يُعدّ الذّكاء العاطفيّ علماً وفنّ الإقناع والتّغيير، فمن يمتلك مهارة الإقناع فهو يمتلك قدرة عالية على جذب كلّ من حوله بوساطة شخصيّته التي تشكل عاملاً مساعداً في ذلك.
إنّ التّأثير للتّغيير يحتاج لأمرين ضروريّين هما:
1. الكفاءة العلميّة.
2. الخبرة.
أو الاثنين معاً.
فالبعض يمتلك الكفاءة العلميّة من دون الخبرة، ويتمتّع بقدرة على الإقناع، لكن بالمقابل نجد أنّ هذه الكفاءة لا تكون بديلاً عن الخبرة أبداً، هذه الأخيرة التي قد تفوق الشّهادة العلميّة، إذ إنّ صاحب الخبرة الكبيرة يتمّ توليته مناصب عالية بحكمِ خبرته التي تعدّ دافعاً لاستقطابه من بين الجميع.
من جهةٍ أخرى نجد أنّ اجتماع كلٍّ من الكاريزما والتّصالح مع الذّات وتمرّس الذّكاء العاطفي يُظهِر قوّة التّأثير الفعّال، فالذّكاء العاطفيّ هو أحد مهارات الإقناع المهمّة الّتي تساعد على فهم الآخرين والتّعاطف معهم، وبالتّالي امتلاك المرونة في اختيار أسلوب الإقناع المناسب للمواقف والأشخاص، فطريقة التّفكير والقدرة على التّواصل كفيلة بصقل مهارة الإقناع عن طريق استخدام المفردات والإيماءات والأفكار بطريقة هادفة.
فالإقناع هو علم وفنّ ومزيج من مخاطبة العقل والقلب معاً، وامتلاك مهارات خاصّة تساعد في ذلك، فالمقنع النّاجح لا بدّ أن يقدّر ذاته بشكل كبير، وأن يكون لديه درجة عالية من الذّكاء العاطفي، ممزوجاً بمهارة التّعاطف والاستماع الجيّد ليمتلك سلاح الإقناع الفعّال.
هناك عوامل تساعد في عملية الإقناع، كمعرفة الشّخص المستهدف من حيث طاقته ونشاطه، فالشّخص ذو النّشاط العالي يختلف عن الشّخص صاحب النّشاط العادي، من دون تجاهل الأسلوب الّذي يحظى بمكانة مرموقة لدى الإقناع، فالأسلوب هو جسر الإقناع المؤثّر، مع الابتعاد عن الجدل الّذي يقود لخسارة محتّمةٍ، وبدوره يؤدّي لنتائج سلبيّة لا تُحمد عُقباها، وهنا يجب اتّباع طريقة معيّنة لطرح الأفكار بثقةٍ وشجاعةٍ وألفاظٍ جيّدةٍ، ممزوجةٍ بلغةِ جسدٍ معبّرة وإيماءاتٍ صادقة في الوقت والمكان المناسبين، مع الابتعاد عن الكذب وتكرار الكلام غير المجدي، فالنّاس تستطيع التّمييز بين الصّحيح والباطل.
وأخيراً القدرة على التّأثير وامتلاك فنّ الإقناع والذّكاء العاطفي يعدُّ جزءاً مهمّاً لقيادة وإدارة جميع مجالات الحياة بكفاءةٍ عالية.