كلما تأخَّرتُ في الكِتابة عن المرأة وقضاياها، وعرض أقوال الفلاسفة حولها وعنها، وفيها ولها؛ طالبني لفيفٌ من الأصدقاء بقوة الحُب و«الميانة»؛ أن أعود لهذا الحقل الأُنثوي وأحرث فيه؛ لأُخرج الجميل والأصيل، والنبيل والجليل منه.
وعندما شبَّهت المرأة بأوصافٍ فيها من الملاحة والطرافة الشيء الكثير؛ لم يبقَ أحد في طول البلاد وعرضها إلا وهاجمني، مع أنني لم أقُل إلا شيئاً يسيراً مما قاله الناس قبلي، فمثلاً يقول الفيلسوف «كلود باستور»: «المرأة هي الناقة التي تساعد الرجل على اجتياز صحراء الحياة». يا تُرى لو قال هذا القول «أحمد اليتيم»؛ ماذا ستقول عنه المتربِّصات من النساء؟!
ولعلَّ هذا القول ألطف كثيراً من رأي الأديب الساخر: «جورج برنارد شو»؛ حيثُ نزع اللُّطف والرقة من المرأة المتزوجة، وفي ذلك يقول: «تظل المرأة من الجنس اللطيف إلى أن تتزوج».
وقد سألتُ أحد أصحابي: لماذا لا تُقلع عن السجائر؟ وهو يعرف أنني كنت شيخاً سابقاً، وأُحرِّم التدخين حتَّى الآن، وقد تركتُ المشيخة، وما زلتُ مُصرًّا على التحريم. سألتُه هذا السؤال فقال: «يا أبا سفيان، اعلم –رحمك الله- أن السيجارة والمرأة قلبتا حياتي؛ فأنا لا أستطيع أن أعيش معهما ولا دونهما»!
أما من حيثُ أفكار المرأة، فأرى أنها تسير بسرعةٍ جنونية، يجب أن يتصدَّى لها نظام ساهر الرقابي، ولكن فيلسوفنا الكبير «أندريه موروا» يقول: «أفكار الرجل تسير بسرعة الطائرة، وأفكار المرأة تسير بسرعة القدمين».
وحتى لا نظلم المرأة؛ هناك مقولة للفيلسوف «بسمارك» يعترف فيها بفضل زوجته، حيث يقول: «إن امرأتي هي مَن جعلتني مَن أكون»، ولا ندري هل قال ذلك تحت تأثير الفرح والسعادة أو تحت تأثير النحس والبلادة؟!
في النهاية أقول: لا أروع ولا أبدع من ذلك العفاف الذي يتحلَّى به الرجل حين يتعامل مع النساء، وإن أردتم على ذلك دليلاً؛ فستجدونه لدى عالمنا وشيخنا «ابن سيرين» حين يقول: «إني لأرى المرأة في المنام، فأعلم أنها لا تحل لي، فأصرف بصري عنها».