هل الإنسان يسعى في هذه الحياة من أجل العطاء والإنتاج، أم أنه يسخر وقته لخدمة جسده من أجل تعديل "المود والمزاج"؟
تأملوا الحالة الآتية:
تستيقظ الفتاة في الصباح، أو يستيقظ الفتى في الصباح، فيذهب إلى دورة المياه قائلاً: "أريد أن آخذ حماماً بارداً حتى أجدد نشاطي"، وبعد هذا التجديد ماذا يحدث؟
يتجه هذا المستيقظ، أو هذه المستيقظة، ويشتري كوباً من القهوة غالي الثمن من أجل تعديل المزاج قائلاً: "هذه القهوة من أجل تعديل المزاج"، ماذا يحدث بعد ذلك؟
يشتري قطعة من الكيك أو الشوكولاتة قائلاً: "هذه القطعة من أجل تجديد الطاقة والحيوية"، ماذا يحدث بعد ذلك؟
يشتري كوباً من الشاي الفاخر قائلاً: "هذا الشاي هو الذي ينعشني"، وماذا يحدث بعد ذلك؟
يسمع موسيقى هادئة قائلاً: "هذه الموسيقى هي التي تعدل الرأس".
يتواصل هذا المسلسل في بياض اليوم، وأقصد به في بدايته، ولكن؛ ماذا يحدث إذا حل المساء، إن هذه الفتاة أو هذا الفتى يبدأ رحلة جديدة ففي العصر يشتري هذا المستيقظ كوباً كبيراً من اللاتيه قائلاً: "هذا اللاتيه هو الذي يضبط مودي"...
أما إذا أذن المغرب فإن هذا الفتى المستيقظ يذهب إلى المقهى قائلاً: "هذا المقهى يجعلني أغير جو."..
وبعد العشاء يذهب هذا المستيقظ إلى الاستراحة ويزور أصدقاءه بشكل يومي قائلاً: "أذهب إلى الاستراحة كل يوم حتى أوسع صدري".
وبعد أن يعود من الاستراحة يذهب إلى غرفته لينام، وقبلها يضع أغنية للفنانة فيروز قائلاً: "الموسيقى الفيروزية تنقلني من صخب الحياة الروتينية إلى عوالم الفن والموسيقى الإبداعية".
في النهاية أقول :
دعوني أطرح هنا بعض الأسئلة:
أولاً: هل الإنسان في هذه الحياة يسعى إلى البناء والإنتاج، أو يركض لكي يعمر المزاج؟
ثانياً: هل هذا الشخص الذي سعى إلى تعمير مزاجه، أعطى من الإنتاج قدراً كبيراً يوازي ما صرفه في بناء المزاج؟
ثالثاً: وهو الأهم، هل أولئك الذين يسعون لتعمير أمزجتهم هم من يتحكمون فيها، أم أن أمزجتهم مع الأسف، هي التي تتحكم بهم؟
رابعاً: لماذا لا نسعى ونتدرب على الجمع بين قوة الإنتاج واعتدال المزاج؟