جميعنا نعيش في مجتمعٍ شرقيّ، يتمتّع فيه كلّ من الرّجل والمرأة بمكانة معيّنة، ولكن لاتزال هناك بعض العادات المسيطرة على بعض الشّعوب، كالتّمييز بين الرّجل والمرأة في أمور عدّة، وأنّ ما يحقّ للرّجل لا يحقّ للمرأة، بحجّة أنّ الرّجل لا يعيبه شيء، فكثير من المجتمعات تسيطر عليها هذه الأفكار، على الرغم من أنّ الدّين الإسلاميّ كرّم المرأة ورفع شأنها عالياً.
إنّ دولة الامارات العربيّة تعيش توازناً بين الجنسين، وتحرص على ذلك، فبعد دراسة حثيثة اكتشفتُ أنّ جميع الأديان السّماويّة منحت المرأة مكانةً مرموقة؛ لأنّها أساس الأسرة ونواة الوطن، فهي حجر الأساس، وعليها الاعتماد الأكبر، تحمل تسعة أشهر وتلد وتربّي وتعتني بصغارها حتى يكبروا، لذا نجدها تحمل على عاتقها مسؤوليّة جمّة وضعها الله بين يديها الصّغيرتين.
ومن هنا يأتي دور الرّجل بالحفاظ على هذا الكائن اللّطيف، والمقصود بالرّجل كلّ من الأب والأخ والابن والزّوج، حيث يقوم بإعالتها؛ لأنّه قوّام عليها (الرّجال قوّامون على النساء)، فالكثير قد يفهم أنّ كلمة (قوّام) تعني السّيطرة والتّسلّط، إلّا أنّ هذا غير صحيح، فقوّام تعني العائل والمنفق والدّاعم للمرأة، وطالما كرّمها الله عزّ وجلّ وأعلى شأنها لماذا يأتي البعض ويحطّ من قدرها ومكانتها، ولا يسمح لها بممارسة أمور معيّنة في حين يقوم بها الرّجل بكلّ يسر وسهولة، ما يدفعنا لأن نعزو ذلك للتطرّف الدّينيّ على مرّ العصور، فأصبح مفهوم القوّام أنّه يحقّ للرّجل ولا يحقّ للأنثى، وأنّ مكانها المنزل فقط، وحريتها محدودة، ما أدّى لسيطرة الرّجال على النّساء، ومن هذه النقطة وَجَب على المرأة أن تعرف وتدرك حقوقها وواجباتها حقّ المعرفة.
كما أنّنا لا ننسى فضلَ دولة الإمارات، فقد منحت المرأة دوراً كبيراً وأعطتها مساحة كبيرة من الحريّة جعلت كُلّاً من الأب والأخ والابن والزّوج فخوراً بها، لذا ينبغي على كلّ أنثى أن تعطي نفسها قدراً من الحريّة المعتدلة، وليس الحريّة المطلقة الخارجة عن الآداب، من خلال إسعاد نفسها بنفسها، وتبوّء المكانة المجتمعيّة والعلميّة والثّقافيّة التي تطمح إليها، مع الأخذ بعين الاعتبار مكانة الرّجل في حياتها، وأنّه السّند الذّي تُلقي بهمومها عليه، فالرّجل والمرأة كلٌّ متكامل ومن غير الأوّل لن يكون الثّاني، ولا غنى لأحدهما عن الآخر، كما أنّ المساواة والعدل في التّعامل بينهما دليلُ رقيّ الشّعوب وتطوّرها.