ما أسوأ الشخص اللئيم، هذا الذي تعطيه؛ لتكتشف أنه متلون حسب المصلحة، يبدي الوجه المسالم الطيب عند الأخذ، ويتنكر وكأنه شخص آخر بعد انقضاء المصلحة، هذا الشخص، تستغرب من أي معدن يكون؟ واللئيم، في داخله شخص جبان، ويتصنع كل الأوجه ماعدا وجهه الحقيقي، وهو عند الحاجة تجده يتذلل ويتمسكن للحصول على مبتغاه، وفي لحظات، تجده شخصاً آخر وكأن الذاكرة غادرته، هؤلاء الأشخاص هم البثور السوداء في وجه الحياة.
تعطي وتتنازل وتتغافل على أمل أن يتغير، وتكتشف أن التغيير في السطح، وأن ما في الداخل يبقى، وما أصعب أنك تجد نفسك مضطراً للتعامل مع هذا اللئيم، وأنه جزء من الواقع الذي تعيشه، تعلمنا الحياة أن هناك أشياء لا بد أن تتقبلها كيفما كانت، وأن أفضل الطرق لاستيعابها، هي بعض التسامح، ومحاولة تفادي هؤلاء الأشخاص واستيعابهم في المساحات البسيطة.
الشخص اللئيم يعيش على الكذب والتناقض ما بين واقعه وخارجه، ويذهب للحد الأقصى في تقمص الآخر، كيفما تتطلب اللحظة؛ منطلقاً من مبدأ يتقنه تماماً وهو الانتهازية، وهو أمام ذوي النفوذ ضعيف ومستسلم، لكنه على من تحت إمرته أو يحتاجه؛ قاسٍ متعجرف، يا لقلوبهم المتحجرة! هم أشباه بشر.
هؤلاء في حسابات الحياة، العناصر الخاسرة، واللئيم بقدر ما تجده متماسكاً في خارجه، تكتشف أنه منهار وضعيف ومهزوم في داخله.
لا تقلق من وجودهم في حياتك؛ فليس كل شيء في حياتنا جميلاً، لكن قدرتنا على التصرف معهم وفهم أساليبهم، تمنحنا مناعة في التعامل معهم.
لا تسمح لمثل هؤلاء بأن يغيروا قناعاتك؛ فالأصل هو أنت بمبادئك وقيمك، وربما وجود مثل هؤلاء، اختبار لك في حياتك، ثق بأن ما تقدمه في حياتك سوف يعود لك بشكل أو بآخر، ولذلك ضع ثقتك بالله ولن تخيب، وتأكد أن الزيف عابر، وأن الحقيقة هي التي تسود في نهاية المطاف.
اليوم الثامن:
اللئيم حالة مؤقتة مهما طالت، مصيرها السقوط،
مثل الإنفلونزا العابرة، تتعبك، ولكنها أيام وتغادر.