علاقة المدير مع موظفيه، والمرؤوس مع مرؤوسيه يجب أن تكون علاقة ودٍّ وتواضع، يقول الرّسول الكريم في الحديث: (من تواضع لله رفعه الله)، أي أنّ هناك علاقة طرديّة بين التّواضع والرّفعة، فكلّما تواضع الإنسان رفع الله قدره، وكذلك نجدها علاقة عكسيّة، أي كلّما ارتقى الإنسان وارتفعت مكانته زادَ تواضعاً، فنرى بعض المدراء يبنون حاجزاً غليظاً بينهم وبين موظّفيهم، فيتعالون عليهم، لا يشاركونهم القهوة أو الأكل، ولا يتلفّظون بعبارات الشّكر والثّناء على عملهم بذريعةِ أنّهم يحافظون بذلك على مكانتهم بينهم، ما يجعلهم متردّدين بطلب رأي موظّفيهم أو مساعدتهم لهم، فيتربّع المدير على كرسيّه في بُرجِه الخاصّ معزولاً عنهم، يبخَلُ في مدحهم والإطراء والإعجاب بعملهم، ما يرفع الأنا لديه إلى أعلى درجاتها، مُشكِّلةً نظرة دونيّة له من قبل موظّفيه، ذلك أنّ الإنسان كلّما تعالى على الآخرين انخفض قدره عندهم، وبالتّالي نزل قدره عند الله، فمن جبَرَ خواطرَ النّاس جبَرَ الله قلبه، ومن تواضع لله رفعه.
جميع البشر من خلق الله تعالى، لا فرق لأحدهم على الآخر لا بالطّبقات الاجتماعية أو المال ولا بالجمال أو المنصب أو العلم، فلماذا التكبّر والتّعالي.
وهنا وَجب تنويه الإنسان إلى أنْ يتّقي الله في خلقه، فكلكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته، وَلْيَعِشْ حياته ويكبَر مانحاً مساحة جيّدة لغيره، متمتّعاً بالأنا خاصّته.
نصيحة لك أيّها الإنسان لا تخفْ على منصبك وكرسيّك الّذي تتمسّك به، فقد شبّه البعض هذا الكرسيَّ بكرسيّ الحلّاق، يتناوب عليه النّاس في القدوم والرّواح، ولا نراهُ قد دامَ لأحد، فلنجمّل حياتنا بالحبّ والتّواضع؛ حتَّى نبنيَ لأنفسنا مكاناً في قلوب الجميع.