هناك مفهومان عرفتهما في بداية حياتي، فكانا لي من أنفع وأنجح المفاهيم.
أولاً: مفهوم الوفرة، الذي يقول بأن هناك رزقاً وفيراً يكفي لكل البشر، وأن رزق أحمد، ليس على حساب رزق صديق أحمد، والموارد كثيرة في كل المجالات، وهذا يشير إليه القرآن كثيراً في عدة مواضع، منها:
قول الله جل وعز: (( وَمَا مِن دَآبَّةٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِى كِتَٰبٍۢ مُّبِينٍۢ )) وقوله: (( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ))، وكلما كان الإنسان يؤمن ويركز على عقلية الوفرة كان إلى الوفرة أقرب، وعلامات صاحب عقلية الوفرة كثيرة منها:
1- شخصية هادئة ومطمئنة ومتفائلة ومتصالح مع ذاته ومبادئه.
2- يفرح لنجاح الآخرين ويمدح إنجازاتهم.
3- يشارك الناس بتجاربه وخبراته ومعلوماته، بمعنى أنه شخص كريم في نشر المعرفة.
4- يرى الخير والنجاح في كل فرصة حتى لو أتت على شكل صعوبات وعقبات.
*شعاره اكسب ويكسب الآخرون.
ثانياً: مفهوم الندرة، وهو شعور الإنسان بأن كمية الموارد محدودة وأن الغلة لا تكفي، وهذا الشعور إذا ركز عليه الإنسان صار إلى الفقر والحسد والخوف أقرب..
ودليل الندرة يشير إليه قول الله جل وعز: (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ )) أما علامات صاحب عقلية الندرة فكثيرة منها:
1- عقلية قلقة ومتوترة وسلبية
2- يخاف من نجاح الآخرين، ولا يمدح إنجازاتهم.
3- يبحث عن جوانب النقص في أي تجربة ناجحة.
4- بخيل في خبراته ومعلوماته وفي كل معرفة يملكها.
5- لا يحب أن يعرف الناس كيف نجح وكيف أنجز.
*شعاره اكسب ويخسر الآخرون.
وفي النهاية أقول:
هذه عقلية الوفرة وتلك عقلية الندرة، وأنتم أصحاب الخيار فماذا تختارون بارك الله لي ولكم في أرزاقنا وعقولنا وأوقاتنا.