عندما تمنحك الحياة فإنها تنتظر منك المقابل. يجب أن تبادر بمسؤوليتك تجاه الآخرين. كثيرون ينتظرون منا المساعدة والاهتمام، ونتجاهلهم، لظننا أننا لا نحتاجهم. النجاح لا ينحصر في ذات الشخص بل في تفاعله مع محيطه، في مساهمته في جعل العالم مكاناً أكثر قابلية للعيش. التقوقع في داخل الإنسان والانكفاء على الذات، يقودان إلى الإحباط وانعدام الشعور بالرضا ، مهما كانت الثروة أو النفوذ. مشاركة الآخرين والاهتمام بهم ومدّ الجسور للتواصل مع الآخر هي البوابة التي تقود إلى السعادة والتوازن الداخلي.
العطاء يرسم أجمل معاني الحياة،يفتح آفاقاً لم نعرفها من قبل، بل يكشف مساحات في داخلنا لم نكتشفها سابقاً. أقصى لحظات الاندماج مع الذات هي لحظة العطاء. ويدرك كثيرون هذه الحقيقة في فترات متأخرة، لذلك تجد مشاهير وأثرياء يقررون في لحظة أن يتبرعوا بثرواتهم لأعمال الخير. إنها بالنسبة لهم لحظة الحقيقة.
التواصل مع الآخرين وسيلة فعّالة لصنع مجتمع حضاري. وهناك من يمارس العمل الخيري من المشاهير من أجل جذب الأضواء، لكن هناك شريحة أخرى تمارس هذا العمل من خلال إحساسها بمسؤوليتها تجاه الآخرين. ومن الملامح الجميلة في المجتمعات العربية ما رأيناه من شابات وشباب مدينة جدة الذين تفاعلوا مع المتضررين من كارثة السيول، واستنفروا جهودهم من أجل مساعدتهم.
الاهتمام والإحساس بالآخرين ملمح يكشف رقي مشاعر الإنسان ومعدنه. فالحياة تصبح جافة ومملّة إذا كانت سمتها الأنانية. حب الأنا يمهد الطريق لمشاعر الإحباط والكآبة، ويغيب عن كثيرين أن الحلول سهلة وبسيطة. فقط حاول أن تشعر بالآخر، وتساعده بالطريقة والوسيلة التي تستطيع.
لماذا يعقّد البعض معاني السعادة وشروطها؟ كن نفسك واهتم بالآخرين وتعلّم فن العطاء.
اليوم الثامن:
العطاء ليس لحظة انفعال وقرار
... بل هو ممارسة وأسلوب حياة.