یتواصل معي العدید حول مشاكل مختلفة، ضاقوا بھا ومنھا.. أم تشتكي من سوء علاقتھا بابنتھا المراھقة فھي لا تحترم أحداً.. زوج یشتكي من عشوائیة زوجته وإھمالھا لأبنائھا.. فتاة شابة تعاني من الوحدة وقلة العلاقات..
یبحثون عن العصا السحریة.. الحل. ماذا أفعل؟ وكیف أحل المشكلة؟ فیأتي دوري ھنا بالتحدث عما لن یعجبھم.. ھذه لیست المشكلة.. ھذه الأوراق فقط.. فعند علاج الشجرة التي ظھر على أوراقھا اللون البني، نحن لا نقصّ الورق فقط. بل نبحث عن جذور
المشكلة، لعلاجھا وعلاج السبب الذي أدى إلى تلون ورق الشجر باللون البني.
فالفتاة المراھقة التي لا تحترم أحداً لن تستفید شیئاً إذا عاقبناھا أو حرمناھا من الأجھزة، فھذه لیست المشكلة. قد نجد أن الجذور تأخذنا إلى إھمال من الأب وصل فكرة إلى ھذه الفتاة بأنھا لیست بذاك القیمة، فكانت ردة فعلھا إن كان أبي لا یھتم بي.. فما ھي قیمتي؟ ولماذا أحسن التصرف؟ ولا یھمني أي أحد لأحترمه.
فالحل ھنا كیف أزید من ثقة الفتاة بقیمتھا وبنفسھا، كیف أجعلھا تعي بأن كل منا یمثل نفسه ویبني نفسه. إھمال الأب لیس بالشيء الجید، ولكن ماذا نفعل؟ ھذه ھي الحیاة.. لا نستطیع التحكم بالآخرین ولكن أنفسنا بأیدینا. إن احترمت نفسھا فستحترم بذلك والدتھا والآخرین، فتعاملنا مع جذور المشكلة.
الأمور لیست بھذه البساطة، فھذه الأم قد لا تستطیع كبح نفسھا عن الشجار مع ابنتھا وعقابھا، فمن الصعب علیھا تجاھل ھذه السلوكیات (الأوراق) لمدة شھر او شھرین، حتى تتمكن من الوصول الى المشكلة (الجذور). یمیل الكثیرون إلى أخذ المسكنات على أخذ الدواء، فالمسكنات موجودة ومعروفة، سھلة وسریعة. ولكن الدواء یعني فحوصات، أشعة وتشخیص وذلك یتطلب وقتاً ومجھوداً، وھم یبحثون عن العصا السحریة.. تماماً كالورق والجذور، یقصون الورق ویستغربون.. لقد قصصته! كیف له أن ینمو مجدداً باللون البني؟
أولئك لا یریدون الحلول، ولا یریدون معرفة أساس المشكلة.. یریدون الحدیث عنھا.. التذمر.. التشكي.. فھم يواجهون مشكلة.