لا تجعل الحياة كلَّ همك. جميعنا عابرون في رحلة قصيرة. منْ يفهم ذلك يستمتع بالحياة أكثر، لأنه يتعامل معها ببساطة وقناعة أكثر. الشيء المهم الذي ننساه في زحمة أيامنا ومشاغلنا هو التوازن.
لو استطعنا أن نتوازن في حياتنا؛ لكانت كثير من الأشياء اختلفت، ولاستطعنا أن نسعد بلحظات أجمل. عمر أهدرناه في مسارات بعيدة وغايات مختلفة، نكتشف بعد ركض طويل أنها لا تستحق.
ننشغل بإيقاع سريع، وتصيبنا عدوى الرغبة في الحصول على الأكثر. يشغلنا ما لدى غيرنا، وننسى ما بين أيدينا. وفي زحمة الأحداث ننشغل عن القريبين منا. نتعامل معهم على أنهم أمر مضمون، فنظلمهم من دون أن نشعر. نصبح غرباء حتى على أنفسنا. نمسي مسكونين بالخوف من الغد، ومن كلمة لربما. ويذهب العمر في عجاج هذه المشاعر، يسلبنا الخوف متعة اللحظة، وخيالات الغد تحجب طمأنينة اليوم.
القدرة على التوازن هي صمام الأمان لحياة سعيدة. لو نستطيع أن نمتلك هذه البوصلة التي تحدد اتجاهاتنا بدقة، ونعطي لكل ذي حق حقه، لاستطعنا أن نتصالح مع الحياة، ونتقبل متغيراتها.
لماذا نربط النضوح بالعمر، وهل بالضرورة أن نخسر الأشواط الأولى؛ لكي ندرك قيمة الأشياء وأهميتها؟. ولماذا دائماً في الربع الساعة الأخيرة؟. العمر مجرد أرقام، والنضوج هو حالة نفسية وفكرية، متى ما توافرت للشخص استطاع أن يترجم ذلك إلى توازن في حياته وفكره وتوجهاته.
الاندفاع مخاطره كثيرة، وربما في لحظات، وتحت تأثير الحماسة نندفع للحدود القصوى، وأحيانًا نتخذ قرارات مصيرية. وبعد انتهاء فورة الحماسة، تتضح الأمور بأبعادها الثلاثة. وتأتي مرحلة المراجعات والتراجعات. ولذلك من المهم أن نلجم الاندفاع بميزة التوازن والحكمة.
لو استطعنا أن نضع التوازن كأسلوب لنا في حياتنا؛ لفتحنا صفحات جديدة عنوانها السعادة والطمأنينة والاستقرار..
اليوم الثامن:
أهم ميزة للتوازن كأسلوب حياة
أنه خط الدفاع للحماية من الندم