أفكارنا ربما تكون أكبر أعدائنا. عندما نضع أنفسنا في مكان القاضي والادعاء، ونصدر الأحكام. نعتقد دائماً أننا نحن الصح، والآخرين خطأ، حينما نكمل الجزء المفقود بخيالنا، وليس ما يقوله الواقع. كم خسرنا أشياءَ كثيرة في حياتنا؛ لأننا سبقنا الحدث بالحكم، ورفضنا حتى الاستئناف.
ماضينا وتجاربنا تصوغ أفكارنا وترسم تصوراتنا. حينما نكون حساسين ومتحفزين لاصطياد الأخطاء، أو ما يبدو أنها أخطاء، نحرم أنفسنا من متعة الحوار الحقيقي والعلاقات السليمة. كل كلمة تحتمل تفسيرين وربما أكثر، لماذا نحصر تفكيرنا في السلبي ولا نعطي مساحة للاحتمالات. العمر أقصر من أن نضيعه في حروب هلامية وتصفية حسابات وهمية.
كم من خلافات تنشأ، وتباعد يحصل، نتيجة تفسيرات لكلمات لم تقصد، أو تصرفات لم تحسب. نكتشف ربما متأخراً أننا استعجلنا فهمها، وأننا ظلمنا أنفسنا، كما أننا ظلمنا غيرنا بسبب فهمنا الخاطئ. إعطاء المبررات للطرف الثاني يريحنا قبل أن يريح الآخرين.
الكلمة أبسط مجهود، ولكنها أخطر سلاح. حينما تمنح السعادة لشخص آخر حتى لو بكلمة؛ فأنت توجِد هدفاً لحياتك. تشعر بالرضا عن ذاتك. والكبار دائماً يتجاوزون الصغائر ويتسامحون؛ لأنهم يمتلكون الثقة في أنفسهم. أكثر الناس قدرة على التسامح هم الواثقون في أنفسهم.
هناك أشخاص ربما يتعمدون الإساءة. ويقصدون التجريح. وليكن، فهناك ضريبة موجودة في الحياة. نجاحنا لا يعتمد على قدرتنا في الرد على الإساءة، فهذا أي شخص يستطيع عمله، لكن الفرق حينما تستطيع برقيّك وتسامحك أن تحول هذا الشخص إلى إنسان إيجابي، يتأثر بك فيصبح أسلوبه للخير وكلماته للطِّيبة. هذا التحدي يقدر عليه الأشخاص الراقون في داخلهم، الطيبون في معادنهم
اليوم الثامن:
..لماذا تختطفنا محاذيرنا
بدلاً من أن يقودنا تفاؤلنا؟