رفضت الشركة المُنتجة لمسلسل "سيف الله خالد بن الوليد"، إفساد احتفال نجم المسلسل عمرو يوسف بيوم ميلاده بعد صدور حكم قضائي يمنع تجسيد الصحابة والأنبياء عبر الأعمال الدرامية، وقامت بنشر أول بوستر ليوسف بشخصية الصحابي المعروف بلقب سيف الله المسلول في تأكيد على بدء تصوير العمل تمهيدا لعرضه ضمن موسم دراما رمضان 2020.
عمرو يوسف يجسد شخصية خالد بن الوليد
تامر مرسي منتج المسلسل تدخل لوقف الجدال حول الغاء التصوير وقام بنشر بوستر المسلسل والذي يتصدره النجم عمرو يوسف، تزامنًا مع الاحتفال بعيد ميلاده أمس 23 ديسمبر، وظهر عمرو بالملابس التاريخية كمقاتل ممسكًا بيده السيف، وبلحية طويلة.
وفي إشارة ذكية لتهدئة الأجواء أكد صناع المسلسل أن القصة مقتبسة عن عبقرية خالد للكاتب الراحل عباس محمود العقاد، وهي السيرة الأبرز للصحابي وتحظى بتقدير رجال الأزهر في مصر، ويكتب السيناريو والحوار له الكاتب إسلام حافظ ويخرجه رؤوف عبد العزيز، ومن إنتاج تامر مرسي.
مسلسل عمر بن الخطاب سبب الأزمة
يذكر أن محكمة القضاء الإداري في مصر، قضت بالأمس بوقف عرض مسلسل عمر بن الخطاب وحظر تجسيد الصحابة، على شاشة التلفزيون رغم ظهوره منذ 7 سنوات، وهو ما اعتبر اجهاضا مبكرا لمشروع إنتاج مسلسل "خالد بن الوليد"، خاصة وأن العمل سيحتاج لظهور شخصيات الصحابة والعشرة المبشرون بالجنة.
وقال المحامي محمد حامد سالم مقيم الدعوى التي صدر بشأنها الحكم، إن "الحكم بالغ الأهمية وصدوره بعد عرض المسلسل لا يقلل من أهميته، لأن له حجية في المستقبل ضد إنتاج أو بث أي عمل درامي أو سينمائي أو مسرحي يجسد فيه أحد الصحابة أو الرسل.
الدعوى التى حملت رقم 49743 لسنة 66 ق، اختصمت كل من وزراء الاستثمار والإعلام والثقافة في مصر وشيخ الأزهر، حيث أنه انه بعض القنوات عرضت مشاهد دعائية لمسلسل عمر، وهذا المسلسل يتناول قصة أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب.
وأكدت الدعوى أن المفاجأة أن المسلسل يجسد شخصية الفاروق بالممثل السورى سامر إسماعيل ويجسد شخصية سيدنا ابو بكر الصديق بالفنان غسان مسعود، وحيث أنه لا يجوز شرعا أن يتم تجسيد الصحابة فى المسلسلات لما فيه من مساس بهيبة هؤلاء الصحابة، كما يمثل تعدى على الثوابت الإسلامية.
وتساءل المحامى هل وصلت الاستهانة بالصحابة لهـذا الحـد، وأيـن رجـال الـدين والمسـئولين عـن هـذا الإعلام، أيـن الأزهر الشريف، وأين هيئة كبار علماء المسـلمين، ولمتى تستمر مثـل هـذ الأمور وهـل ننتظـر في رمضان بعد القادم أن يأتي شارب للخمر ويجسد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
وجاء الحكم بقبول الدعوى شكلا، وفى الموضوع بإلغاء قرار الجهات المدعى عليها السلبى بالامتناع عن اصدار قراراتها بحظر اشتمال أي عمل تمثيلي في المسرح أو السينما أو التلفاز ـ أو أي جهاز آخر على شخصية: الرسل أو الأنبياء أو العشرة المبشرون بالجنة أو آل البيت الكرام، على النحو المبين بالأسباب، وألزمتها المصروفات، وأتعاب المحاماة.
الحكم القضائي لا يتعارض مع حرية الراي والفكر
وأكدت المحكمة أنها تعي دورها في حماية الحرية الفكرية وما يتبعها من حرية الرأي والتعبير فإنها تؤكد ـ كذلك ـ دورها الفعال في ترسيخ أركان الدولة، وحماية النظام العام وأجهزة الدولة المختلفة وتجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية، أو حتى إثارة العواطف الدينية، في عصر يوجب على الجميع التكاتف والتعاضد كالبنيان المرصوص.
ومن حيث إنه عن الموازنة بين حرية الرأي والتعبير، والقيود التشريعية التي قد تفرض عليها، فإن البين من المادة (19) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 16/12/1966 والذي انضمت إليه مصر وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم 536 لسنة 1981 بالموافقة عليه أن ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة (2) ترتبط بواجبات ومسئوليات خاصة، ولذلك أجازت المادة وضع قيود قانونية من أجل: أ- احترام حقوق أو سمعة الآخرين. ب- حماية الأمن الوطني أو النظام العام أو الصحة العامة أو الأخلاق.”
وهو ما أكدته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في مجال تعرضها للمادة العاشرة (حرية التعبير عن الرأي) من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، من أن: صور التعبير بموجب المادة 10 إذا تجاوزت حدود الإنكار النقدي، وعلى وجه التحديد إذا كان من المرجح أن تثير عدم التسامح الديني فيمكن للدولة أن تعتبرها بصورة مشروعة غير متوافقة مع حرية الاعتقاد والفكر والدين وأن تتخذ من التدابير المناسبة ما يقيدها. (حكم المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في الشكوى رقم 38450/12 بجلسة 25/10/2018).
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي