إنّ تعدد الثقافات والجنسيات في دولة الإمارات أمر مهمٌّ جداً، حيث أنّها ترغب دائماً بزيادة التّفاعل فيما بينها، ما يؤدّي إلى تبادل العادات والثّقافات على نطاق واسع، ولعلّ أبرز ما يميّز دولة الإمارات أنَّ الشّخصيّة الإماراتيّة شخصيّة طيّبة النّفس، كريمة الرّوح، سمحة المعشر، محبّة للنّاس، وسبّاقة للتّجربة، وأكبر مثال على ذلك أنّه خلال أزمة كوفيد 19 كانت أولى السبّاقين في كل الميادين الصّحّيّة، وطرحت اللّقاح لكافّة شرائح المجتمع، ولم تفرّق بين مواطنٍ ومقيم، فجميعهم سواسية لديها، ما يدلّ على رقيّها ورفعتها، وأنّها منبع التّعايش والتّسامح والتّفهّم لكلّ شرائح المجتمع.
لقد سطّر ولاة الأمر التّاريخ باحترام الغير، واحترام الإنسانية جمعاء، ما يسهم برفع قيمة الإنسان الإماراتيّ بحدّ ذاته، وجعله فخوراً بنفسه وبلده.
وأنا - كمواطنة إماراتية - سعادتي كبيرة، فقد شهدت دولة الإمارات (مواطنين ومقيمين) عام 2020 استقراراً ملحوظاً، كان يطمح له سموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فغدت الإمارات عنواناً للاستقرار والتّحاور، ومركزاً للعطاء، فالجميع متكاتفون يداً واحدة، أفراحاً وأتراحاً وفي كلّ المناسبات، فمع اختلاف الثّقافات والأديان والأعراف نجد المولات مثلاً مكتظّة بالأشخاص المتفاعلين فيما بينهم، من دون تمييز أحدهم للآخر، وهذا إن دلّ فإنّما يدلّ على درجة الوعي والرّقي الذي وصل إليه هؤلاء، فالتّعايش والتّأقلم مع الآخرين ليس بالقول فقط، إنّما قولاً وفعلاً، فلا يشعر المغترب بغربته، بل يشعر بأنّه وسط أهله وأحبابه، وهذا هو المقصود بالتأقلم مع الثّقافات المختلفة في دولة كانت سبّاقة لذلك، فتحيّة كبيرة للإمارات بلد العالم جميعاً، ومقرّ الثّقافات كلها.