لَم يَتناول الفَلاسفة، والمُفكِّرون، وأهل الحِكْمَة شَيئاً مِثل تَناولهم قَضيّة الزَّواج، ولا غَرابة في ذَلك، فالرَّجُل لا يَكتمل نِصف دِينه إلَّا بوجود الزَّوجة، لذَا يَحلو لِي بَين الفِينة وأُختها -كَما يَقول شَيخنا "مصطفى لطفي المنفلوطي"- أن أتدَاخل مَع بَعض الأقوَال الثَّمينة، والحِكَم الرَّصينة التي أنتَجها العَقل البَشري؛ في وَصف الإطَار التَّفاعُلي والتَّواصُلي فِيما يَخص نَظرة الزَّوج إلى الزَّوجة، ومِن هَذه الأقوَال:
• يَقول السيّد "ميلتون بيرل": "الزَّوجة الجيّدة هي التي دَومًا تُسامح زَوجها عِندَما تَكون هي المُخطئة".. وأنا أقول: "التَّسامح هُنا شَيء يُحمَد للزَّوجة، حتَّى لَو كَانت مُخطئة، فهُناك مِن الزَّوجات مَن تُخطئ -أحيانًا- ولا تَتسامَح"..!
• أمَّا فِيما يَخص السّيطرة والتَّحكُّم في غُرفة القيَادة الزَّوجيّة؛ فيَقول "نَابليون": "الذي يَدع امرَأته تَحكمه، لا هو رَجُل ولا هو امرَأة، إنَّه لا شَيء".. ولَيتنا نَسأل السيّد "نَابليون" عَن مَعنى اللاشَيء..!
• والأديب "شكسبير" قد عدّ أنَّ مَشروع الزَّواج هو المحطّة؛ أو منصّة الانطلاق التي تَبدأ مِنها المَرأة رِحلَة العُمر، حيثُ يَقول: "لا تَطلب الفَتاة مِن الدُّنيا إلَّا زَوجاً، فإذَا جَاء الزَّوج طَلَبَتْ مِنه كُلّ شَيء".. ولله در "شكسبير" فقد اختَصر كَثيراً مِن رِحلَة الزَّواج بهَذه الكَلِمَات القَصيرَات..!
• أمَّا الفَيلسوف السَّاخر "برنارد شو" فهو لا يَترك السُّخرية حتَّى في أكثَر الأمور جديّة؛ حيثُ يَقول: "تَقلق المَرأة على المُستقبل حتَّى تَجد زَوجاً، ولا يَقلق الرَّجُل عَلى المُستقبل إلَّا بَعد أن يَجد زَوجته"..!
• ولَو تَجاوزنا السُّخرية إلى الجديّة سنَجد أنَّ الفَيلسوف "فولتير" يَقول: "الزَّواج هو المُخاطرة الوَحيدة التي يُقبِل عَليها الجَبَان"، مِن هُنا أقول: تبًّا لكَ يا "فولتير"، فقد جَعلت 90% مِن رِجَال الكَون جُبناء..!
• أمَّا الفَيلسوف "هيمانت جوشي" فقد فَضَح الأزوَاج وقَال الحَقيقة؛ حِين صرّح قَائلاً: "بَعد الزَّواج يُصبح الزَّوج والزَّوجة كوَجهي عُملة، لا يَستطيعان مُواجهة بَعضهما، ومَع ذَلك يَبقيان مَعاً".. وهُنا أقول: لا بَأس إذَا كَانا كوَجهي عُملة، لَكن أتمنَّى أن تَكون العُملة مِن تلك التي مازَالت صَالحة للاستعمَال..!
• والزَّميل "باتريك موراي" فقد تَزوّج مَرّتين، ثُمَّ بَكى عَلى نَفسه، ولَكنه أضحكنَا حِين قَال: "أصَابني سوء الحَظ مَع كِلتَا الزَّوجتين، حيثُ إنَّ الأُولى تَركتني، بَينما الثَّانية لَم تَفعل"..!
في النهاية أقول:
بَقي القَول: هَذا مَا كَان مِن شَأن الزَّواج، وسيَظل الأمر مجالاً ودائرة للاختلَاف والتَّجاذُب؛ إلى أن يَرث الله الأرض ومَن عَليها..!!