أريد احترامك. أريد أن تشعر بكياني. من الصعب أن نعيش حياتنا والمسافات بيننا. الحياة تقوم على المشاركة والاحترام، والقضية ليست فرض رأي وإرضاء غرور. أصعب إحساس حينما تجد من تراهن عليه يضع السياج حوله، ويمارس حياته: أنا وفقط. عالمه مساحته الخاصة، وتفكيره محصور في شخصه. لن أطلب المشاعر فهي لا تطلب.
ولن أسألك العطاء فهو كالمطر يسكب خيره من دون انتظار. لكنني أطلب الاحترام فهو الذي يصنع الحد الأدنى من التعامل.. هو الذي يمنحنا الحوار والقدرة على التفاهم. ومتى ما مات الحوار فهو الختم الأخير على رحيل المشاعر. أستغرب كيف تتخذ قراراتك وكأن ليس للآخر وجوداً!.
كيف تسير في حياتك وكأنك شخص واحد؟ وتنسى أن هناك كياناً يعيش لك ومن أجلك. تمشي في عالمك وكأن بقية البشر مجرد أرقام. أي أنانية هذه التي تجعلك أنت وحدك الكون، وتجعل الآخرين فضاء وهامشاً يصبح ويمسي من أجل إرضائك. منطق يتناقض مع أبسط أبجديات العدالة.
لا تعتقد أنني حين أتجاهل وأواصل المشوار، يكون ذلك سذاجة أو هروباً، بل هو محاولة وأمل في إنقاذ حلم كبير، رسمته بكل فصوله وانتظرته بكل تفاصيله. حلم كان ومازال يصنع في حياتي صفحات التفاؤل واللهفة للمستقبل. لا تقتل الحلم.
الحياة قد تكون غير عادلة، ولكن الأصعب ألا نكون عادلين مع أنفسنا. يمكن لي أن أغادر وأسدل الستار، وأجعل كل ما حصل صفحة منزوعة من كتابي. لكنني أحاول أن أجعل تفاؤلي يهزم إحباطي، وأن أستعيد الشخص الذي حلمت، والإنسان الذي تخيلت، فالبوابة الحاسمة التي نقف عندها هي الاحترام، ومن خلاله وبإرادتنا يمكن أن نستعيد ما شوهته الأيام.
اليوم الثامن:
الاحترام هو الشبكة الأخيرة
لحماية العلاقة عند السقوط