواياتهم، لكن أحياناً يتدخل الناشر من أجل تسويق الرواية فقط.
التصفح السريع للرواية
لا بد أن يكون من أوائل الخطوات قراءة نبذة مختصرة عن الرواية، لكي تستطيع تكوين فكرة عن الرواية وشخصياتها وأحداثها، وبمجرد التصفح السريع للرواية يمكنك التعرف إليها وإلى مستواها، فقد تكفيك لاتخاذ قرار شراء الرواية أو صرف النظر عنها، فيمكنك قراءة جزء من محتواها إذا كان متاحاً، فهذا سيساعدك في تقدير ما إذا كانت أسلوب الرواية يناسبك أم لا، وهل محتوى الرواية جذاب ومثير للاهتمام أم لا، حتى لا تتورط في شرائها.
الغلاف
جاذبية الغلاف الجميل قد ينجح في ترويج الرواية، أو على الأقل لفت نظر القارئ إليها، ولهذا يجتهد المؤلف في البحث عن أغلفة جميلة لرواياتهم، فالغلاف هو العتبة الأولى للرواية كعمل أدبي، وبوابة العبور إلى عالمه، ولكن قد يترك الكاتب مسألة الغلاف إلى دار النشر تسهيلاً وتخفيفاً على المؤلف، أو يصممه هو بمعرفته، لذلك الغلاف ليس شرطاً صحيحاً لجودة الرواية.
ويمكنك التعرف إلى المزيد من ذات السياق إذا تابعت الرابط: طريقة اختيار الكتب الأدبية
