بداية فنية وموسيقية غير متوقعة شهدتها الساحة الفنية في السعودية على خشبة مسارح الفن، ولم تكن هذه الليالي عادية أو مرَّت مرور الكرام، بل تجاوزت التوقعات وأعادت للذائقة الفنية الحنين، وقرّبت الأحاسيس بمختلف مسارحها، لتكسر حفلات السعودية الروتين بتقديم الفنانات والفنانين الدويتوهات والتريوهات الفنية. «سيدتي» ترصد لكم أبرز هذه الدويتوهات والأعمال المشتركة، وما جاء فيها منذ بداية العام 2019:
غناء جماعي للفنانين
البداية كانت في نهاية شهر فبراير (شباط)، في ليلة الوفاء وتكريم الفنان الراحل أبو بكر سالم تحت مسمى «ليلة في حب أبو أصيل»، في أول حفل «هولوغرامي» يُقام في العاصمة الرياض، حيث شهدت غناءً جماعيّاً للفنانين محمد عبده وعبادي الجوهر ورابح صقر وراشد الماجد وعبد الرب إدريس وأصيل أبو بكر وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل وأحمد فتحي ومطرف المطرف وفؤاد عبد الواحد وماجد المهندس، بأداء جماعي للأغنية الوطنية الأشهر «يا بلادي واصلي»، التي كانت بمثابة الانطلاقة نحو طريقة الغناء الجماعي على خشبة مسارح الفن في هذا العام.
أول دويتو بين فنان وفنانة
في الثامن من مارس (آذار) الماضي، أُقيمت حفلة غنائية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في جدة، احتضنت الفنانين عبادي الجوهر وأصالة نصري، لكن الحفلة حظيت بالمفاجآت الغنائية من خلال أول دويتو بين فنان وفنانة في حفلات السعودية، إلاّ أنّ عبادي وأصالة شكَّلا توأمة فنية في مسيرتهما الفنية ليصدحا بأغنية «قد الحروف»، التي حققت نجاحاً كبيراً عند طرحها، وكان الدويتو بترتيب مسبق بين عبادي وأصالة، ليصبح حديث الساحة الفنية ومواقع التواصل الاجتماعي لحظة غنائهما معاً.
نجاح هذا الدويتو بينهما قادهما إلى أن يتغنيا مرة أخرى، وهذه المرة عبر جلسات السعودية في الرياض، حيث أقيمت جلسة جمعت الفنانين في أبريل (نيسان) الفائت. ومع بداية وصلة عبادي، كانت المفاجأة حاضرة، عندما صعدت أصالة على خشبة المسرح لتكون جالسة عن يمينه، مقدّمَيْن بذلك واحدة من أجمل أعماله الغنائية بعنوان «قالوا ترى»، التي قال عنها عبادي ذات يوم إنها أصبحت مثل النشيد، لتشهد خشبة مسرح مركز الملك فهد الثقافي عاصفةً قوية من الترحيب، في لوحة فنية تشكَّلَت بثنائي فني كان امتداداً لأغنية «قد الحروف»، التي لَحَّنَهَا الجوهر لأصالة، لتبقى خالدة، ويبقى الدويتو بينهما خالداً، لا سيما أنه أول دويتو يشهد غناء فنان وفنانة في العاصمة الرياض، لتتشكّل الروح الفنية بينهما بأدائهما للأغنية التي أسعدت الحضور.
جلسة غنائية
وفي ليلة أخرى، وعبر جلسات السعودية في الرياض، أُقيمت حلقة غنائية للفنانين مطرف المطرف وأنغام وأصيل أبو بكر، لكن الدويتو كان حاضراً بين مطرف وأصيل في جلسة أصيلة، فقدما أغنية «سيار» من أعمال والده الراحل أبو بكر سالم، في ليلة جميلة لم تخلُ من المفاجآت الفنية.
