أيتها القارئة المبدعة، أنا لا أعرفكِ، ولكن أعرف أن الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، لذلك أقول وأنا مرتاح بأنك شخصية مبدعة لا حدود لإبداعك، وملهمة، حتى وإن كنت تجهلين مناطق الإلهام التي في داخلك، وتأكدي أن هناك حزمة من المهارات والمواهب والقدرات والإمكانات التي تنتظر منك الضوء الأخضر من أجل المرور ورؤية النور، إنك تعرفين المواهب التي اكتشفتها عبر رحلتك الزمنية، ولكن هل هذا كل ما عندك؟
بالتأكيد لا..!
لأن مواهب الإنسان ومهاراته مدفونة في داخله، وهناك من استطاع أن يستخرجها بنفسه، أو استخرجها له الآخرون، وهناك صنف ثالث وهم الذين لم يكتشفوا ما في دواخلهم من مواهب وخبرات وتجارب وإمكانات، وحتى تصلي إلى المواهب المدفونة عليك مصادقة الورقة والقلم وامتطاء "دابة" الكتابة.
نعم، اكتبي ثم اكتبي، ثم اكتبي.. اكتبي لتخرجي أفكارك وآراءك وانفعالاتك.. اكتبي حتى تسحبي الأفكار من أذنيها وتأتي إليك طائعة راضية مرضية، اكتبي حين تشعرين بالتعب.. واكتبي حين تحسين بالأمل والإلهام.. واكتبي حين تواجهين التحديات.. واكتبي حين تضعفك الانكسارات.. واكتبي حين تكونين غاضبة، وحين تكونين راضية وحين تكونين باكية وحين تكونين شاكية.
نعم، اكتبي حين تشعرين بالذنب وحين تتجادلين مع صديقة العمر، اكتبي بصوت مرتفع أو منخفض فلا فرق في ذلك طالما أن كل الطرق تؤدي إلى الكتابة..!
نعم، اكتبي لتصفي الذهن، واكتبي لتسحبي المياه من بئر التوتر والقلق الذي في داخلك، اكتبي حتى تجهزي المكان وتفسحي المجال بقطرات الإلهام، حتى تمطر على ورقتك البيضاء، اكتبي لتعرفي نفسك وتعرفي الفضاء الذي تعيشين فيه، فالكتابة هي الحاسة السادسة التي نرى فيها صورتنا على الورق.
في النهاية أقول:
يا أيتها الفتيات المبدعات، اقتربن من القلم وحاورن الأوراق، فهي المعين والرفيق والحبيب والصديق، ومن أرادت المزيد فعليها أن تقرأ كتابي الذي خصصته لهذا الغرض، ويحمل عنوان "الكتابة العلاجية".