أزمة منتصف العمر!

عبد الله باجبير

تمرُّ سنوات الزواج بحلوها ومرها ولكن، وفي مرحلة عمريَّة معينة، قد تشعر المرأة بأنَّ العمر مرَّ بها وأنَّ الكثير من الأمنيات لم تتحقق، ولم يعد في العمر الوقت الكافي لتحقيقها، بالإضافة إلى الإحساس بضياع الحافز والهدف. إنَّها أزمة «منتصف العمر»، التي تصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتحدث نتيجة عدة تراكمات. بالنسبة للسيدات تبدأ بالإحساس بفقدان جزء مهم من الحياة؛ وهي فترة الشباب التي تلتها فترة الزواج ورعاية الأطفال والعناية بالمنزل والزوج.

ثم تحدث بعض التغيرات في المسؤوليات، مثل: رعاية الأب والأم المسنين، ما يجعل المرأة تشعر بضياع فترة مهمة من حياتها، ويبدأ كذلك حدوث بعض التغيرات الهرمونيَّة التي تزيد من بعض الأعراض الاكتئابيَّة والعصبيَّة، ويجعلها تشعر وتتساءل في الوقت نفسه: أين ذهبت سنوات العمر، وما هي إنجازاتي في الحياة؟ يطلق البعض على هذه الفترة «سن اليأس». إنَّ سن اليأس عند الرجل والمرأة ما هي إلا اختلاف في الهرمونات، ذلك أنَّ نقص هرمون الإستروجين عند المرأة وهرمون التيستوستيرون عند الرجل هو السبب الرئيس في وصول الاثنين إلى ما يعرف بسن اليأس، وهي المرحلة العمريَّة التي تتراجع فيها خصوبة الرجل والمرأة، وقدرتهما على الإنجاب، وهي ظاهرة طبيعيَّة، وهو اسم غير مسمى؛ لأنَّها ليست فترة يأس، بل فترة جديدة في الحياة بعيدًا عن تربية الأطفال، يمكن استغلالها في العمل والاستمتاع ببعض الهوايات والعلاقات الاجتماعيَّة. وللأسف فإنَّ كلمة سن اليأس كلمة ذكوريَّة تعطي الرجل بوابة أخرى للبحث عن الارتباط بعلاقات جديدة أو الزواج بأخرى.. وقد ترسخ هذا الاعتقاد الخاطئ في المجتمع عبر أجيال متلاحقة. ونحن نجد في «أوروبا» ودول أخرى أنَّ الفترة العمريَّة من 45 إلى 60 في السيدات هي فترة النضوج والعمل والإبداع، وتتقلد المرأة خلالها مناصب سياسيَّة واجتماعيَّة ومهنيَّة على عكس الفترة الأولى، التي تضحي خلالها بوقتها من أجل الأسرة والزواج والبناء. ولذا على حواء في تلك المرحلة أن تستمتع بحياتها الجديدة على كل المستويات، وتعتبرها فترة حصاد للجهد الذي بذل، سواء من أجل الأسرة أو الأبناء، فهي مرحلة تتخفف فيها من أعبائها.

 

أشياء أخرى:

«الرجل يريد أن يكون حبَّها الأول، وهي تريد أن تكون آخر حبيبة له»