دويتو وانسجام
أسفرت فكرة الدويتوهات في حفلات السعودية عن تفاعل جماهيري ونجاح منقطع النظير، محققةً أصداءً عالية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكتمل المسيرة الفنية بالفكرة والمحتوى، فكان التلاقي هذه المرة عبر حفلات العيد في يونيو (حزيران)، تحديداً في حفلة رابح صقر وأنغام في الرياض.
أما مفاجأة الحفلة، فكانت من خلال الدويتو الذي جمع الفنانين المتألقين، إذ طلب رابح من الجمهور بعد نهاية وصلته الترحيبَ بأنغام على خشبة المسرح، فاستجاب مطلقاً عبارات التقدير لها، ثم أدى الثنائي المميز أغنية «أصعب جرح»، وظهر جلياً مدى الانسجام الكبير بينهما، خصوصاً برفقة الأنغام المميزة التي عزفها رابح بأنامله الذهبية على آلة العود.
مفاجآت الدويتوهات
أما موسم جدة، فلم يخلُ من مفاجآت الدويتوهات، لتكون فترة الصيف مشتعلة بها. وفي ليلة سهم الجماهيرية، كان الدويتو حاضراً بين أصالة نصري وأسماء المنور. وبعدما أنهت الفنانة أصالة وصلتها بأغنية «عبية»، أشعلت أسماء الأجواء باعتلائها خشبة المسرح، حيث قدمتها أصالة للحضور، قائلة: «بيننا أشياء فنية مشتركة، وعلاقتنا قديمة، وأتشرف بأن أغني معها في ليلة سهم». وأدَّتا معاً أغنية «إلى متى»، ثم عبَّرت أصالة عن مشاعرها تجاه سهم، قائلةً: «سعيدة بهذه الليلة، ويستحق سهم ذلك، فهو جزء من التاريخ الفني». بينما قالت أسماء: «سعيدة باليوم الذي تعرفت فيه على الملحن سهم، وبالعمل معه في أكثر من لحن فني، واليوم صوتك هو الجمهور، وسنغني لك بالصدق ذاته الذي منحتنا من خلاله هذه الأغاني الجميلة».
أنغام مفاجأة محمد حماقي
أقيمت سهرة موسيقية غنائية للفنان محمد حماقي في منتجع درة العروس بجدة، وبعدما انتصفت الحفلة الغنائية، حضرت الفنانة أنغام برفقة زوجها الموزع الموسيقي أحمد إبراهيم، لتصعد على المسرح بعفويتها، حيث أدّيا أغنية مشتركة، لم تسبقها بروفات أو أي تحضيرات، فكانت أنغام تتغنى قبل الحفلة بساعات في حفل رسمي، أُقيم ضمن حفلات صيف الباحة، لتتجه مباشرة إلى جدة لحضور حفل حماقي.
دويتو عبادي الجوهر وأسماء المنور
وضمن موسم جدة، اتضح جليّاً من هذه الليلة الغنائية أنها ستشهد دويتو غنائيّاً بين عبادي الجوهر وأسماء المنور. وفعلاً حظيت أغنية «قالوا ترى» بأن تكون المفاجأة لجمهورهما، فصدحا معاً للحضور الغفير بهذه الأغنية، التي أصبحت محببة لدى المعجبين بعبادي.
أغنية جماعية
لم تَخْتَفِ المفاجآت من خلال حفلات اليوم الوطني السعودي الـ89، وذلك عندما طالت الحفلات الغنائية مدينة تبوك الورد للمرة الأولى، وشكَّل افتتاح شريط الحفلات في المنطقة الشمالية «تريو» غنائيّاً جماعيّاً شاركت فيه أصالة نصري وعبد الله الرويشد وأصيل أبو بكر بأغنية بعنوان «ما علينا»، وهي أغنية للفنان الراحل أبو بكر سالم، ليكون الافتتاح من أبرز اللحظات الفنية في حفلات اليوم الوطني.
