اجتاح فيلم مسامير المبني على أٌقوى مسلسل كرتون سعودي، صالات السينما الخليجية والعربية مطلع العام الجديد، والعمل للمخرج مالك نجر ومن إنتاج شركة "ميركوت" للمنتج السعودي عبد العزيز المزيني.
الفيلم امتداد لنجاحات المسلسل الذي عٌرض على "يوتيوب "على مدار ست سنوات بالاسم نفسه، ولاقى رواجاً منقطع النظير في دول الخليج والشرق الأوسط، وحصد أكثر من 700 مليون مشاهدة وأكثر من مليوني متابع للصفحة الرسمية له عبر الموقع.
استغرق الإعداد والتحضير للفيلم عام تقريباً ، ويقدم شخصيات جديدة بجانب الشخصيات الشهيرة المعروفة، وتتوزع القصة على خطين دراميين الأول محوره الفتاة السعودية دانة الشغوفة بالروبوت والذكاء الاصطناعي والتي تشرع في رحلة لخلق الخير في العالم باستخدام الروبوتات، والثاني يدور حول وصول ثلاثة أصدقاء هم "سعد، وسلتوح، وكلب" إلى الحضيض لينطلقوا بعدها في رحلة خاصة بهم لإثبات أنفسهم في المجتمع من خلال أن يصبحوا أبطال خارقين في مكافحة الجريمة والفساد.
وعن نقل المسلسل الناجح من "اليوتيوب" إلى عالم السينما قال منتجه عبد العزيز المزيني : "لجأنا إلى الموقع وقتها كمنصة للعرض لعدم توافر البدائل المناسبة، ورغم أن تلك المنصة جيدة من ناحية الانتشار، إلا أنها غير مجدية تماماً، وقرار افتتاح صالات السينما في المملكة العربية السعودية جعلنا نتجه لفكرة الإنتاج السينمائي في كل أعمالنا المستقبلية".
وحول مدى قلقله من المنافسة مع أعمال كرتونية عالمية معروضة، قال: "لا تمثل لنا أية مشكلة ولسنا قلقين ، لأن الأعمال المحلية في أي بلد في العالم تلقى قبولاً لدى الجمهور المحلي في حال انتاجها بشكل جيد لأنها تنبع من الثقافة نفسها وتتحدث اللغة ذاتها".
وأَكد المزيني أن توجهه إلى الإنتاج السينمائي يتيح له العمل بشكل أفضل من ناحية الجودة البصرية ، والمحتوى والكتابة ، لافتاً إلى وجود فارق التواجد في السينما مقابل "يوتيوب" مفيد لشركات الإنتاج سواء في الوقت أو التكلفة.
وأضاف "موقع "يوتيوب" مهم وساعدنا في الانتشار، لكن الإنتاج السينمائي أكثر رحابة ووفر لنا المجال للعمل على نطاق أكبر و أبهر، وشوقنا أن نكون جزءً مساهماً في نمو الصناعة العربية و بأن يتعرف الوطن العربي على شخصياتنا الكرتونية المميزة".
وأكد أهمية صنع محتوى محلي للدول العربية يسد النقص في هذا الجانب، لافتاً إلى أن مصر الوحيدة في الوطن العربي التي تتصدرالمشهد. وتابع: " نحاول تقديم أفلام سعودية وإماراتية، وخليجية عامة، لإثراء خيارات المٌشاهد ومساعدته في التعرف على ثقافات أخرى".
وأوضح المخرج مالك نجر أن الفيلم متطور من كل النواحي عن المسلسل، مشيراً إلى أن القصة أكثر تعقيداً وعمقاً، إلى جانب أن الشخصيات أكثر نضوجاً، وكذلك الصورة والموسيقى أجمل مما قٌدم من خلال المسلسل.
وأضاف: "الفيلم يتمحور حول شعور لدى كل منا، وهو الشعور أن المجتمع من حولك لا يقدرك بالشكل الكافي، وأن هناك دائماً رغبة في أن يتقبلك الجميع ويحبك ويكن لك الاحترام والتقدير".
وعن كيفية اكتساب "مسامير" لتلك الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي و"يوتيوب" قال: "نشرنا الحلقة الأولى من المسلسل عام 2011، وكان لدينا شعور بأن مسلسلات الكرتون العربية لا تنتج بشغف ولا يتقبلها العديد من المنتجين، وشعبية العمل الكبيرة ووصوله للجميع كانتا في المقام الأول بسبب قربه من الناس وحب فريق العمل لما يقدمه.
وأشار إلى أن الفيلم يواكب التغيرات التي يشهدها المجتمع السعودي، وقال عن ذلك " الأغلبية العظمى من الشخصيات في المسلسلات من الرجال وطاقم الكتابة بأكمله رجال، وبالتالي كان من الواجب علينا ابتكار شخصيات نسائية واختبار كيفية توظيفها للعمل، وبالفعل خلقنا شخصية "دانة" في الفيلم ، وهي من الشخصيات الرئيسية، رغم أننا لم نكن على علم وقت كتابتها بالتغيرات الإيجابية تجاه المرأة التي حدثت مؤخراً في المملكة.
الفيلم من بطولة عبد العزيز الشهري ومزروع المزروع وإبراهيم الخير الله، وشهد الأحمري، ويوسف الدخيل، ويبدأ عرضه في التاسع من يناير المقبل في صالات السينما الخليجية والعربية