النقطة الفاصلة

محمد فهد الحارثي
هكذا تضع النقطة الفاصلة، وتقول: لنقلب الصفحة. ومتى كانت المشاعر صفحات في كتاب نقلبها متى شئنا، ونعود إليها متى أردنا؟ تقول: إنها تجربة وانتهت. وهل البشر والمشاعر حقل تجارب؟. هل المشاعر رخيصة لتصبح عبارة عن تجربة ضمن سلسلة تجارب؟. تقرر أننا وصلنا إلى نقطة الافتراق. ألم تفكر في ذلك حينما قررت أن نبدأ في نقطة الانطلاق، أم أنها كانت فقط مجرد صفحة في كتاب؟. تجرحني التناقضات وحجم التباينات. هل كانت المشاعر كذبة؟.. هل كان الملاك الذي عرفته في البداية شيطاناً متنكراً؟. أستعيد الذكريات، أجمل كلمات الحب، وأقصى مشاعر اللهفة. صور ما زالت تفرض نفسها على الذاكرة. لم أكن أهتم بتعقيدات الحياة. أنت وفقط. وكل ماعدا ذلك مجرد تفاصيل لاتهم. راهنت عليك بكل ما لديَ. وضعتك أنت أولاً، وقبل كل شيء. جعلتك خارج المقارنات. استثناء لا يقبل الإلغاء. يا للسذاجة. حينما كان يقال لي، ليكن هناك خط رجعة، على الأقل لضمان المتغيرات. كنت أستغرب.. لماذا؟. هل يمكن أن تشرق الشمس من الغرب، هل يمكن أن تغادر السماء زرقتها، والطفولة براءتها؟ لم أترك أي مجال للاحتمالات. نعم، بعض المراهنات قاسية، حينما تذهب إلى الحد الأقصى. كلمة واحدة منك كانت تجعل الكون يرتدي أجمل ألوانه، تمنحني الفرح، وتزرع في داخلي التفاؤل. ونظرة غامضة منك، كانت تقلقني. تجعلني أعيد حساباتي طوال الليل، وأراجع تصرفاتي كتلميذ مرتبك. لعلني أخطأت التعبير أو التصرف. كنت أنت لي محور الكون، بل كل الكون. كنت عالمي الذي ينسج مسار طريقي في الحياة. وبعد كل هذه المشاعر. تغادر. وهل كل ما مضى كان وهماً؟، نقشاً عابراً على سطح ماء؟ هل يمكن أن يكون هناك جحود إلى هذه الدرجة؟. وهل تكون المشاعر الإنسانية مجرد وسيلة؟ لن أناقش معك التفاصيل. ربما تكون وضعت النقطة الفاصلة، ولكني سوف ألغي الكتاب بكامله. علمتني الحياة حينما يغلق باب واحد تفتح عدة أبواب، وميزة الأمل أنه يزرع بذور البدايات، ويفتح المجال لضوء السعادة. اليوم الثامن: أصعب أنواع العلاقات التي في نقطة المنتصف فلا هي التي اكتملت لتعيش ولا هي التي رحلت ليفتح باب الأمل من جديد