مرات كثيرة أتخيل أن "أمرو القيس"، و"عنترة العبسي"، أو"مجنون ليلى"، قد بعثوا إلى الدنيا مرة أخرى، وجلسوا إلينا واستمعوا إلى كلماتنا، هل ياترى سيفهمون ما نقول، أم أنهم يعتقدون أننا نتحدث لغة تسمى "العرزليجي"، وهي لغة مشكّلة من عامية العرب وعامية الإنجليز.
تخيلوا عبلة الحالية تقول لعنترة الجاهلي: (واو - منو حلو - كيوت - بيبي - شوقر دادي - مرة واو - مرة نايس –
kiss me - I miss you - لقيت منك مس كول - لو سمحت أعطيني سنابك - أرسلك مسج).
أما أمرؤ القيس، وبما أنه رجل شرير، فيجلس مع أحفاده ويسمع منهم كلمات مثل: (اسحب عليه - مع نفسك - أعملك بلوك - أفقع وجهك - أطقطق عليك - تسوق أمها - يا نصاب - بدري عليك - يا أبويه طنش - غثاء السوشيال ميديا - مشاهير الفلس - هاشتاق - ترند - أعطيني ايميلك".
أما شاعرنا مجنون ليلى العاشق المعاصر سنقول له: (الفديو كليب مره حلو - هابي فلنتاين دي - هابي بيرث دي - عطه جوه - جوك يعجبني - صورة البايو مره نايس - يلا نطلع لايف - خميسنا فلة - خميس ومالي خلق أزعل - لا زم نتقابل هذا الويكند).
في النهاية أقول:
مساكين أجدادنا أهل التراث من أمرؤ القيس وعنترة ومجنون ليلى، لو جاؤوا إلينا واستمعوا لكلامنا هل يستطيعون فك رموز لغتنا؟
إنهم قطعاً لن يستطيعوا فك هذه الطلاسم، ولكنني أجزم لكم بأنني لو رأيتهم في المنام، تعهدت بأن أكون معهم المرافق الذي يترجم لهم الكلمات وما وراء الكلمات..!