الجمال والثّقة بالنّفس

الدكتورة مايا الهواري
مايا الهواري  
مايا الهواري  

هناك علاقةٌ وطيدة بين الجمال والثّقة بالنّفس ولكلّ منهما ضوؤه السّاطع، إنّ الثّقة القويّة بالنّفس شعاعٌ يبثّ الضّوء حوله، ويُبهر الجميع بنوره، فالمرأة وإن لم تتمتّع بقدرٍ باهرٍ من الجمال الخارجيّ ولكنّها تمتلك من الثّقة ما يجعلها كفيلة بجذب الآخرين إليها، والاستئناس برأيها والاستمتاع بحديثها من دون ملل أو كللٍ، وعلى النّقيض من ذلك نجد أنّ المرأة ذات الجمال الخارجيّ الأخّاذ تأخذك نحو عالم مليءٍ بالجمال للوهلة الأولى، وما إن تجلس إليها وتحادثها حتى تشعر بالنّفور والرّغبة بإنهاء الحديث معها، ومردّ ذلك لشخصيّتها السّطحيّة وقلّة ثقتها بنفسها، فهذه النّوعيّة من النّساء تستغلّ جمالها وتعدّه عنصراً فعّالاً في علاقاتها، على عكس المرأة الواثقة من نفسها وإن لم تتمتّع بقدر كافٍ من الجمال، إلّا أنّ ثقتها العالية وطلاقة لسانها تطغى على جمالها الجسديّ وتجعله عنصراً ثانويّاً في حياتها، لأنّ الجمال الخارجيّ وملامح الوجه الجميلة تزول مع الأيّام وتتغيّر مع التقدّم في العمر، وإن لم تكن شخصيّتها مدعومة بالثّقة بالنّفس لفقدت جاذبيّتها الدّاخليّة والخارجيّة.
إذاً الثّقة بالنّفس من أهمّ الخصال والصّفات التي تميّز الشّخصيّة القويّة، لأنّها تُعدّ عاملاً مهمّاً يتّصف صاحبها بالعدالة، ولا يخشى لومة لائم، يمتلك المرونة للتّكيّف مع الحياة بإيجابيّاتها وسلبيّاتها، ولا يدع العثرات التي تعترضه تثنيه عن هدفه المنشود، فهي أقلّ تأثّراً بالعوامل الخارجيّة المحيطة، والإنسان القويّ يستمدّ قوّته من داخله، ليكون قادراً على تحدّي الصّعاب.
الكثير من الأشخاص يفضّلون المرأة القويّة عن الضّعيفة ويعدّونها أكثر تميّزاً لاتّصافها بالذّكاء والصّدق والطّموح، كونها مليئة بالطّاقة الحيويّة والحماسة، تعرف ما تريد الوصول إليه بكلّ وضوح، فتأخذ قراراتها بعد تفكير جيّد، بعيداً عن المؤثّرات الخارجيّة.
نستخلص ممّا سبق أنّ الثّقة بالنّفس سواء كانت للرّجل أو الأنثى تُعدّ عاملاً مهمّاً في بناء الشّخصية القويّة، الواثقة أنّ الجمال الخارجيّ عنصر زائل، والباحثة عن الجمال الدّاخليّ الذي لا يتغيّر مع مرور الوقت، وإن امتلكها الإنسان كان مُلهماً لغيره ومشجّعاً على امتلاكها، فالمفتاح الأساسيّ للنّجاح هو الثّقة بالنّفس وكما يُقال: واثق الخطوة يمشي ملكاً، والتّحلّي بالثّقة أمرٌ مُعدٍ، وحاملها سينقلها لمن حوله، فيغدو المجتمع مجتمعاً واثقاً من نفسه قويّاً يسير نحو النّجاح.