إدارة وتنظيم بطولة عالمية بحجم مهرجان الدرعية للفروسية ليست بالأمر السهل، مع وجود أكثر من 150 فارس وفارسة من 17 دولة من مختلف أنحاء العالم و170 جواد. التحضيرات يجب أن تمتاز بالدقة والاهتمام بجميع التفاصيل الصغيرة وقبل كل ذلك يتطلب ذلك شغفاً كبيراً برياضة الفروسية.
ماريا هيرنك، المراقبة المشرفة على الميدان في مهرجان الدرعية للفروسية وفريق عملها من الخبراء يشرفون على الأمور اللوجستية اليومية في منافسات المهرجان وذلك لضمان سلامة الفرسان والفارسات والجياد.
هيرنك تتبع قواعد سلوكية صارمة وهو ما يساعدها لتولّي هذه المهمّة التي تتطلّب هذا النهج، وتقول أنا ثلاث كلمات وهي: "ساعد، امنع وتدخل" تتحّكم بالمزاج العام لفريقها وذلك للوصول بالمنافسة إلى بر الأمان. وتقول ماريا: "أحد أهم مسؤولياتي هي أن أضمن تساوي الفرص والعدالة بين المتنافسين. كل الفرسان والفارسات يجب أن يحصلوا على فرص متساوية في التمرين تحت الظروف ذاتها. على سبيل المثال، الأرضيّة يجب أن تكون كما هي سواءً كنت الفارس الأوّل أو الفارس الأخير، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل خصوصاً مع مشاركة أكثر من 100 حصان".
وتعليقاً على الإجراءات التي تتخذها حول الخيول التي تأتي من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذه المنافسات، علّقت ماريا: "نعمل مع فريق الإسطبل حيث يقدمون لنا الدعم في هذا الأمر. تختلف قوانين تنظيم الإسطبل بين دولة وأخرى، فهي مختلفة في الولايات المتحدة عن المملكة العربية السعودي على سبيل المثال. لهذا، نعمل على العرف عن قرب على قوانين البلدان المختلفة التي أتت منها الخيول لنتعامل مع كل مجموعة خيول بالطريقة المناسبة."
التعرّف على ثقافات مختلفة وفهم الاختلافات بينها في رياضة الفروسيّة هي مهارة مهمّة تتحلى بها ماريا لتساعدها في تأدية هذا العمل كمراقبة مشرفة على الميدان، حيث أن هذه الوظيفة هي ليست عملها الأساسي هناك في هولندا. في أي صباح يوم عادي، ستجد ماريا تفتتح يومها في مقر وكالة الفضاء الهولندية، حيث تعمل هنالك كمهندسة مركبات فضائية، وتقول ماريا عن هذا الأمر: "جزء من حياتي اليومية هو أن أقرأ عن قوانين هندسة المركبات الفضائية، ففي وكالة الفضاء الهولندية أعمل مع أكثر من 25 جنسية مختلفة وهو ما يساعدني كمراقبة مشرفة في الفروسية على التأقلم مع الثقافات المختلفة بسرعة وأن أتفهّم ذلك بسرعة."
وبالرغم من عملها المتواصل في وكالة الفضاء الهولندية، تقضي ماريا حاليا جزءاً من إجازتها السنوية في الدرعيّة للمراقبة والإشراف على ميدان مهرجان الدرعية للفروسيّة حيث أن هذه الرياضة بالنسبة لها هي شغف. الفروسية بالنسبة لماريا هي هواية استمرّت على التعلق بها على مدارة 25 سنة تواجدت من خلالها في أولمبياد لندن 2012 و أولمبياد ريو دي جانيرو 2012 وتتطلع للمشاركة في الأولمبياد القادم في طوكيو 2020. "في كل مرة يتم تعييني كمراقبة في الألعاب الأولمبية، أشعر بالفخر لكون هذا شرف عظيم لكل رياضي" هكذا علّقت ماريا. وبالرغم من الاختلاف الكبير بين مركبات الفضاء والخيول، تقول ماريا بأنها تعلمت أن المهارات الأساسيّة في المهنيتين تكاد أن تكون متشابهة، حيث تتطلّب أن تكون شخصاً اجتماعيّاً جدّاً وأن تكون متبعاً للقوانين بشكل صارم وفي جميع الأحوال.
يذكر بأن مهرجان الدرعية للفروسية يعود للعام الثاني على التوالي ليجلب الحدث العالمي بصورة أكبر للمملكة وليعكس جميع القيم التقليدية لرياضة الفروسية والمعايير الأوروبية التي تضمن جودة البطولة وتمنح الجماهير تجربة مشاهدة خاصة، وسيستمر على مدار أسبوعين مانحاً المشاركين فرصة الوصول للعالمية حيث سيتم احتساب النقاط المسجلة من قبل المتسابقين لتؤهلهم للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020 وبطولة العالم.
وبإمكان عشاق الفروسية والجماهير الراغبين في حضور منافسات مهرجان الدرعية للفروسية الحصول على التذاكر عبر الموقع الإلكتروني الخاص بموسم الدرعية www.diriyahseason كما يمكن متابعة الأخبار والإعلانات الخاصة بموسم الدرعية من خلال الصفحات الرسمية على تويتر وانستغرام من @diriyahseason.