قد تبدو العبارة للوهلة الأولى كبيرة وفضفاضة.. ولكن لكل أمر بداية وخطوات.
أستقبل العديد من الاستشارات لأمهات يشتكين من سلوكيات أبنائهم وصعوبة التربية، تبدأ العميلة بقص القصص والمواقف التي تواجهها يومياً مع هذا الابن أو الابنة.. وأنها جربت جميع الطرق والحيل للتعامل معها، ولكن من دون جدوى أو أثر.
فأوقفها هنا وأقول لحظة.. قبل ذلك كله ماهي قوانين المنزل؟ وما هو العقاب الذي يتوقعه أبناؤك إن قاموا بمثل هذا التصرف؟ وهل توجد حدود واضحة لهم؟ أم أن قوانين المنزل عشوائية، تعتمد على مزاجك وطاقتك في ذلك اليوم؟ والعقاب مفاجئ كذلك؟! ما يعني أنه قد يكون أكبر أو أصغر من الموقف المعاقب عليه؟
نرشح أن تكون هناك قوانين مكتوبة ومتفق عليها مع الأبناء بناء على أعمارهم.. فهي قوانين متغيرة وليست ثابته.. بناء على المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء، وبناء على السلوكيات التي تتصادمين معهم حولها كذلك. هذه القوانين هي المرجع لك والحدود لهم، فكيف للأطفال معرفة الواجب والمفروض والصحيح إن لم نوضح نحن ذلك؟ وما الذي سيردعهم عن الاستمرار بالتصرف إن لم يكن العقاب يلامسهم ويعني لهم؟
نحن لا نتحدث هنا عن قوانين عسكرية ونظام صارم.. بل نتحدث عن قوانين توفر لنا بيئة منزلية هادئة، متناغمة تخلو من الصراعات اليومية المتكررة. قوانين تشعر الأبناء بالعدل وتحميهم من شعور الظلم إن عوقبوا على مالم يدركوا أنه خاطئ، أو لم توضح لهم الحدود فيه.
قد يكون بداية العام الدراسي من أفضل الأوقات لترتيب الحياة؛ بدء نظام وروتين يومي يناسبنا.. يمثلنا.. عام جديد نحاول فيه أن تكون حياتنا أقل توتراً وعشوائية، نحاول فيه أن يكون هناك نظام نوم لأبنائنا، دراستهم، تحضير الوجبات، السلوكيات وغيرها مما قد يشغلنا بشكل يومي، ويسبب ازدحاماً في فكرنا.
فما هي الحياة إلا تفاصيل صغيرة.. مواقف يومية.. إن رتبناها ترتبت حياتنا.. أو جزء منها على الأقل!