جودة النوم 

روان القناص
روان القناص
روان القناص

على الرغم من أننا تعلمنا أساسيات عمل جسد الإنسان في سنوات دراستنا الأولى، إلا أننا كثيراً ما نغفل عنها، أو لا نعطيها تلك الأهمية.. 
جودة نومك تؤثر بشكل كبير على يومك.. 
فجسدك لا يستطيع التركيز إن لم يحصل على كفايته من النوم.. وذلك سيؤثر على جودة دراستك، عملك، علاقاتك.. 
فما هي جودة نومك المعتادة؟ وما هي عدد ساعات نومك اليومية؟ 
تأتيني استشارات لأسباب مختلفة.. أنا لا أستطيع التحكم بغضبي مع الأبناء! لم أعد أستطيع التركيز في العمل! زوجتي تتذمر من إهمالي لها! 
نعود هنا إلى حياة الشخص اليومية.. فالأم التي لا تُجيد إدارة وقتها، تسهر يومياً ولا تأخذ كفايتها من النوم، من الطبيعي ألا تتمكن من التعامل مع مواقف أبنائها بهدوء وروية كامل اليوم.. فما هي إلا ساعات قليلة، وإجهاد جسدها سيظهر في تعاملها معهم، وينعكس على شعورها اتجاههم بأنهم حملٌ ثقيل متعب، وأنها أمٌ عصبية! 
الموظف الذي يرى أنه ليس بحاجة إلى النوم، وأن الحياة الاجتماعية أكثر متعة وأهمية.. يخرج يومياً بعد عمله للنادي، الأصدقاء والسينما.. يعود للمنزل في وقت متأخر لا يسمح له بالراحة والنوم سوى 6 ساعات يومياً. لا نتوقع أن يكون إنجازه وتركيزه في العمل على مستوى عالٍ.. وكيف ذلك وجسده لم يأخذ كفايته ليعمل كبقية البشر؟ 
أما الزوج الذي لا يقسم مهامه اليومية ما بين عمله وأبنائه من المسؤوليات الدورية.. فلا نتوقع أن يقدر على التركيز في علاقته الزوجية.
تذكر أنك لست بماكينة آلية، وأن جسدك بحاجة إلى النوم والغذاء، وأنه من واجبك الاهتمام به وبتوازنه.. وأن غير ذلك سيؤثر على حياتك اليومية! 
قد لا نستطيع زيادة الساعات في اليوم، ولكن بإمكاننا تعلم مهارات لأداء مهامنا اليومية بذكاء أكبر، لتقليل المجهود والوقت المبذول.. كما قد يفيدنا في الكثير من الأحيان التنازل عن المثالية، وتذكير أنفسنا بأننا كائنات بشرية لدينا طاقة ووقت محدودين، فما هي الأولوية؟ 
كما أن التفكير الزائد، القلق، والتوتر.. تؤثر كما تعلم على ساعات نومك وجودته، فهل حان الوقت لمواجهة هذه المشكلة والتعامل معها؟ بدلاً من محاولات تجاهلها الفاشلة، وإقناع نفسك بأنها أمور عادية؟
جودة نومك مسؤوليتك، ولن يحاول تحسينها أحد عنك، إن لم تبادر أنت بأخذ استشارات نفسية مع المختصين، وزيارة عيادات النوم في المستشفيات، أو تثقيف نفسك عن كيف تحسن من جودة نومك اليومية.