نهاية وهمية

محمد فهد الحارثي
لماذا تصر على الوصول للنقطة النهائية؟. لماذا تجعل من كل نقاش نهاية، ومن كل سؤال قضية؟. الحياة تصبح صعبة إذا حولناها إلى محاكمات، وتصيد الكلمات، وترقب الأخطاء. لماذا نحاصر أنفسنا في المساحات الضيقة، ولا ننظر إلى الفضاء الواسع والمدى البعيد؟. القواسم المشتركة أكثر، والمشاعر أقوى، ونحن ننظر إلى الجزء وننسى الكل. دائماً نظرنا يذهب للتبايانات، بينما التبايانات هي استثناء التوافقات. وبروزها لأنها الجزء المختلف هل نلغي ماضياً كبيراً ومستقبلاً واعداً من أجل هامش بسيط؟. قد نختلف وربما نعاند، ولكن ماذا ينفع إذا خسرنا ما بنيناه سوية، وحولنا هذا الكيان إلى محطة للذكريات نسترجعها من وقت لآخر؟. لاتعتمد على التنازلات. فنحن حينما نتنازل ونضحي فهو لحرصنا على الاستمرار، لكن حينما نتوقع دائماً التنازل من طرف وكأنه فرض واجب، فنحن نظلم الأشخاص الذين يحرصون علينا وكأننا نعاقبهم لمشاعرهم. من غير العدالة أن يكون هناك من يأخذ دائماً ويعتبره حقه الطبيعي، وكأن الآخرين مجرد أشباح. أحرص عليك، ولكن لاتجعلني أدفع ثمن مشاعري لك. فمن الممكن أن أصل معك للنهايات، ولكن ماذا بعد ذلك؟. وهل مشاعر الإنسان رخصية أن يضع نقطة، ويقلب الصفحة. والعمر كم فيه من صفحات. دعنا نجعل من أيامنا سعادة. ومن كل لحظة فرحاً وتفاؤلاً. المرونة والتفهم وصفة لعلاقات قوية ومستمرة. ونحن نملك اللحظة والمستقبل الذي ينتظرنا. فلنعش حياتنا بالاحترام والتفاهم، فالنهايات وهمية ووجودنا هو الحقيقة اليوم الثامن: من السهل اتخاذ القرارات لكن الصعب دفع ضريبتها