لماذا سمي مهرجان شتاء طنطورة بهذا الاسم؟ يتساءل الكثيرون عن معنى الطنطورة ولماذا سمي المهرجان باسمها؟ وما الأهمية التي تتعدا كونها اسماً للمهرجان في إرث وتاريخ قاطني مدينة العلا عبر التاريخ؟ فعادة عندما نطلق اسماً على شيء ما؛ يكون هذا الأمر اعلاناً منا برسالة خلف هذا الاسم وما يحمله من معاني مهمة ورسائل يجب للمتلقي البحث عنها حتى يكتشف ما وراء الاسم.
تابعي ايضاً: سقطت من سيارة الإسعاف ولم يشعر بها أحد!!
طبيعة العلا
لطالما كان قاطنو شبه الجزيرة العربية يبحثون عن الكلأ والماء، وما أن وجدوه حتى استقروا عنده، هذا ما جعل من العلا مهبطاً للعديد من الممالك والحضارات التي تعاقبت عليها، فبفضل طبيعتها الخصبة ووفرة مياهها واشتغال أهلها بالزراعة، كانت حاضرة كلاً من: ديدان، ولحيان، ومعين، والأنباط، وهذا ما جعلها تزخر بالآثار المتنوعة التي تعود إلى كل دولة، في تاريخ يمتد إلى القرن السادس قبل الميلاد، ولأن أهلها منذ القدم كانوا يعملون بالزراعة فلقد استوجب عليهم أن يجدوا طرقاً تساعدهم في تطوير مصدر رزقهم وعيشهم الأساسي.
ابتكار الطنطورة
لانعرف على وجه التحديد إلى أي تاريخ يرجع بناء حاسبة الزراعة "الطنطورة"، ولكن قال لنا العديد من سكان أهل العلا، بأن الطنطورة تتشابه فيما بينها وبين الطنطورة الموجودة في مدينة حيفا، حيث كان أهلها أيضاً يعتمدون عليها في الزراعة.
تعتبر الطنطورة بشكلها الهرمي، مزولة شمسية مهمة يعتمد عليها أهالي المنطقة؛ للتعرف على دخول موسم الزراعة، حيث كانت تجري في العلا قديماً عدة عيون تقدر بحوالي أربعين عيناً وأكثر، وتوزع مياه العيون وفق نظام للري على أهل المنطقة من قبل مجلس خُصص لذلك، وتسمى كل حصة بـ الوجبة فهناك الوجبة وهي أربع وعشرون ساعة، ونصف الوجبة وهي اثنا عشر ساعة، وربع الوجبة هي ست ساعات، ويكون نصيب كل شخص حسبما يملكه من مساحة زراعية ويستعينون بتوزيع الوجب أو الحصص بالساعة الشمسية أو الطنطورة كما كانت تسمى قديماً، وحل محلها بعد ذلك الآبار الارتوازية وطرق الري ووسائله الحديثة.
لذلك سمي مهرجان شتاء طنطورة بهذا الاسم، لأهمية الزراعة وموسمها منذ القدم، عند أهالي أهل العلا، حيث اعتمدوا عليها في حياتهم اليومية، وكانت مصدر عيشهم، وهذا ما جعلهم عبر التاريخ محطاً لقوافل التجارة وطريق البخور، بسبب تميزهم بالمحصولات الزراعية وموقعهم الجغرافي المميز والكثير غيرها.