الدِّراسات الحديثة أثبتت أن السعادة كالحبِّ؛ لا ترتبط بالجمال أو القبح. فهناك من تتمتع بجمال أخّاذ، لكنَّها لم تشعر بالسعادة الحقيقيَّة؛ لأنَّها لم تشعر بالحبِّ. فالدِّراسات أثبتت أنَّ صاحبات الجمال المتميز قد لا تتسم علاقاتهن العاطفيَّة بالاستقرار اللازم.
إحدى هذه الدِّراسات أجريت على فئة معيَّنة من اللاتي يقوم عملهن على مظهرهن الخارجي؛ مثل: الممثلات وعارضات الأزياء، تنتهي علاقتهن بالآخرين أسرع بكثير من العلاقات التي تقوم بين أصحاب المهن الأخرى.
عدد من عارضات الأزياء الجميلات كشفن عن المشاكل التي تواجههن مع أزواجهن. فالزوج يرى في هذا النوع من الزوجات لوحة فنيَّة غاية في الجمال، لكنَّه بعد فترة يشعر بالملل. فقد أصبحت اللوحة الجميلة شيئاً عادياً. فالزوج الذي اختار هذه الجميلة اعتمد في اختياره على المظهر الخارجي. فقد بهره الجمال من أول نظرة، لكنَّه لم يبحث عن الشخصيَّة التي يمكن أن تكون مختفية خلف هذا المظهر الجميل. وجميلات السينما أكثر عرضة لهذا الشعور بعدم الاستقرار؛ لأنهن يظهرن على الشاشة وتحت الأضواء التي تضيف إلى جمالهن بريقاً يخطف القلوب، لكن ماذا وراء هذه الأضواء.
«مارلين مونرو» مثلاً، فاتنة السينما الأميركيَّة، رغم جمالها وشهرتها، لم تعرف السعادة؛ لأنَّ الرجال كانوا ينظرون إلى جمالها، وليس إليها. كانوا يحبون جمالها ولا يحبونها. وتعذبت «مارلين مونرو» طويلاً، حتى أنهت حياتها. قد يكون ذلك شيئاً مدهشاً أن تتحول النعمة إلى نقمة. فلا تعرف الجميلة طريقها إلى السعادة. إنَّ الجميلة تحتاج إلى رجل يبحث عن شخصيتها، ولا يقف عند جمالها فقط، حتى يمكن أن تنعم بالسعادة.
إنَّه في النهاية الجمال الخارجي. وليس جمال الروح. فالسعادة تماماً كالحبِّ؛ لا ترتبط بالقبح أو الجمال
أشياء أخرى:
«الرجل يبكي على الذي ضاع منه... المرأة تبكي على الذي لم تحصل عليه».