في أكثر الدورات والحوارات أجد أن الناس يبحثون عن المعوقات، إذا طرحت عليهم أي فكر، إنهم لا يفكرون ويركزون على النجاح، بل يبحثون عن المعلومات ويحاولون أن يقنعوا أنفسهم بها.
فمثلاً، لو قلت له: هيا نمشي. قال: "الدنيا حر"، أو "ليس لدي وقت"
وإذا قلت له: نظم وقتك.
قال: لا أستطيع، أو وقتي ليس ملكي.
وكل هذه الأعذار هي معوقات، وشكل من أشكال البرمجة التي يتعود عليها الإنسان، لقد كنت في يوم من الأيام من أصحاب هذه العقليات التي تبرمجت على البحث عن المعوقات، حتى أتهرب من التنفيذ، أو أجد مخرجاً لنفسي الكسولة.
نعم، كنت واحداً من هؤلاء، حتى جلست ذات يوم مع صديقي النبيل "تركي الشبانة"، قبل عشر سنوات في لندن، وكان يحاول إقناعي بتقديم برنامج "الميدان"، وبالفعل نجحت الفكرة، وقدمنا منه ستين حلقة.
في تلك الجلسة تغيرت حياتي، فقد كان الأستاذ تركي يقنعني، وأنا مبرمج على صناعة "المعوقات"، وبعد ساعة من الجدل نهرني "تركي" نهرة غيرت مسار حياتي، وقال: أحمد، أرجو إذا طلبت منك شيئاً لا تفكر بالمعوقات والفشل والسلبيات، بل فكر بالنجاح، وصب كل تركيزك على تنفيذ الفكرة وإنجاحها.
يا لها من جملة..!
نعم، لقد ذهبت إلى الفندق ذلك المساء وبدأت أقرأ حول التفكير في النجاح والتركيز عليه، قرأت لمدة ثلاث ساعات، وبعدها وجدت عبارة قالها السيد "جون رايسلي"، مؤسس كلير ووتر فاين فودز - شركة الأطعمة البحرية- المشهورة في أمريكا، يقول فيها: "عندما أريد صفقة لا أفكر في أي شيء سوى كيفية إتمامها، أصحو في الليل لاستخدام الحمام وأنا أفكر في الصفقة، وأكون شديد التركيز على الإتمام والنجاح".
في النهاية أقول:
نعم يا قوم، إن التركيز على النجاح يجلب النجاح، والتركيز على الإيجابيات يجذب المزيد من الإيجابيات، والطيور التفاؤلية على أشكالها تقع.