تريو في موسم الرياض
أما موسم الرياض، فلم تغبْ عنه الدويتوهات والتريوهات الغنائية، وأبرزها تلك التي جمعت أسماء المنور وعبادي الجوهر وفؤاد عبد الواحد في ليلة واحدة، فحظيت أسماء بنصيب الأسد من الدويتوهات، وتغنت للمرة الأولى مع الفنان فؤاد بأغنية «ظبي اليمن»، وقدمت تريو غنائيّاً مع عبادي وفؤاد أيضاً بأغنية «قالوا ترى».
صورة وطنية لبنانية
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت ليلة بيروت من أبرز الليالي في الموسم، ولم تَغِبْ عنها المفاجآت، وجاءت متزامنة مع بعض الأوضاع في لبنان، ليتشكل مسرح الراحل أبو بكر سالم بصورة وطنية لبنانية عند غناء النجوم عاصي الحلاني ونجوى كرم وديانا حداد وملحم زين لوطنهم لبنان، محمّلين بشعار علم لبنان، في صورة تمثلت في لقطة الختام بليلة بيروت في موسم الرياض.
مقطع وطني
أكتوبر أيضاً توشَّح بالجمال والتكريمات الفنية، إذ كانت ليلة تكريم الأمير الشاعر عبد الرحمن بن مساعد من بين الليالي التي حملت معها التريوهات الفنية. وجمعت أغنية مشتركة، الفنانين أصالة نصري وحسين الجسمي وعبادي الجوهر ومحمد عبده، في مقطع وطني من ملحمة «كتاب مجد بلادنا» الذي افتتحت به الجنادرية 13، حين ردَّد الفنانون:
إنتِ البلاد اللي ثراها نضمّه
نفني لك أبدان ونهدي لك قلوب
لو تامرين الرمل عنك نلمّه
ولو تعطشين الدم لك منا مسكوب
الدويتو الأشهر
أما شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وعلى الرغم من الأجواء الشتوية، فقد كانت هناك ليلة عربية طربية وموسيقية جمعت صابر الرباعي وشيرين عبد الوهاب وأصالة نصري. هذه الليلة الغنائية، سرعان ما صعدت في الترند السعودي لأسباب عدّة، أبرزها المفاجأة التي لم تكن بالحسبان عند غناء صابر وأصالة الدويتو الأشهر بينهما، أغنية «ع اللي جرى»، التي حقَّقَتْ نجاحاً جماهيريّاً كبيراً عند طرحها للمرة الأولى عام 2001.
تريو نجوم الأغنية الخليجية
في نوفمبر أيضاً، كان تكريم الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن، الذي شارك فيه نجوم الأغنية الخليجية بتريو غنائي، وحضرت هذه المرة الأغنية المشتركة بأعمال الميدلي من كلمات البدر، بمجموعة من قصائده حملت عناوين «الله البادي، مالحد منه، يارفع الجبهة»، من ألحان الراحل محمد شفيق، وتغنى بها راشد الماجد وراشد الفارس وأصيل أبو بكر بأغانٍ وطنية خالصة.
أغنية وطنية مشتركة
أما ليلة الهلال زعيم آسيا، فكانت الليلة «النوفمبرية» التي فرضت ذاتها بعد تحقيق نادي الهلال اللقب القاري، ولم تكن هذه الليلة عابرة فنيّاً، بل اكتملت واختزلت الجمال بوجود الدويتو والأغنية المشتركة معاً، إذ قدم راشد الماجد وماجد المهندس دويتو غنائيّاً بعنوان «هذا الهلال»، ثم أدى جميع الفنانين المشاركين في ليلة تكريم الهلال أغنية وطنية، قدَّمها كل من محمد عبده ورابح صقر وماجد المهندس وراشد الماجد وراشد الفارس وحسين الجسمي وأصيل أبو بكر.