تعودنا أن ننظر إلى الألم بوصفه عقوبة أو كارثة أو بوابة من بوابة التشاؤم والسلبية، ولكن هذه نظرة محدودة، لأن الألم فيه رسائل كبيرة إذا أحسن الإنسان قراءة مضمونها.
في البداية يقول العرب:
المصائب محكُّ الرجال، ويقول أهل العرب: "من لا يتألم لا يتعلم"، ويقولون أيضاً: "المصائب لا تأتي فرادى" بمعني أن الآلام قد تأتي متزامنة ومتتابعة، لذلك على الإنسان أن يستعد ويتماسك.
الألم كتجربة إنسانية يتعلم منها، أو كما عبر أحدهم حين مر بتجربة أليمة فقال:
"التجربة التي آلمتني، هي التي علمتني".
وحتى تجعل الألم تجربة مثمرة، من الجيد أن نضعه في هذه الدوائر:
1- تفهم التجربة وتقبل الألم.
2- اعتبار الألم فرصة لتجديد الذات وبوابة للخروج من الواقع الذي تعيش فيه.
3- تحليل الألم وتتبع مصدره وفهم عناصره.
4- النظر إلى الألم وكأنه بطاقة صفراء للتنبيه في ملعب الحياة.
5- اجعل الألم تاريخياً لتوديع الحياة القديمة وبداية الحياة الجديدة.
6- اكتب قصة الألم، فالكتابة علاج وقد ألفت كتاباً كاملاً حول هذا الموضوع، وهو متوافر في المكتبات، والعلاج بالكتابة مصطلح عالمي يعرف بـ writing therapy.
7- احتسب الأجر في كل ألم يصيبك، وتذكر حديث رَسُولُ الله ﷺ: "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".
8- أحسن الظن بالله وتأكد أن كل شيء يحدث لمصلحتك، وتذكر أن الله عز وجل يريد بك اليسر والخير، لأن منعه عطاء وشدته رحمه، فهو يضرك لينفعك، لذا كن على يقين أن كل مصيبة واجهتك، تحمل في داخلها الخير والرحمة، واجعل شعارك قول الله تعالى: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".
في النهاية أقول:
الألم قد يكون نعمة إذا أحسنا قراءة مضمونه، وفهمنا عناصره، وحللنا قوائمه الايجابية.