النجاح خداع ومضلل

أحمد العرفج

النجاح مفهوم خداع ومحفز مضلل، لأنه يغري الإنسان بالكسل والتوقف.
يعرف الخبراء في التنمية البشرية، أن الوصول إلى النجاح سهل، ولكن المشكلة في طريقة المحافظة عليه، إنه مثل اللياقة العالية والوزن المثالي، الوصول إليهما ليس صعباً، بل الصعوبة كلها في المحافظة على هذه المكتسبات.
لقد جاء في الحديث: "خير الأعمال أدومها وإن قل" لأن الاستمرار والمداومة على فعل الأشياء أمرً في غاية الصعوبة، كما أن النجاح لا يقاس بتحقيقه، بل يقاس بالقدرة على الاستمرار فيه، مثل فريق الفتح حين حصل على بطولة الدوري، نعم هو نجح، ولكنه لم يستطع المحافظة على هذا النجاح، بعكس فريق الهلال، الذي لا يمر سنة من السنوات إلا وقد حقق بطولة أو بطولتين.
لقد صغت فكرة النجاح في ناصية ونشرتها عبر الطائر الأزرق "تويتر" حتى تكون رسالة مني إلى محبي النجاح، حيث أقول في هذه الناصية:
كلما وصلت إلى نجاح صرت أبحث عن نجاح آخر، لأن الحياة سلسلة طويلة من محطات التفوق، ولا يليق بالعاقل أن يتكئ على نجاح حققه منذ سنوات، ويردده في كل حوار أو مجلس..!
لقد قال شيخنا الساخر "جورج برنارد شو": (إني أخاف النجاح) لأنه يدرك أن النجاح هو نهاية عمل المرء على الأرض، ثم أكمل شيخنا جورج قائلاً: (إنني أحب أن أكون دائماً مستهدفاً هدفاً من الأهداف، حيث أجعله أمامي وأصوب حماسي إليه).
إن الإنسان الذي يحقق نجاحاً ثم يتوقف عنده، يشبه إلى حد بعيد ذكر الخفافيش، الذي تقتله أنثاه يوم ينتهي منه عهد الصبوة والصبابة..!
لذلك لن أتوقف عن النجاح، وإذا انتهيت من رحلة، بدأت رحلة أخرى، لأن مجال النجاح مفتوح من المهد إلى اللحد.

في النهاية أقول:
يا قوم .. يا بشر .. يا عالم .. يا هوو..

احذروا أن تخدركم إبرة النجاح، فهي خداعة.. وإذا أردتم أن تتخلصوا من خداعها، فكرروا النجاح مرات ومرات.