من يراقب المفردات والجمل التي يطلقها بعض الناس، يدرك الخلل الكبير بين ما يتلفظون به وما يريدونه، فهم مثلاً يبحثون عن أصدقاء ولكنهم في الوقت ذاته يصرحون بأن زمن الصداقة انتهى!
وهم يبحثون عن الحظ الحسن، ولكن إذا تكلموا عن حظوظهم وصفوها بالسيئة!
أكثر من ذلك هم يركضون خلف المال، وإذا تحدثوا عن المال وصفوه بأسوأ الأوصاف!
ثم هم يبحثون عن منزل يؤويهم ويلم شتاتهم، ولكنهم في المجالس يقولون: "الإيجار دم فاسد"!
إن هذه التداخلات بين طلب الأشياء ونظرة الناس إليها، جعلتني أكتب ناصيةً حملتها "الشيخة" (مواقع التواصل الاجتماعي) إلى كل الدنيا، أقول فيها:
هل يمكن أن يأتي إلينا المال ونحن نرسل ذبذبات تقول: "المال وسخ دنيا"؟!
هل يمكن أن يحبًّنا الناس ويتواصلون معنا ونحن نرسل ذبذبات تقول: "الناس ما فيها خير"؟!
هل يمكن أن تنجح علاقاتُنا مع أصدقائنا ونحن نرسل ذبذبات تقول: "معاد فيه صداقة في هذا الزمان"؟!
والأصدقاء لا يتصلون إلا وقت الحاجة!
هل يمكن أن تقدرك زوجتك، وأنت ترسل إليها ذبذبات تحمل اسم: "أم المعارك" و "وزارة الداخلية" و "أم أربع وأربعين رجل"؟!
وهل يمكن أن يحترمك زوجك وأنت ترسلين له ذبذبات تحمل اسم "الخروف"؟!
وهل يمكن أن تضحك لنا الدنيا، ونحن نرسل ذبذبات تحمل اسم "الدنيا غدارة" و"الدنيا ما فيها خير" و"الدنيا ملعونة"؟!
يا قوم، إن المال والدنيا والأصدقاء والأزواج والزوجات والناس.. كل هؤلاء ضيوف عندنا.. والضيف الذي نشتمه سيهرب منا ويرحل، إلى من يحبه ويحترمه ويكرمه.
في النهاية أقول:
إنني أحب المال وهو كما وصفه القرآن زينة، وأتمتع بالحياة وأجد الجمال مع أكثر الأصدقاء، وهذه الذبذبات التي أرسلتها إلى الدنيا أعيدت إليّ حاملة كل شيء جميل أطمح إليه.
وهكذا قانون الحياة.. "ما تقدمه يعود إليك".