سقوط القناع

محمد فهد الحارثي
ما أصعب أن تسقط المراهنات. ما أقسى حينما نكتشف أن من وضعنا أملنا فيهم وغيرنا حساباتنا من أجلهم، واعتبرناهم الرهان المضمون، لم يكونوا الأشخاص الذين اعتقدناهم، بل في الحقيقة الذين تخيلناهم. صنفت الأشياء وفق خيارين: واحد من دونك وهذا لا يهم، وآخر معك، ومن أجله تتغير الأشياء. يا لسذاجة المرحلة. في وقت اندفاعاتنا لا نسمع إلا ما تقوله لنا مشاعرنا، ولا نرى إلا ما نتخيله أمامنا. يصبح كل شيء فينا مبرمجاً. موجة واحدة هي التي تحدد مساراتنا. كلمة واحدة هي التي تختطف مشاعرنا. كيف يقابل الوفاء بالجفاء¿ حسبتك مينائي الأخير، وجعلتني موجة عابرة. وضعتك نبض الحياة، وتركتني مهملة في أحد زوايا الذاكرة. هل كنت مرحلة في حياتك، هل كنت مجرد جسر للعبور تصل من خلاله إلى طموحاتك وعالمك وأحلامك التي لا تنتهي. الأنانية لا تنحصر في العلاقات العاطفية، بل هي داء موجود عند أفراد في كل مجتمع، وحتى وفي كل وأسرة، ينتهزون الفرص، ويحللون لأنفسهم كل شيء من أجل الوصول إلى غاياتهم. يعميهم جشعهم ورغباتهم الجامحة عن رؤية الحقائق البسيطة. العلاقات الإنسانية تعاني صعوبة في أجواء تتلاشى فيها المشاعر. إنه ركض بعيد وغامض في مسارات تقود إلى نهايات ناقصة وربما محبطة. لماذا نعتقد أن الآخر هو الأفضل، وأن ما بين أيدينا لا يستحق العناء؟ نرمي بنظرنا للأشياء البعيدة، لأنه تحد جديد نضيفه إلى رصيدنا. أستغرب كيف يغادر الإنسان النهر ليبحث عن وديان في صحراء قاحلة. حينما تتحول الحياة إلى رصيد رقمي، سواء ßÇä بنكياً في حسابات، أو إنسانياً في علاقات، تفقد الحياة معناها الحقيقي. المرارة أننا نكتشف ذلك بعد المرور في حقول التجربة. لن أنظر إليها كنهاية، هي صفحة وطويتها. سوف أعتبرها تمهيداً لبداية، أقرر فيها خياراتي، وأحدد فيها مساراتي. الحياة تكون جميلة متى ما قررنا ذلك. اليوم الثامن: غريب أمر هذا العالم! من يسرق دولاراً مجرم يستحق العقوبة.. ومن يسرق المشاعر بطل ذو شخصية ساحرة